قبل 3 أيام من الاقتراع ..أمير الكويت يحذر من انتخاب هؤلاء

خارطة طريق رسمها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وضع خلالها ضوابط ومحاذير بشأن آلية اختيار المرشحين للوصول إلى برلمان "متميز ومستنير".

جاء هذا في الكلمة التي وجهها أمير الكويت مساء اليوم الإثنين بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، التي تطرق خلالها إلى 3 محاور بارزة، على رأسها الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الخميس المقبل، وملف الجنسية الكويتية، واختتمها بالدعاء لأهل غزة.

وتشهد الكويت في 4 أبريل/نيسان الجاري أول انتخابات برلمانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وثاني انتخابات تجري في شهر رمضان في تاريخ الكويت بعد الانتخابات التي جرت عام 2013.

استحقاق برلماني يصادف شهر رمضان، الذي ألقى بتأثيراته على العملية الانتخابية وحملات المرشحين، وأيضا على كلمة أمير البلاد، التي اعتاد قادة الكويت المتعاقبون توجيهها في العشر الأواخر من رمضان.

ضوابط ومحاذير ونصائح أبوية

ووجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نصائح أبوية تعين الناخبين على حسن اختيار من يمثلهم، وحذر من انتخاب من يتصفون بصفات حددها في كلمته.

وقال أمير الكويت في هذا الصدد :"أخاطبكم اليوم خطاب الأب لأبنائه متمنيا منكم -ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الأمة (2024)- حسن اختيار من يمثلونكم".

وحذر من انتخاب هؤلاء قائلا: وألا يتم اختيار من كان هدفه ما يلي:

وشدد أمير الكويت في كلمته على أن " اختياركم السليم طريقكم لبناء مستقبل وطنكم وأجيالكم"، ودعاهم إلى الابتعاد "عن خيانة أمانة الصوت".

كما وجه نصائح للمرشحين خلال حملاتهم الانتخابية قائلا "وعلى المرشح أن يتكلم بما يرضي الله، وأن يكون حواره راقيا يجتنب فيه المساس بالآخرين وإثارة مشاعر الناخبين، وتأجيج عواطفهم على حساب الوطن والمواطنين".

وأعرب عن أمله في أن تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير.. أعضاء مجلس أمة يستفيدون من الدروس والتجارب البرلمانية السابقة وينهضون بمسؤولياتهم الوطنية".

وحذر أمير الكويت من مقاطعة الانتخابات، ومن تداعيات ذلك، قائلا "نتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات ومن يقاطعها فإنه يفرط في حقه الدستوري ولم يؤد أمانة الاختيار، ولا يحق له بعد ذلك أن يلوم أحدا على تدني المخرجات ولا على سوء الأداء وعدم الإنجاز".

ودعا  الجميع إلى عدم الالتفات إلى دعاة الفرقة والفتنة وأن يكونوا صفا واحدا يحمي الكويت وأهلها.

وتستعد الكويت لأول انتخابات برلمانية تجري في عهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، الذي تولي مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، بعد صدور مرسوم أميري يوم 15 فبراير/شباط الماضي بحل مجلس الأمة.

وجاء مرسوم الحل بسبب "ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة".

ويتنافس 200 مرشح لخوض غمار انتخابات مجلس الأمة في الفصل التشريعي الـ18 (أمة 2024).

الجنسية الكويتية

أيضا تعرض أمير الكويت في كلمته إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها في الكويت حاليا للحفاظ على الهوية الوطنية.

وقال في هذا الصدد "لقد ثبت للجميع مدى الضرر الفادح الجسيم الذي لحق بالهوية الوطنية من خلال العبث بالجنسية الكويتية".

وأضاف أنه "نظرا لما تمثله الهوية الوطنية من بقاء ووجود وقضية حكم ومصير بلد فإن الاعتداء عليها هو اعتداء على كيان الدولة ومقوماتها الأساسية ولا يمكن السكوت عنه ".

وأشاد بكافة الجهود والإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وندعمها.

وتشهد الكويت حاليا إجراءات متواصلة لتنفيذ توجيهات القيادة بالحفاظ على الهوية الوطنية، كان من أحدثها تخصيص خط ساخن، قبل أيام، للإبلاغ عن مزوري ومزدوجي الجنسية.

واستبق الإعلان عن الخط الساخن وأعقبه إصدار سلسلة قرارات تم بموجبها تجريد 36 شخصا من الجنسية على 3 دفعات في الفترة من 4 إلى 14 مارس/آذار الماضي.

كما صدرت مراسيم وقرارات بسحب الجنسية الكويتية من 26 آخرين قبل أسبوعين، تبين أنهم حصلوا عليها عن طريق الغش والتزوير.

ويأتي مراجعة ملف الجنسية تنفيذا لتوجيهات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة المجتمع الكويتي.

صفحة جديدة

ودعا أمير الكويت في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان الجميع إلى "فتح صفحة جديدة" في تلك الأيام المباركة.

وقال في هذا الصدد "آمل منكم عقد العزم على فتح صفحة جديدة أعلاها مخافة الله والتوكل عليه وأساسها التحلي بالفضائل والطاعات وفعل الخيرات وقوامها اجتناب الآثام وحفظ اللسان والبعد عن التعصب والمصالح الشخصية ورائدها إشاعة المحبة والتفاؤل والوئام والبعد عن كافة الممارسات الخاطئة التي تهدد الوحدة الوطنية".

دعاء لغزة

واختتم أمير الكويت كلمته بالدعاء لأهل غزة، قائلا "نسأل الله تبارك وتعالى أن يلطف بأشقائنا في غزة وأن يمدهم بنصره وتأييده وأن يرحم شهداءهم وشهداءنا الأبرار".