الكويت تدخل مرحلة «الصمت».. وتستعد للعرس الانتخابي
تمهيداً لانطلاق الانتخابات البرلمانية 2024، غداً الخميس، دخلت الكويت اليوم "صمتاً انتخابياً" قبيل انطلاق الاستحقاق الدستوري.
وتعد هذه أول انتخابات برلمانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وثاني انتخابات تجري في شهر رمضان في تاريخ البلاد بعد الاستحقاق الذي جرى عام 2013.
توقف الدعاية
وتبدأ مرحلة "الصمت الانتخابي" التي تتوقف خلالها جميع أعمال الدعاية الانتخابية، في تمام الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي وتستمر حتى نهاية الاقتراع بموجب المادة 22 من قانون انتخابات أعضاء مجلس الأمة رقم 4 لسنة 2024.
والغاية من "الصمت الانتخابي" هي تمكين الناخبين من حرية اختيار ممثليهم لعضوية مجلس الأمة وتحقيق العدالة في المنافسة بين المرشحين وعدم استخدام الإعلام كوسيلة لتوجيه الرأي العام حفاظا على سير العملية الانتخابية.
200 مرشح
ويتوجه الناخبون الكويتيون، الخميس، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 50 عضواً بمجلس الأمة، بواقع 10 أعضاء عن كل دائرة من الدوائر الانتخابية الخمس في البلاد.
ويتنافس 200 مرشح لخوض غمار انتخابات مجلس الأمة في الفصل التشريعي الـ18 (أمة 2024).
يوم الاقتراع إجازة
وبهذه المناسبة، قرر مجلس الوزراء تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة، يوم غد الخميس واعتباره يوم راحة.
وبيّن أن الأجهزة ذات الطبيعة الخاصة تحدد عطلتها بمعرفة الجهات المختصة بشؤونها لمراعاة المصلحة العامة.
ودعا مجلس الوزراء الناخبين والناخبات إلى المشاركة الإيجابية في انتخابات مجلس الأمة 2024 لتحقيق مستقبل مشرق لشعب الكويت والأجيال القادمة.
جاهزية تامة
في هذه الأثناء، أعلنت مختلف الجهات المعنية بسير الانتخابات جاهزيتها لانطلاق العرس الديمقراطي، وتمكين الناخبين والناخبات من الإدلاء بأصواتهم في المدارس مقار اللجان الانتخابية بكل سهولة ويسر.
وأكد مجلس الوزراء الحرص على أن تتم عملية انتخاب أعضاء مجلس الأمة على أكمل وجه وبشكل يعكس الوجه الحضاري والديمقراطي لدولة الكويت.
واستمع مجلس الوزراء خلال اجتماعه، أمس الثلاثاء، إلى شرح الشيخ فهد يوسف سعود الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الذي أكد على الاستعدادات التي قامت بها لجنة الإعداد والتنظيم والتجهيز لانتخابات مجلس الأمة وتضافر جهود الجهات المعنية بهذا الشأن .
كما استمع المجلس إلى شرح قدمه عادل محمد العدواني وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حول آخر استعدادات وترتيبات وزارة التربية لتنظيم الاقتراع الذي سيجري في 124 مدرسة موزعة على جميع الدوائر الانتخابية الخمس.
كذلك، تفقد وزير الصحة أحمد العوضي، الاستعدادات والتجهيزات الطبية في مقار لجان الاقتراع، ومستوى تجهيز العيادات الطبية في جميع اللجان الانتخابية.
توجيهات أميرية
وقبيل 3 أيام من الاقتراع، وجّه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، كلمة وضع خلالها ضوابط ومحاذير بشأن آلية اختيار المرشحين للوصول إلى برلمان "متميز ومستنير".
وقدم خلال الكلمة التي ألقاها الإثنين نصائح أبوية تعين الناخبين على حسن اختيار من يمثلهم، وحذر من انتخاب من يتصفون بصفات حددها في كلمته، وهم من كان هدفه ما يلي:
- تحقيق المصلحة الشخصية
- افتعال الأزمات
- المساس بالثوابت الدستورية.
وشدد أمير الكويت في كلمته على أن الاختيار السليم هو "الطريق لبناء مستقبل الوطن والأجيال"، ودعا إلى الابتعاد "عن خيانة أمانة الصوت".
كما وجّه نصائح للمرشحين خلال حملاتهم الانتخابية قائلا "وعلى المرشح أن يتكلم بما يرضي الله، وأن يكون حواره راقيا يجتنب فيه المساس بالآخرين وإثارة مشاعر الناخبين، وتأجيج عواطفهم على حساب الوطن والمواطنين".
وأعرب عن أمله في أن تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير.
وحذر أمير الكويت من مقاطعة الانتخابات، ومن تداعيات ذلك، قائلا "نتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات، ومن يقاطعها فإنه يفرط في حقه الدستوري ولم يؤد أمانة الاختيار، ولا يحق له بعد ذلك أن يلوم أحدا على تدني المخرجات ولا على سوء الأداء وعدم الإنجاز".
وحثّ الجميع على عدم الالتفات إلى دعاة الفرقة والفتنة وأن يكونوا صفا واحدا يحمي الكويت وأهلها.
وفي 15 فبراير/شباط من العام الماضي، صدر مرسوم أميري بحل مجلس الأمة الذي تشكل بعد انتخابات يونيو/حزيران 2023.