يتوجه الناخبون الكويتيون، الخميس، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 50 عضوا بمجلس الأمة في فصله التشريعي الـ18.
انتخابات تأتي بعد 6 أسابيع من حل مجلس الأمة السابق في 15 فبراير/شباط الماضي، فماذا نعرف عنها؟
50 عضوا
يتكون مجلس الأمة من 50 عضوًا، يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب العام السري المباشر، لمدة برلمانية تبلغ 4 سنوات من تاريخ أول اجتماع للمجلس.
ويملك مجلس الأمة الكويتي صلاحيات واسعة؛ أبرزها قدرته على استجواب رئيس الحكومة أو وزرائه، فضلا عن قدرته على التصويت لحجب الثقة عن الوزراء، أو «عدم التعاون» مع رئيس الوزراء.
200 مرشح
يبلغ عدد المرشحين في الانتخابات الحالية 200 مرشح، بينهم 13 امرأة، يتنافسون في الدوائر الانتخابية الخمس، وهو أقل عدد مرشحين في انتخابات تشريعية في الكويت منذ عام 1975.
ويتنافس في الدائرة الانتخابية الأولى 41 مرشحا، في حين يتنافس في الدائرة الثانية 39 مرشحا، وفي الدائرة الثالثة يتنافس 32 مرشحا، فيما يتنافس في الدائرة الرابعة 48 مرشحا، مقابل 40 مرشحا في الدائرة الخامسة.
ومن أبرز المرشحين في الانتخابات المقبلة، مرزوق الغانم رئيس برلمان 2020 وأحمد السعدون رئيس برلمان 2023 .
ما عدد الناخبين؟
يحق لـ 834733 ناخبا وناخبة الاقتراع في تلك الانتخابات، بواقع 405948 من الذكور و428785 من الإناث .
وتجرى الانتخابات في 123 مدرسة تم تجهيزها كمقار اقتراع بواقع 5 مدارس كمقار للجان الرئيسية في الدوائر الخمس الانتخابية و16 مدرسة في الدائرة الانتخابية الأولى، و18 مدرسة في الثانية و22 في الثالثة و28 في الرابعة و34 في الخامسة.
وتضم المدارس 764 لجنة انتخابية رئيسية وأصلية وفرعية يرأسها رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة بصفة أصلية وعلى سبيل الاحتياط مجهزة بكافة احتياجات أعضاء السلطة القضائية رؤساء اللجان الانتخابية ليوم الاقتراع.
وأتمّت الجهات المعنية في الكويت جاهزيتها لمواكبة العرس الديمقراطي، ضمن استراتيجية متكاملة لاستقبال الناخبين، وتسهيل عملية الاقتراع وتأمين اللجان حتى الفرز وإعلان النتائج.
وقرر مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير، تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة في يوم الاقتراع اليوم الخميس واعتباره يوم راحة.
وأطلقت بلدية الكويت بالتعاون مع وزارة الإعلام حملة بعنوان (صوتك مستقبل وطن) عرضت على «أضخم» شاشة مرئية والموجودة على مبناها، إلى جانب الترويج لها عن طريق إعلانات الطرق المنتشرة في كافة شوارع محافظات البلاد؛ لحث المواطنين على المشاركة الفاعلة في يوم الاقتراع.
الصوت الواحد
تجرى الانتخابات وفقا لقانون رقم 20 لسنة 2012 المعروف بقانون الصوت الواحد، والذي قضى بتقليص عدد الأصوات من 4 أصوات لكل ناخب (تصويت لأربعة مرشحين) إلى صوت واحد (اختيار مرشح واحد).
مدة التصويت
تنطلق عملية الاقتراع في الثانية عشرة ظهرا وتستمر لمدة 12 ساعة متتالية، حيث يتم إغلاق باب الاقتراع عند الثانية عشرة منتصف بالليل بالتوقيت المحلي.
وعقب انتهاء عملية التصويت، تبدأ عملية فرز الأصوات تمهيدا لإعلان النتائج الرسمية وتسمية الفائزين.
أول انتخابات في عهد مشعل
تعد هذه أول انتخابات برلمانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما تعد هذه ثاني انتخابات تشهدها الكويت خلال 10 شهور، بعد الانتخابات التي جرت في 6 يونيو/حزيران الماضي.
وصدر مرسوم أميري يوم 15 فبراير/شباط الماضي بحل مجلس الأمة الذي أسفرت عنه انتخابات يونيو/حزيران الماضي.
جاء مرسوم الحل بسبب «ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة».
وقبيل 3 أيام من الاقتراع، وجّه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، كلمة وضع خلالها ضوابط ومحاذير بشأن آلية اختيار المرشحين للوصول إلى برلمان «متميز ومستنير».
وقدم خلال الكلمة التي ألقاها الإثنين نصائح «أبوية» تعين الناخبين على حسن اختيار من يمثلهم، وحذر من انتخاب من يتصفون بصفات حددها في كلمته، وهم من كان هدفه ما يلي:
- تحقيق المصلحة الشخصية
- افتعال الأزمات
- المساس بالثوابت الدستورية.
وشدد أمير الكويت في كلمته على أن الاختيار السليم هو «الطريق لبناء مستقبل الوطن والأجيال»، داعيا إلى الابتعاد «عن خيانة أمانة الصوت». وأعرب عن أمله في أن تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير.
وحذر من مقاطعة الانتخابات، ومن تداعيات ذلك، قائلا: «نتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات، ومن يقاطعها فإنه يفرط في حقه الدستوري ولم يؤد أمانة الاختيار».
ثاني انتخابات رمضانية
تعد هذه ثاني انتخابات تجري في شهر رمضان في تاريخ الكويت بعد الاستحقاق الذي جرى قبل نحو 10 أعوام.
وشهدت الكويت إجراء أول انتخابات برلمانية عامة في شهر رمضان في 27 يوليو/تموز 2013 لاختيار ممثلي مجلس الامة بفصله التشريعي الرابع عشر (أمة 2013). وسبقتها انتخابات تكميلية جرت خلال رمضان في الدائرة الانتخابية العاشرة في 7 ديسمبر/كانون الأول 2000.
وكان لأجواء الشهر الكريم تأثيرها الواضح على العملية الانتخابية خلال انتخابات 2024، خصوصا خلال الحملات الدعائية للمرشحين.
وكثف المرشحون لخوض الانتخابات جهودهم باستغلال الأجواء الرمضانية في عرض برامجهم الانتخابية من خلال الغبقات الرمضانية.
والغبقة الرمضانية هي عادة اجتماعية متأصلة ومتوارثة عن الآباء والأجداد يحييها أهل الكويت في أمسيات شهر رمضان المبارك لتبادل التهاني بالشهر الفضيل ولقاء الأهل والأحبة والضيوف.
والغبقة عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح في رمضان للأهل والجيران وتتخللها أنواع كثيرة وأصناف متنوعة من المأكولات الشعبية.
ونظرا لتزامن شهر رمضان مع انتخابات مجلس الأمة 2024 في الكويت، اتجه عدد من المرشحين للاستفادة من تلك العادة الاجتماعية للترويج لأنفسهم وبرامجهم، عبر إقامة الغبقات داخل مقراتهم الانتخابية، أو استغلال تلك العادة للترويج لبرامجهم عبر التواصل المباشر مع الناخبين.
وسيلقي شهر رمضان بتأثيره على عملية الاقتراع المقرر إجراؤها اليوم الخميس ، حيث سيتواصل التصويت حتى بعد انطلاق مدفع الإفطار.
رابع انتخابات في 4 سنوات
تعد هذه هي رابع انتخابات برلمانية تشهدها الكويت خلال 4 سنوات؛ فاستحقاق 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، أفضى إلى برلمان صدر مرسوم بحله في 2 أغسطس/آب 2022.
أما الانتخابات الثانية فجرت في 29 سبتمبر/أيلول 2022، وأفضت إلى تشكيل برلمان جديد، قضت المحكمة الدستورية في 19 مارس/آذار 2023، ببطلانه، وإعادة مجلس 2020، الذي صدر مرسوم أميري بحله مجددا مطلع مايو/أيار 2023.
أما الثالثة فجرت في 6 يونيو/حزيران 2023، وأفضت إلى برلمان صدر مرسوم بحله فبراير/شباط الماضي.
ويأمل الكويتيون أن تقود نتائج الانتخابات القادمة إلى برلمان "متميز بوجوه ذات فكر مستنير" يسهم في تحقيق طموح الوطن والقيادة في غد أفضل تكون فيه الكويت في مصاف الأمم المتقدمة.