بوركينا فاسو.. تراوري يعبر "نهر" الانقلابات بترميم "جسر" الاستخبارات
حتى لا يتجرع "سمّ" انقلاب شبيه بذاك الذي أوصله للحكم، استبق رئيس بوركينا فاسو المؤقت الأحداث على نبض مؤشرات تحذيرية خطيرة.
إبراهيم تراوري، الرئيس الانتقالي الشاب الذي أمسك بزمام الحكم على رأس مجلس عسكري أطاح في 30 سبتمبر/أيلول 2022 بالنظام القائم عبر انقلاب خاطف ناجح، يحاول كسر قاعدة التداول القسري لحكمه.
- "تآمر على أمن الدولة" في بوركينا فاسو.. انقلاب فاشل؟
- الأسوأ منذ أشهر.. القاعدة تتبنى مجزرة بوركينا فاسو
فتراوري الذي يستعد للاحتفاء نهاية الشهر الجاري بذكرى عام على صعوده للسلطة، يواجه لهيبا في الكواليس، وهو الذي أوقفت أجهزته قبل أيام قليلة 3 عسكريين وجهت إليهم تهمة "التآمر ضد أمن الدولة".
توقيف يرى مراقبون أنه يستبطن أحداثا مريبة تحصل في الردهة الخلفية، وأن تراوري يواجه محاولات انقلاب ممن قادوا معه الانقلاب ومنحوه مفاتيح السلطة.
مخاوف تؤكدها التعيينات الجديدة التي أجراها تراوي على أجهزة استخباراته، في خطوة يؤكد مراقبون أنها ترافقت بإقالات لم يكشف عنها لأسباب عديدة.
وبحسب مصادر مطلعة، وقع النقيب إبراهيم تراوري مرسوما بتعيين مفوض للشرطة يدعى سيدو واتارا في منصب نائب المدير العام لوكالة الاستخبارات الوطنية.
كما تم الإعلان خلال مجلس للوزراء عن تعيين مفوض آخر للشرطة اسمه عبدالله غانديما، مديراً جديداً لجهاز أمن الدولة، وهو جهاز استخبارات الشرطة.
محاولة انقلاب؟
وفي بيان صدر الجمعة الماضي أعلن المدعي العسكري في واغادوغو توقيف 3 عسكريين في بوركينا فاسو، ووجهت إليهم تهمة "التآمر ضد أمن الدولة".
وبحسب البيان، أكدت النيابة العسكرية أنها تبلغت في أغسطس/آب الماضي "وقائع تفيد بأن عسكريين حاليين وقدامى عملوا على تحديد مواقع حساسة ومنازل بينها (منزل) الرئيس الانتقالي الكابتن إبراهيم تراوري وبعض السلطات المدنية والعسكرية بهدف زعزعة استقرار المرحلة الانتقالية".
ونقل البيان عن المدعي العسكري الكومندان ألفونس زورما قوله إن تحقيقا فتح "وتم حتى الآن توقيف ثلاثة عسكريين مشتبه بهم، مثلوا أمام قاضي تحقيق أمر بتوقيفهم احتياطيا لوقائع تتصل بمؤامرة عسكرية وانتهاك للتعليمات العسكرية وتآمر على أمن الدولة وتكوين عصابة وتعريض حياة الآخرين للخطر".
وأضاف زورما أن العسكريين الثلاثة "اعترفوا بالوقائع في شكل لا لبس فيه".
وقبل أشهر، كشفت النيابة العسكرية محاولة أخرى لـ"زعزعة استقرار مؤسسات الدولة" من جانب مدنيين وضابط كبير هو الليفتنانت كولونيل إيمانويل زونغرانا الذي تم اعتقاله.
وقبل عام، أطاح تراوري بالليفتنانت كولونيل بول هنري داميبا، الذي نفذ انقلابا في يناير/كانون الثاني 2022 على الرئيس السابق المنتخب روش مارك كريستيان كابوري، بحجة عجزه عن التصدي للهجمات الإرهابية المستمرة منذ 2015.