يقال "من بيته من زجاج فلا يقذف منازل الآخرين بالحجارة"، كان يجب على كندا النظر لمشكلاتها
عبر تاريخها الطويل، لم ولن تقبل السعودية التدخل في شؤونها الداخلية أو فرض إملاءات عليها من أي دولة كانت.. لذلك يدرك العالم أجمع جيدا استحالة رضوخ المملكة العربية السعودية للضغوط الخارجية والتدخلات السافرة في سيادتها، فالسعودية قائمة على تطبيق شرع الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وشريعتها وسيادتها "خط أحمر" لا تساوم عليه ولا تسمح لأحد بالتطاول والنيل منه وسوف تستمر في ذلك، وليرض من يرضى أو يغضب من يغضب، وقضاؤها فوق كل سلطة ويخضع له الجميع طاعة وامتثالا ولن تسمح لكائن من كان بالتعدي على سيادتها باسم حقوق الإنسان أو غيرها.
السياسة السعودية منذ تأسيسها ترفض التدخل في شؤون الدول الداخلية وبذات النهج ترفض التدخل في شؤونها الداخلية، ولا تجامل أبدا بشأن ثوابتها؛ فهي دولة محورية لها ثقلها ويقدر العالم مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين على أرضها، ودبلوماسيتها التي تقوم على الهدوء والاتزان، والحكمة والتروي
إن القيادة السعودية تؤمن باستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية؛ وبالتالي لا تسمح بالتدخل في أحكام القضاء، ولا في الشأن الداخلي للبلاد، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في خطابه الأخير؛ إذ قال: "إن سياسة السعودية الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام، وفقاً لجملة من المبادئ، أهمها استمرار السعودية في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك احترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل".
وما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة من تدخل مستغرب سوف يجرُّ على بلادها الويلات بعد الموقف السعودي القوي الذي يعتبر صفعة قوية على وجه الدبلوماسية الكندية، والذي جاء كرد فعل قوي على التدخل غير المبرر في الشؤون الداخلية للمملكة، وكان الأجدر بالخارجية الكندية قبل التدخل في شأن السعودية أن تعلم جيدا مع من تحاول فرض إملاءاتها، وتتوقف كثيرا لدراسة السياسة السعودية ذات السيادة المطلقة والمنهج الواضح.
يقال "من بيته من زجاج فلا يقذف منازل الآخرين بالحجارة"، كان يجب على كندا النظر لمشكلاتها التي هي بالفعل تمثل الانتهاك الحقيقي لحقوق الإنسان، بدلًا من أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى، فهل تناست وزيرة الخارجية الكندية التمييز الذي تمارسه حكومتها ضد السكان الأصليين والظلم الذي يتعرضون له من قبل حكومتها؟ وهل تناست أيضا نظام الهجرة الكندي الذي يوقف الأطفال اللاجئين وكأنهم مجرمون؟ وهل تناست أيضا ارتفاع معدل الانتحار والتشرد والتحرش في كندا؟ ورغم كل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في كندا لم تتدخل المملكة في هذا الشأن باعتبار ذلك شأنًا داخليًّا كنديا.
السياسة السعودية منذ تأسيسها ترفض التدخل في شؤون الدول الداخلية وبذات النهج ترفض التدخل في شؤونها الداخلية، ولا تجامل أبدا بشأن ثوابتها؛ فهي دولة محورية لها ثقلها ويقدر العالم مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين على أرضها، ودبلوماسيتها التي تقوم على الهدوء والاتزان، والحكمة والتروي، وتبتعد عن الارتجال والتسرع والتردد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة