لكل باب من أبواب قاهرة المعز اسم عرف به بين الأهالي، وظلوا يرددونه طوال مئات السنين، وأيضا وراءه حكاية تاريخية. فما حكايتها؟
للقاهرة التاريخية ذات الألف عام العديد من الأبواب التاريخية التي تعد من فنون العمارة الحربية الإسلامية سواء تلك التي بنيت في العصر الفاطمي أو الأيوبي، أشهرها هى الأبواب الثمانية الفاطمية، والتي مثلت صمام الأمن والأمان للدفاع عن القاهرة التاريخية على مر العصور، لكل باب من تلك الأبواب اسم عرف به بين الأهالي، وظلوا يرددونه طوال مئات السنين، وأيضاً وراءه حكاية تاريخية.
عندما بنيت القاهرة عام 969م على يد جوهر الصقلي، أمر بإنشاء سور كبير مبني من الطوب اللبن على شكل مربع، طول كل ضِلع مِن أضلاعه 1200 ياردة "1080 متراً"، وقد شيد السور على مساحة 340 فداناً، وكان الهدف منه هو توفير الحماية والأمن لمدينة القاهرة.
كانت الأسوار والأبواب عنوان العصر الفاطمي بما تميزت من تصميم معماري وفنون إسلامية، ضم السور الكبير ثمانية أبواب في اتجاهاته الأربعة، حيث بُني بابان في كل اتجاه، ففى الشمال "باب الفتوح" و"باب النصر"، وفي الجنوب" باب زويلة" و"باب الفرج"، وفي الشرق" باب المحروق" و"باب البرقية"، وأخيراً الغرب "باب سعادة" و"باب القنطرة"، ولم يتبقَ من تلك الأبواب الثمانية إلا ثلاثة أبواب فقط هي: باب الفتوح، وباب زويلة، وباب النصر.
باب النصر:
يعتبر بوابة القاهرة الشمالية، وهو أول الأبواب التاريخية التي بنيت في العصر الفاطمي، حيث أمر جوهر الصقلي حاكم مصر ببنائه عام1087 هـ/480م، ويقع في الضلع الشمالي لسور القاهرة، ووفقاً لنصه التأسيسي المكتوب، فقد كان الهدف من إنشائه هو حماية القاهرة، وقد تم استخدمت في بنائه أحجار تم تفكيكها من المعابد المصرية القديمة، لذا يحتوي على نقوش هيروغليفية، وقد شهد باب النصر العديد من الأحداث التاريخية، فقد كانت الجيوش المنتصرة تمر من خلاله، أثناء عودتها من المعارك والغزوات، ولذا سمي بباب النصر.
يتكون الباب من برجين كبيرين يحتويان على نقوش حربية، وهما يتكونان من طابقين يصل بينهما سلم حلزوني وسطه عمود حجري، وللباب فتحة مستطيلة، أعلاها عقد فوقه النص التأسيسي للبوابة مكتوب بالخط الكوفي، كما يحتوي على نص مذكور فيه أسماء الخليفة المستنصر وأمير الجيوش، أما الطابق الثالث فتوجد فيه حجرتان للدفاع من مستويين بينهما مزاغل للسهام وسقاطتان جانبيتان للدفاع عن الأجزاء الداخلية، وقد تأثر الباب بالطراز المعماري البيزنطي.
باب الفتوح:
بناه جوهر الصقلي عام1078 م/480هـ في الضلع الشمالي لسور القاهرة، وتم ربطه بباب النصر من خلال سور يصل بينهما، ويحتوي على سراديب ودهاليز، وقد شيد الباب عندما قام بدر الجمالي بتجديد سور القاهرة، ويتكون من برجين كبيرين مستديرين، يحتوي كل برج على حجرات الغرض منها هو الدفاع عن القاهرة، وقد تم زخرفة الباب بالزخارف والحشوات المعقودة التي تضم صنجات تم تعشقيها بعضها البعض، وللبوابة مدخل خشبي نصف دائري تعلوها عتبة حجرية.
باب زويلة:
هو ثالث الأبواب المشيدة في العصر الفاطمي وأكبر، حيث قام بدر الجمالي ببنائه عام 485هـ- 1092م، ويقع في الضلع الجنوبي في سور القاهرة المربع، يرجع اسمه إلى قبيلة" زويلة"، وهي من قبائل البربر في شمال أفريقيا، وقد استوطنت القاهرة في عهد جوهر الصقلي بعد أن انضمت إلى جيش جوهر الصقلي، وكان للبوابة مدخلان أو فتحتان، تم تخصيص الأولى لدخول الأهالي بعد دخول المعز لدين الله الفاطمي منها عندما زار القاهرة، والثانية لخروج الجنازات، ثم أصبحت فتحة واحدة بعد تجديد السور.
يتكون الباب من برجين مستطيلين يقع أعلى كل برج حجرة للدفاع والمراقبة، ويشبه بوابة النصر والفتوح في التصميم المعماري، ولكن ما يميزه وجود كرسي فوق عقد فتحة الباب للمراقبة، ثم أصبح لمراقبة التجارة والأسواق، والبوابة خالية من الزخارف، ولكن ترجع شهرة الباب إلى أنه كان يستخدم في تعليق المحكوم عليهم بالإعدام طوال العصر المملوكي والعثماني، حيث علق عليه رسل هولاكو الذين حملوا رسالة تهديد من المغول لقطز.
باب الفرج:
تم بناؤه في سور القاهرة الجنوبي بجانب ضريح "الست سعادة"، ولم يعد له وجود الآن.
باب القراطين أو المحروق:
كان يقع بالضلع الشرقي من سور القاهرة، على مسافة حوالي 50 ذراعاً من الباب المحروق الحالي، على يد الأمراء المماليك رداً على مقتل قائدهم عز الدين أقطاي، الذي قتل في القلعة، ثم قام صلاح الدين الأيوبي بإعادة بنائه مرة عام 1176م، وهو غير موجود الآن.
باب البرقية:
بناه جوهر الصقلي عام 970م في الجانب الشرقي للسور، وكان معروفاً باسم" باب الغريب"، لأنه كان يقع شرق جامع الغريب، وظل موجوداً حتى عام 1936م، وكان مسجلاً في سجلات الآثار الإسلامية حتى تم هدمه سنة 1936 لبناء جامعة الأزهر.
باب سعادة:
يقع في الجزء الغربى للسور، وتم بناؤه عام 969م على يد القائد جوهر الصقلي، وقد سمي باسم سعادة نسبة لـ"سعادة بن حيان" غلام المعز لدين الله، ولم يعد له وجود في وقتنا الحاضر.
باب القنطرة:
كان يقع بالضلع الغربي للسور، وقد سمي" القنطرة" نسبة إلى القنطرة التي بناها جوهر الصقلي، وتقع على الخليج المصري عام 360 هـ لرد غارات القرامطة، وتم هدمه في العصر المملوكي عام 1270م. ولم يعد له أثر.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز