ناصر عراق: الأنتكخانة الأقرب لقلبي.. ووصولها لقائمة بوكر أسعدني (حوار)
حجزت رواية "الأنتكخانة" للمصري ناصر عراق مكانا في القائمة الطويلة لجائزة "البوكر" العربية 2023، في ترشيح ليس الأول لكاتبها.
"الأنتكخانة" هي أحدث أعمال الكاتب الصحفي والروائي ناصر عراق، الذي سبق وخط العديد من الروايات والكتب التي نالت عدة جوائز وتركت بصمة في وجدان قارئيها.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع ناصر عراق، تحدث خلاله عن ترشيح أحدث أعماله للقائمة الطويلة لـ"البوكر" العربية، وفحوى هذه الرواية، فضلا عن أعماله المشاركة في معرض القاهرة للكتاب 2023 والعديد من التفاصيل الأخرى.
ناصر عراق تخرج في كلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة عام 1984، وعمل بمجال الصحافة الثقافية في مصر ثم الإمارات، وشارك في تأسيس مجلة دبي الثقافية وعمل مديرا لتحريرها منذ 2004.
كما أصدر عراق العديد من الكتب والروايات التي حاز العديد منها على جوائز، إذ فاز كتابه "تاريخ الرسم الصحفي في مصر" بجائزة أفضل كتاب ضمن جائزة أحمد بهاء الدين عام 2000، كما فاز بجائزة أفضل مقال في الصحافة الإماراتية من مؤسسة الخليج بدولة الإمارات عام 2005.
وحازت روايته "الأزبكية" على جائزة "كتارا" للرواية العربية، وجائزة أفضل رواية قابلة للتحويل الدرامي، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، كما نال عدد من الباحثين درجات الماجستير عن هذه الرواية.
ووصلت روايته "العاطل" للقائمة القصيرة للبوكر العربية في عام 2012، وأخيرا وصلت روايته "الأنتكخانة" للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2023.
وإلى نص الحوار:
* رشحت روايتك "الأنتكخانة" ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، حدثنا عنها؟
"الأنتكخانة" رواية تدور أحداثها في القرن التاسع عشر مع نهايات عهد الخديوي إسماعيل، الذي حكم مصر منذ عام 1863 وحتى 1879، وشهد عهده إنشاء أول متحف للحضارة المصرية القديمة تولى إدارته عالم الآثار الفرنسي مارييت باشا، وكذلك افتتاح مدرسة "اللسان المصري القديم" التي تخصصت في تعليم اللغة الهيروغليفية للمصريين، وأدار المدرسة العالم الألماني هنريش بروكش، لكن المدرسة أغلقت بعد 7 سنوات ولم تستمر.
في هذه المدرسة كان هناك طالب مهم ومتفوق يدعى "أحمد كمال" أصبح بعد سنوات أول مصري متخصص في علم الآثار المصرية، ثم تقلد منصب مدير المتحف الذي كان يدعى وقتها "الأنتكخانة"، وهي كلمة تركية تعني "المكان الذي يضم التحف والأنتيكات".
وبالتالي، الرواية تدور في تلك الفترة وتتحدث عن كيف تم تأسيس المتحف، وكيف تم اكتشاف الآثار المصرية القديمة، وكيف حفظت، وكيف نهبت وسرقت على يد الأجانب الذين كانوا في مصر، إضافة إلى الأحداث الخيالية التي تجاورت مع تأسيس المتحف.
وهذه الرواية تتكئ على التاريخ لكن تتعاظم أحداثها بالخيال، وفي ظلالها هناك الأحداث السياسية والاجتماعية، وخلالها حاولت أن أنقل قطعة من مصر بأناسها وأحداثها وجغرافيتها وسياستها إلى القرن الحادي والعشرين.
فنحن نستلهم التاريخ، ليس بهدف إضاءة التاريخ فسحب وإنما بهدف فهم الحاضر لعلنا نستطيع أن نستشرف آفاق المستقبل.
* هل هذا الترشيح الأول لأحد أعمالك لهذه الجائزة؟
لا، ليست هذه أول مرة ترشح إحدى رواياتي للقائمة الطويلة لجائزة "البوكر"، إذ سبقها ترشيح روايتي "العاطل" للقائمة الطويلة بالدورة الخامسة عام 2012، ثم وصلت الرواية ذاتها للقائمة القصيرة.
* ماذا يمثل لك هذا الترشيح؟
بالطبع ترشيح رواية لـ"البوكر" العربية، وهي جائزة مهمة ومرموقة جدا مثل "البوكر" العالمية، أمر يسعد صاحب الرواية جدا ويبهجه ويثبت أن الجهد الحقيقي قد يجد النجاح والإشادة المأمولة، وبالتأكيد هذا الترشيح أسعدني وأبهجني كثيرا.
* انطلق معرض القاهرة للكتاب قبل ساعات، هل تشارك في هذه الدورة؟
بالطبع، فقد صدر لي حتى الآن 12 رواية مطبوعة جميعها يجدها القراء على أرفف المعرض مع دور النشر المختلفة، إذ صدرت الروايتان الأولى والثانية عن دار "الهلال"، ثم 8 روايات عن "الدار المصرية اللبنانية"، وآخر روايتان صدرتا عن دار "الشروق".
هذا إلى جانب عدة كتب خرجت للنور، بينها كتابان عن مؤسسة "أخبار اليوم" ممثلة في سلسلة كتاب اليوم، الأول بعنوان "الأخضر والمعطوب في الثقافة والفن والحياة" 2009، والثاني "رمضان في السينما المصرية" 2018.
