وداعا لدفن الموتى.. واشنطن تستعد لتطبيق "التسميد البشري"
صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت إن شركة "ريكمبوز" ومقرها سياتل تخطط لافتتاح أول منشأة للسماد البشري في العالم العام المقبل.
تستعد ولاية واشنطن الأمريكية لتطبيق ممارسة "التسميد البشري" في إطار زيادة الطلب على "الدفن الأخضر"، والبحث عن بدائل أخرى أكثر استدامة للدفن والحرق.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الإثنين، أن شركة "ريكمبوز" ومقرها سياتل تخطط لافتتاح أول منشأة للسماد البشري في العالم العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن أستاذة علوم التربة والزراعة المستدامة في جامعة ولاية واشنطن، لين كاربنتر-بوجز، التي تعمل أيضاً مستشارة علمية للشركة، قولها إن "الموت بالتأكيد لا يشكل أكبر تأثير بيئي علينا في دورة حياتنا، لكن لا يزال بإمكاننا البحث عن بدائل جديدة".
وعرضت بوجز أثناء حديثها خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية للتقدم العلمي في سياتل، الأحد، بيانات من مشروع تجريبي تضمن تحويل 6 جثث بشرية إلى سماد لاختبار سلامة وفعالية النهج المتبع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يُنظر إلى التسميد على أنه نهاية مناسبة لقشرة الموز أو بقايا القهوة المستهلكة، يحث كثيرون الناس على التفكير في التسميد البشري وغيره من خيارات "رعاية الموتى" الصديقة للبيئة.
وفي المملكة المتحدة أشار متعهدو الجنازات إلى زيادة الطلب على "المدافن الخضراء"، وبدائل أخرى أكثر استدامة للدفن والحرق.
وأوضحت الصحيفة أن هذه العملية، المعروفة باسم الاختزال العضوي الطبيعي، تحول الجثة إلى تربة للزراعة تملأ عربة يد في غضون 4 إلى 6 أسابيع، حيث توضع الجثة في حاوية سداسية من الصلب قابلة لإعادة الاستخدام إلى جانب رقائق الخشب والبرسيم والقش.
ومن خلال التحكم بعناية في نسبة الرطوبة ونسبة ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين، يوفر النظام الظروف المثالية لنوع من الميكروبات المحبة للحرارة التي تسرع بشكل كبير من وتيرة التحلل الطبيعي.
وأضافت بوجز: "من المفاجئ أنه عندما يبدأ النشاط الجرثومي ويوجد فيه ما يكفي من المواد الأولية؛ ينشط نوع مختلف تمامًا من الكائنات الحية، يسمى الكائنات المحبة للحرارة".
وأظهرت التجربة أن كل شيء، بما في ذلك العظام والأسنان، يتحول بشكل موثوق إلى سماد، أما المواد غير العضوية مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب والأوراك الاصطناعية تفرز ويعاد تدويرها.
ووجدت أن التربة تحتوي على مستويات منخفضة من البكتيريا القولونية، وهو مؤشر على السلامة البيولوجية، ما يعني أن الأقارب يمكنهم أن ينثروا بأمان بقايا أحبائهم مثل الرماد، أو يستخدمونها لزراعة شجيرة الورد أو تخصيب مساحة نباتية.
وفي مايو/أيار 2019، أصبحت واشنطن أول ولاية أمريكية تقر تشريعاً يسمح بتحويل جثامين الموتى بطريقة حيوية إلى سماد عضوي يستخدم في الزراعة.
وبموجب القانون الجديد يحق للناس اختيار تحويل جثامينهم بعد الموت إلى تربة للزراعة كبديل لعمليات حرق الموتى أو دفنهم، ما يعد خياراً عملياً في المدن التي تندر فيها الأراضي المخصصة للمدافن التقليدية.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز