قمة القاهرة بشأن فلسطين.. رسائل مهمة وتأكيد على الترابط العربي
قمة مصرية أردنية وفلسطينية بالقاهرة تؤكد ضرورة دعم السلطة الفلسطينية ورئيسها وسط تحديات إقليمية ودولية.
القمة التي اختتمت أعمالها الثلاثاء بالقاهرة أرسلت عدة رسائل حول الوضع في القدس، والدعم العربي للقضية الفلسطينية، وأخرى لإسرائيل بحسب خبراء مصريين وفلسطينيين.
الخبراء شددوا في تصريحات لــ"العين الإخبارية" على أن قمة القاهرة تمهد الطريق للقمة الخليجية المصرية الأردنية في العاصمة الإماراتية، وتؤكد على الترابط العربي لدعم القضية الفلسطينية.
واستضافت القاهرة قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
وأكد القادة على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
رسائل مهمة
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، أكد أن القمة بعثت برسائل مهمة إلى الجانب الإسرائيلي أهمها التأكيد على دعم مصري أردني كامل بشأن التحركات بملف المقدسات الإسلامية والمسحية.
وأضاف، أن مصر دعمت كذلك الأردن بخصوص الاتفاق بشأن الإشراف على المقدسات، مشيرا إلى أنه سيتم ترحيل باقي الرسائل في القمة المصرية الأردنية الخليجية للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وملف المقدسات المسيحية والإسلامية المشرف عليها الأردن.
وتابع: من ضمن رسائل القاهرة دعم السلطة الفلسطينية بعد الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة بتقييد حركة المسؤولين الفلسطينيين، وتجميد ووقف المتحصلات الضريبية والجمركية، والنقطة الثالثة والأخطر هي الضغط على السلطة الفلسطينية لعودة التنسيق الأمني والذي أوقفه أبو مازن بقرار من اللجنة المركزية.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، أن رسائل القاهرة تضمنت أيضا التأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بعملية السلام وخيار حل الدولتين، ووقف إي إجراءات من جانب واحد.
وأضاف أن القمة المصرية الأردنية الخليجية التي تستضيفها دولة الإمارات سيكون ملف القدس رئيسياً على طاولتها، وتوجيه رسالة شديدة بأن الممارسات الإسرائيلية في القدس ستؤدي إلى تفجير الأوضاع، لافتا إلى أن مضمون تلك الرسالة أن مصر والأردن والخليج على قلب رجل واحد بجانب القضية الفلسطينية.
دعم مصري أردني
واتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، مع الدكتور طارق فهمي، الذي رأى أن المبادرة المصرية والاجتماع بالأردن وفلسطين لاستشعار الخطر من صعود حكومة اليمين المتطرف بإسرائيل والتعدي على المقدسات والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن الاجتماع جاء مع الأردن وفلسطين لأنهم في خط المواجهة الأول بالقدس، والبيان الختامي جاء لتأكيد الدعم للشعب والسلطات والحراك بالأراضي المقدسة.
وأوضح أنها أعطت رسالة لوزير الخارجية الأمريكي قبل زيارة للمنطقة، وكذلك قمة الرباط والتي سوف تعقد بالعاصمة المغربية استكمالا لقمة النقب بحضور وزراء خارجية أمريكا وإسرائيل بالإضافة إلى مصر ودولة الإمارات والمغرب والبحرين للتأكيد على الدعم للشعب الفلسطيني.
تمهد لقمة الخليج
الأمر ذاته أكده الكاتب الباحث السياسي في الشأن الفلسطيني، الدكتور ماهر صافي، حيث شدد على أن البيان الختامي لهذه القمة يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية ودلالة واضحة على الترابط العربي والوقوف بجانب الشعب الأعزل.
وأضاف، أن البيان الختامي أكد على توحيد الجهود لإرغام إسرائيل على العودة لطاولة المفاوضات والجلوس أمام دول العالم التي تدعوا إلى السلام.
وأوضح أن هناك إصرارا مصريا أردنيا على وجود حل واضح للتعنت الإسرائيلي تجاه السلام، وحل الدولتين للخروج من هذه الأزمة.
وبين أن قمة القاهرة مهدت وأعطت إيضاحات للقمة الخليجية التي تعقد قريبا، وتبعث برسالة واضحة مضمونها وجود تضامن وترابط عربي قادم وتغير في السياسة العربية من أجل الضغط على جميع الأطراف لحل الأزمة.