وكذلك صدر لي كتاب "تاريخ الرسم الصحفي" عن دار "ميريت"، وهو كتاب عزيز على قلبي لأنه حاز الجائزة الأولى في مسابقة أحمد بهاء الدين عام 2000، وكتاب "ملامح وأحوال: قراءة في الواقع التشكيلي المصري" الذي صدر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2000.
وبشكل شخصي أنا أواظب على زيارة معرض القاهرة للكتاب منذ عام 1976 عندما كنت طالبا في الصف الثالث الإعدادي، وخلال زياراتي المنتظمة كل عام أحرص على اقتناء كل ما أستطيع وفق ميزانيتي المالية.
* كيف ترى مكانة معرض القاهرة وسط معارض الكتب العربية والإقليمية؟
من حسن الطالع أن أتيح لي زيارة معارض الكتب في العديد من العواصم العربية، وبلا جدال فإن معرض القاهرة للكتاب هو الأكبر والأهم من حيث المساحة وعدد الناشرين المشاركين، وأيضا عدد جمهور الزائر وعدد مقتني الكتب.
وهذا لا يمنع أن معرضي أبوظبي والشارقة للكتاب مهمان جدا وأحرص على زيارتهما سنويا وعقد ندوات فيهما، وأيضا معرض الرباط قوي، وبشكل عام فمعارض الكتب في عالمنا العربي قوية ومهمة جدا.
* هل تتوقع أن يشهد المعرض إقبالا من الجمهور وسط الأزمة الاقتصادية الأخيرة؟
أعتقد أن الأزمة الاقتصادية التي نمر بها الآن قد تؤثر قليلا على حجم شراء الكتب واقتنائها، لكن أتخيل أن القارئ المصري أو العربي الذي اعتاد على زيارة المعرض كل عام لن يستطيع مقاومة شهوة اقتناء الكتب، وسيقبل عليها حتى لو اضطر للاقتطاع من مصروفه الخاص بعض الشيء لتزويد مكتبته بما لذ وطاب من كتب جديدة.
* هل تختلف تفضيلات القارئ المصري عن العربي؟
أتخيل أنه لا توجد فروق كبيرة بين القارئ المصري والعربي، فكلنا ننشد الجمال والإتقان في الإبداع، كلنا ننشد البحث عن المعرفة، وفهم الحياة، ومحاولة التعامل معها والانفعال بها، وبالتالي لا أتخيل أن هناك فروقا جوهرية كبيرة بين قارئ وقارئ في عالمنا العربي.
* ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟ ولماذا؟
لدي 12 رواية لا أستطيع تفضيل واحدة عن الأخرى، فهذا أمر صعب للغاية وأتخيل كل الكتاب هكذا، بالضبط مثل الأبناء، فأنا لدى 3 أبناء لا أستطيع أن أعلن أنني أفضل هذا الابن عن ذاك.
وإن كان دائما آخر رواية تجد عند صاحبها قدرا من الاهتمام، وبالتالي أقول إن "الأنتكخانة" أحدث روايتي قريبة إلى القلب حتى هذه اللحظة، لأنني بذلت فيها جهدا كبيرا ولأني أتمنى أن تجد صدى طيبا عند القراء.
عموما، وكما قال الشاعر التركي ناظم حكمت: "أجمل القصائد لم تكتب بعد"، وبالتالي فأجمل الروايات لم تكتب بعد.
* إلى أي مدرسة تنتمي أعمالك؟
أعتقد أن سؤالا مثل هذا يسأل فيه النقاد أكثر مني، لكن ما أستطيع أن أقوله إنني أنشد في أعمالي القيم الكبرى في الحياة، كالمعرفة ومتعة المعرفة، والحق والعدالة الاجتماعية، وحرية الإنسان دون أن يؤذي الآخرين، أنشد الجمال والإتقان المطلق في العمل، أنشد الإبداع المثير الذي يشغل البال ويثير العقل، أنشد الفن الجميل المؤثر.
كل هذا أنشده، وأحاول قدر استطاعتي في رواياتي أن أحققه، وفي النهاية الحكم في نجاح هذه المحاولة يعود إلى القارئ الكريم والناقد الحصيف.
- ما الفرع الأدبي الذي تفضل الكتابة فيه؟
أنا من دعاة التخصص في زمننا هذا بمعنى أنني متخصص في كتابة الرواية، صحيح لدي كتاباتي الصحفية في السينما والنقد التشكيلي والقضايا العامة، لكن هذا من باب الوظيفة التي أتقاضى عليها راتبا، لكن الكتابة الإبداعية أفضل فيها التخصص.
فأصبح من الصعب الآن أن نجد شاعرا عظيما وروائيا عظيما ويكتب القصة القصيرة بإتقان تام وكل هذا في شخص واحد، لأن التنافس شديد والتطور الفني لهذه المجالات المختلفة من الإبداع يسير بوتيرة سريعة جدا، فعلى المرء أن يتخصص في مجال أدبي واحد كي يبرز ويتفوق فيه.
وبالتالي فأنا متخصص في فن الرواية وهو أقرب الفنون إلى قلبي، والتي أزعم أنني أتقنها بشكل لا بأس به.
* ماذا عن أعمالك المقبلة؟
أنهيت رواية بالفعل وأرسلتها للناشر "دار الشروق"، ومن المقرر أن تصدر بعد عيد الفطر المقبل.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز