الكاتب المصري محمد بن زيد: أشارك بـ"صلصلة الموت" في معرض القاهرة (حوار)
تمرد وتيه وهروب وخلاص، مشاعر مختلطة يشير إليها الكاتب المصري محمد بن زيد في مجموعته القصصية "صلصلة الموت" المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54.
وانطلقت فعاليات النسخة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وتستمر حتى 6 فبراير/شباط، تحت شعار "على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع".
وفي حواره مع "العين الإخبارية"، وصف محمد بن زيد معرض الكتاب بأنه "عيد الكُتَّاب والكِتَاب"، وتحدث عن مجموعته القصصية وظروف كتابتها، والصعوبات التي واجهته في النشر، وخططه القادمة. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن مشاركتك الأولى في المعرض
أكذبك قولًا إن قلتُ لك إنني سعيد، ففي خضم الظروف العالمية التي نعيشها وارتفاع الأسعار بات من الصعب على القارئ أن يقتني كتابات مَن يحب القراءة لهم، وأخشى أن تَحُول هذه المرحلة الصعبة بين دور النشر والكاتب وبين الكاتب نفسه وقراؤه، لكن المشاركة كان لا بد منها منذ أعوام، وكان يحول بيني وبين النشر عدم وجودي في مصر بسبب عملي في المملكة العربية السعودية، وأنا فضَّلتً أن يولد كتابي الأول بين يدي.
ماذا تحوي "صلصلة الموت"؟
19 قصة. تبدأ المجموعة بالتمرد وتنتهي به، وبين ثنايا ذلك التمرّد تيه وتخبط وهروب وخلاص ووصول وانتكاس وموت وحياة، والكثير من الأحلام الشائخة.
هل تحمل المجموعة طابعاً سوداوياً؟
العالم والظروف المحيطة بنا تجبر صاحب الموهبة - ولا سيما الكتابة والرسم- أن يتأسَّى بما يحيط به رغمًا عنه، والسوداوية في المجموعة (إن صح نعتها بالسوداوية) هي النفس التي لا تجد مؤنسها، والروح التي لا تعلم في الحياة متنفس لها سوى الكتابة، هي الأيام حينما تأتي على الأحلام بكل قسوة، فتجعل القلم يميل رغمًا عنه لذلك الاتجاه.
متى بدأت الكتابة ومجموعتك بشكل خاص؟
صراحة أنا لا أحفظ التواريخ، لكني على ما أذكر قبل ثماني سنوات كتبتُ أول قصيدة، نعم قصيدة، فقد كان اتجاهي في البداية هو كتابة الشعر، وكتبت فيه لفترة لا تتجاوز العامين، وحينما عرضت ما كتبته على صاحب رأي أشاد به، لكنه نصحني أن أتعلم المدارس الشعرية وفنِّيات كتابة الشعر.
بدلًا من ذلك اتجهت للنثر، والذي وجدت منه ترحابًا وبراحًا، ولا أحسب ذلك إلا كسل وتخاذل مني، فكتبت رواية "لقراق" وهي روايتي وعملي النثري الأول، وكانت قد قاربت الانتهاء، لكنها لم يُكتب لها الخروج الآن، أما القصص، والتي هي محل الحديث، فقد كانت متفرقة على مدى كتاباتي للرواية، هي وبعض الكتابات الشعرية المبعثرة، لذا ظل التأثر بالشعر فيها واضحًا برأي كثيرين قرأوا تلك المجموعة، كما في قصة "ترياق جوع" و"المستحيل" و"جليد ملتهب" و"بصيرة ظلام" وغيرها.
هل واجهتك صعوبات في إصدار عملك الأول؟
أي كاتب جديد يجد صعوبة في نشر عمله الأول، وربما حتى العاشر، لكن الصعوبة عندي كانت تكمن في اقتناعي داخل نفسي أن أترك ما كتبته للخروج، فقد أتت عليّ لحظات كنت أقرر فيها كتابة ما أكتبه لنفسي فقط، خشية أن يمر حرف كتبته على أحد دون اهتمام أو دون أن يعطيه حقه، وظلت تلك العقدة أعوامًا، وكنت كلما عرضته على دار تراجعت وقلت لا، لن تسنح الفرصة بعد.
وبعد إلحاح الكثيرين حولي في خروج عملي للنور، بدأت في عرضه مرة أخرى على بعض الدور، ولم يحدث ما توقعته أبدًا من إشادتهم بما بين أيديهم، وقلت في نفسي: يا موهوم، سِر في طريق من سبقوك وهم العظماء وأنت اللاشيء، فلا تتعالى! لكنه لم يكن تعاليًا قدر ما كان تبختر حروفي بنفسها.
خضت تجربة العمل خارج مصر.. هل انعكس ذلك على المجموعة؟
حقيقة انعكس الكثير فيما كتبت، فالغربة ليست يسيرة على أحد، وكل مَن ذاق مرارتها يظل في داخله شيء معتم حزين لا يعلم سببه، كأن شجرة ناي قد تبعثرت داخله فملأته شجن ومناجاة.
ما خططك القادمة؟
بإذن الله لي رواية بدأتُ فيها تلك الأيام، وقد حال بيني وبينها "عيد الكُتَّاب والكِتَاب"، لكني سأكمل كتابتها، وسوف أشارك بها في المعرض القادم بإذن الله. وأود أن أختم بالإشارة إلى أن الكاتب لا يكتب ما يكتب بسهولة ويسر، الكاتب عجينة من ألم الإنسانية، وهنا أشير إلى مقولة "شكسبير": "مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد".
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز