"القاهرة التراثية" تزيل غبار الزمن عن حديقة "الأزبكية"
خطة لتطوير حديقة الأزبكية، وإزالة اللافتات المخالفة بوسط القاهرة، وتخلي الحكومة عن جميع المباني الأثرية والتراثية بالقاهرة التاريخية.
استمرارا لجهود تطوير القاهرة التاريخية واستعادة رونقها كحاضرة عالمية، أعلنت اللجنة القومية لحماية وتطوير القاهرة التراثية عن وضع خطة لتطوير حديقة الأزبكية التاريخية وإزالة اللافتات المخالفة بوسط البلد، إلى جانب التعاون مع الحكومة المصرية في إخلاء مكاتبها من جميع المباني الأثرية والتراثية بالقاهرة.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الشهري للجنة القومية لحماية وتطوير القاهرة التراثية، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية. وواصل المهندس شريف إسماعيل خلال الاجتماع المناقشات مع الأعضاء حول خطة العمل خلال الفترة المقبلة، وكلف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والهيئة العامة للتخطيط العمراني بوضع الخارطة التفصيلية لخطة اللجنة؛ لإعادة إحياء وسط البلد في أقرب وقت، على أن تتضمن ما أنجزته اللجنة، والإنجازات المستهدفة، مع الجداول الزمنية والميزانيات الخاصة بكل مشروع، لضمان نجاح تنفيذ الخطة على النحو المأمول.
وأشار المتحدث الرسمي لـ"اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية" طارق عطية، في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن "أعضاء اللجنة ناقشوا عدة موضوعات، في مقدمتها مستجدات خطة نقل الوزارات والمكاتب الحكومية الموجودة بوسط القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وفي هذا الصدد خرجت اللجنة بعدة توصيات، على رأسها ضرورة تخلي الحكومة عن جميع المباني الأثرية والتراثية بالقاهرة التاريخية، مع إخلاء جميع الشقق المشغولة بالمكاتب الحكومية، ونقلها خارج المناطق التراثية بوسط المدينة".
وأفاد بأن "الاجتماع تناول خطة ترميم حديقة الأزبكية، التي تعطل تنفيذها حتى الآن بسبب نقاط الاختلاف بين الجهات المعنية، وذلك بحضور ممثلي هذه الجهات، وهي محافظة القاهرة، الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، هيئة مترو الأنفاق، والهيئة العامة للتخطيط العمراني".
وأكد عطية: "اتفق الحضور على الانتهاء من خطة ترميم الحديقة والجدول الزمني لتنفيذها قبل اجتماع اللجنة المقبل، كما ناقشوا عدة نقاط فنية متعلقة بالحديقة وخطة إدارتها، فيما شدد المهندس شريف إسماعيل، رئيس اللجنة، على أهمية أن تتوصل جميع الجهات المعنية إلى حلول لتحقيق الهدف الرئيسي لمشروع إعادة تطوير الحديقة التاريخية، ألا وهو الحفاظ على التراث الذي لا يقدر بثمن".
جدير بالذكر أن حديقة الأزبكية من أعرق الحدائق النباتية في مصر. وتمثل الرئة الخضراء لمنطقة وسط القاهرة المزدحمة والمكتظة بالسكان والسيارات والمحال التجارية.
ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1864م، حينما تم ردم البركة التي كانت تتوسط ميدان الأوبرا، وأنشئ في نفس مكانها عام 1872م حديقة الأزبكية على يد المهندس الفرنسي باريل ديشان بك، على مساحة 18 فدانا أحيطت بسور من البناء والحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع، وقد أقيمت على أطرافها "الأوبرا الخديوية" التي احترقت، وأقيم فيها واحد من أهم المسارح في مصر وأعرقها "الكوميدي فرانسيز". وشهدت حفلات غنائية لأشهر نجوم الطرب العربي، ومنهم أم كلثوم وألمظ وعبده الحامولي وغيرهم.
هذا واستمع أعضاء اللجنة إلى تقرير من محافظة القاهرة عن تطورات خطة إزالة اللافتات والمخالفات المختلفة الموجودة على المباني التراثية بوسط المدينة، وتحديدا شارع طلعت حرب.
واتفقت اللجنة مع محافظة القاهرة على تنفيذ هذه العملية عبر 3 مراحل: إزالة اللافتات والمخالفات الموجودة على المباني التراثية شارعا تلو الآخر، وإزالة مخالفات واجهات المحلات التجارية الموجودة في عقارات تراثية، وأخيرا، وقف استخدام شقق العقارات التراثية كمخازن ومستودعات.
كما ناقش الاجتماع استكمال مشروع تطوير منطقة البورصة، حيث أكد إسماعيل أن اللجنة ستعمل عن كثب مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين لجمع التمويل اللازم لإتمام المشروع.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية قد تشكلت في أواخر 2016 بقرار من رئيس الجمهورية، وتضم في عضويتها كلًّا من محافظ القاهرة، ومستشار الرئيس للتخطيط العمراني، ورئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ورئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية الجديدة، ورئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني، وخبير في إعادة هيكلة وإدارة الأصول، ورئيس اتحاد البنوك.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز