سعيد شيمي يكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس أشهر الأفلام المصرية ومواقف جمعته بالنجوم (حوار)
أصدر مدير التصوير المصري سعيد شيمي الجزء الثاني من كتابه "حكايات مصور سينما" بالتزامن مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
وخلال صفحات الكتاب، يكشف شيمي الستار عن العديد من المواقف التي شهدتها كواليس تصوير أفلام مصرية شهيرة تحكى لأول مرة، مصحوبة بصور توثق الحدث نجح مدير التصوير في التقاط بعضها مصادفة.
وانطلقت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى 6 فبراير/شباط 2023، ويقام الحدث الثقافي المهم تحت شعار "على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع مدير التصوير سعيد شيمي، تحدث خلاله عن أعماله السينمائية ومؤلفاته المنشورة، وتطرق لمواقف جمعته بنجوم الفن والسياسة وكواليس بعض الأفلام.
سعيد شيمي مصور سينمائي مصري، تخرج من المعهد العالي للسينما وحصل على دبلوم مدرسة التصوير الحديث الأمريكية بعد دراسة لمدة عامين ونصف بالمراسلة في عام 1969، وصور العديد من الأفلام لجمعية الفيلم بالقاهرة.
كما عمل مديرا للتصوير في عشرات الأفلام المعروفة، منها: "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "عنتر شايل سيفه"، "اﻹمبراطورة"، "جحيم تحت الماء"، "بطل من ورق"، "سلام يا صاحبي"، "جري الوحوش".
إلى نص الحوار:
في البداية، تملك تاريخا حافلا بالأعمال السينمائية قبل الدخول لمعترك الكتابة؟
هذا صحيح فأنا أعمل مصورا سينمائيا منذ كنت شابا، وعلى مدار نحو 50 عاما كنت مدير تصوير في 108 أفلام روائية من أبرزها: "الطريق إلى إيلات"، "العار"، "ضد الحكومة"، "الإمبراطور"، "امرأة هزت عرش مصر"، "سواق الأتوبيس"، "كتيبة الإعدام"، "الحب فوق هضبة الهرم"، "البريء"، وغير ذلك الكثير.
ومنذ دلفت إلى مجال الكتابة كم مؤلف نشر لك حتى الآن؟
نشرت 35 كتابا حتى الآن، فأنا بدأت الكتابة والتأليف منذ العام 1996 بكتاب "التصوير السينمائي تحت الماء"، تلاه كتاب "تاريخ التصوير السينمائي في مصر"، ثم صدر لي سلسلة كتب عن تاريخ التصوير في مصر والعالم، وصولا لكتبي عن الثقافة البصرية في العالم العربي.
ما سر اهتمامك بالثقافة البصرية؟
عندما تسافر لدول أوروبا ستجد الثقافة البصرية لديهم قوية للغاية، لكن في مصر والوطن العربي للأسف لم يأخذ هذا المجال حقه بنفس الحجم والقوة الموجودة في الخارج.
وكيف ترجمت اهتمامك بهذا المجال؟
منذ بلغت سن السبعين، تحديدا منذ 10 سنوات مضت، قررت أن أركز كل جهدي على مجال الثقافة البصرية وأصدرت عدة كتب في هذا الشأن.
وماذا عن أحدث كتبك المشاركة في معرض القاهرة؟
أحدث مؤلفاتي هو الجزء الثاني من كتاب "حكايات مصور سينما" الذي صدر في عام 2022 بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، ونفذ بعد انتهاء الحدث مباشرة في أواخر شهر فبراير/شباط.
وبعد نجاح الجزء الأول من الكتاب أصدرت الجزء الثاني "حكايات مصور سينما: الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام"، ويتحدث عن كواليس تنفيذ الأفلام والحياة السينمائية وما تشهد من حوادث سواء كوميدية أو غيرها، وكل هذه الحكايات مدعمة بالصورة.
ما أبرز هذه الكواليس الجديرة بالذكر؟
هناك على سبيل المثال لا الحصر ما أحكيه عن ترشيح أحمد زكي لبطولة فيلم "الحريف" لكنه لم يؤده لخلافه مع المخرج محمد خان، وما حدث أنني كنت بالصدفة أمر وفي يدي الكاميرا الخاصة بي بالتزامن مع قدوم أحمد زكي للمونتيرة ووجدته يشاهد ألبوم الفيلم وحزين للغاية وصورته وهو يبكي ويضرب رأسه في الحيط، وعرضته ضمن الحكايات الذي يحتويها الكتاب.
من ضمن الحكايات أيضا ما تطرقت له بشأن موقفا طريفا حدث مع مجموعة عمل فيلم من إخراج المخرج الراحل علاء عبدالخالق الذي قدمت معه 19 فيلما سينمائيا، إذ قدمنا سويا فيلما بشأن الأحداث التي شهدتها بيروت في عام 1979 وكان بطولة مديحة كامل وجرى تصويره بين إسكندرية ولبنان، وعندما كنا نصور في الجبل في لبنان ألقي القبض علينا لمعرفة من نحن ومن أذن لنا بالتصوير، لكن انقلب الموقف من التحقيق إلى الترحيب والأحضان بمجرد ما أفصح المخرج عن اسمه، إذ تصادف أن الضابط يعرفه من خلال أول عمل أخرجه "أغنية على الممر".
وهل جمعتك أي أفلام مع "الزعيم"؟
بالتأكيد، شاركت في نحو 10 أفلام من بطولة عادل إمام، من بينها "شعبان تحت الصفر" إنتاج عام 1980، وفيلم "ليلة شتاء دافئة" بطولة الزعيم ويسرا، وأيضا أفلام "الفنكوش" و"جزيرة الشيطان" و"الحريف".
من ضمن أعمالك "البريء"، كيف سمحت الرقابة بتصويره؟
فيلم "البريء" يتحدث عن مصادرة أي صوت غير صوت السلطة الحاكة، وفي البداية حصل القائمون على العمل على تصريح التصوير فصورته مع المخرج عاطف الطيب، وأعتقد أنهم أجازوه لأن السيناريو لم يوضح أن القصة وقعت في مصر أم في دولة أخرى، لكن عندما خرج للنور اعترض 3 وزراء وقتها لأول مرة في تاريخ السينما في العالم أجمع أعتقد هم وزراء الحربية والداخلية والثقافة، وطلبوا بحذف مشاهد من العمل لأنها تكشف أن القصة تدور في مصر، واضطرينا لحذف ما طلبوه وعرض بالفعل بعد ذلك.
ماذا عن العمل مع أشخاص خارج المجال السينمائي؟
جمعتني العديد من المواقف مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، الذي نجحت في التقاط صور سينمائية له خلال حفل زفاف ابنته في السبعينيات من القرن الماضي تحديدا في عام 1974 لأن تصوير الفيديو لم يكن ظهر بعد، فضلا عن العديد من المواقف الأخرى.