"الاستبدال العظيم".. "ثورة البيض" وراء اقتحام الكونجرس
أظهر تحليل ديموغرافي أعده الخبير الأمريكي، روبرت بيب، الأسباب الحقيقية وراء هجوم عدد من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مقر الكونجرس "الكابيتول" قبل أشهر.
ورأى روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو ومدير مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات، أن "الهجوم الذي وقع في 6 يناير/كانون الثاني على يد مجموعة عنيفة من أنصار ترامب، كان عملًا من أعمال العنف السياسي الذي يستهدف تغيير نتيجة انتخابات ديمقراطية شرعية".
ومستندا إلى سجلات المحكمة في هذه القضية، حلل مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات "غير حكومي"، السمات الديموغرافية لـ377 أمريكيًا، من 250 مقاطعة في 44 ولاية، جرى اعتقالهم أو توجيه اتهامات لهم في هجوم الكابيتول الذي يضم مقر الكونجرس "البرلمان".
وذكر بيب في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخميس، أن المشاركين في الهجوم أكبر سنا وأكثر احترافية من المتظاهرين اليمنيين الذين خضعوا لدراسات في الماضي.
كما أن المشاركين في هجوم الكابيتول لا تربطهم صلات بالجماعات اليمينية القائمة، وأغلبهم رجال بيض.
وأوضح بيب أن "95 % من المشاركين في اقتحام الكابيتول من البيض، و85 % منهم رجال"، مضيفا "يعيش كثير من هؤلاء قرب أو في مناطق زرقاء، أي صوتت للرئيس الحالي جو بايدن".
وتابع: "طالت الاتهامات حتى الآن أناسا من 44 ولاية، لكن يبدو أن ولايات كنتاكي وميريلاند وميسور ومونتانا أرسلت إلى العاصمة عددا أكبر من المحتجين في الأحداث التي أفضت إلى اقتحام الكابيتول، وهو ما لا يتناسب مع تعداد سكانها مقارنة بالولايات الأخرى".
والسمة المشتركة بين المشاركين في اقتحام الكابيتول، وفق الخبير الأمريكي، هي أن المقاطعات التي تشهد انخفاضا كبيرا في عدد السكان البيض تضم العدد الأكبر من المتهمين في القضية.
وضرب الكاتب مثالًا بولاية تكساس التي جاء منها 36 من أصل 377 متهمًا، لافتًا إلى أن الـ36 متهما ينحدرون من 17 مقاطعة؛ جميعها فقدت عددا كبيرا من سكانها البيض خلال الـ5 أعوام الماضية.
بيب تابع: "يمكن رؤية نفس الأمر في ولاية نيويورك، التي يواجه 27 شخصًا من سكانها اتهامات في أحداث الكابيتول، وينحدر جميعهم تقريبًا من 14 مقاطعة زرقاء في الولاية؛ أي فاز بها بايدن في الانتخابات الرئاسية" التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ولفت إلى أن واحدة من هذه المقاطعات هي بوتنام، ويعيش فيها ثلاثة من المتهمين، وتشهد تراجعا في أعداد السكان البيض بنسبة 3.5% منذ عام 2015.
وكشف التحليل الديموغرافي أن المقاطعات التي تشهد أكبر انخفاض في أعداد السكان البيض، تملك فرصة لإرسال متمردين إلى العاصمة بنسبة 18%. أما المقاطعات التي تسجل تراجعا أقل في أعداد السكان البيض، فتملك فرصة لإرسال متمردين بنسبة 3% فقط إلى العاصمة.
وبعبارة أخرى، قال الكاتب الأمريكي إن الأشخاص المتهمين بانتهاك القانون في السادس من يناير/كانون الثاني، ينحدرون في الغالب من أماكن تشهد تزايدا سريعا في أعداد السكان غير البيض.
ولفت بيب إلى أن مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات، أجرى استطلاعين مستقلين في فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، في محاولة لفهم أسباب ما حدث في واشنطن، وتبين أن أحد الدوافع هو الخوف من "الاستبدال العظيم"، وهي نظرية تشير إلى إحلال الأقليات محل السكان البيض تدريجيا نتيجة سياسات الهجرة الجماعية وانخفاض أعداد المواليد.
ورأى الكاتب أن نظرية "الاستبدال العظيم" تساعد في توضيح السبب وراء قدوم نسبة مرتفعة من مثيري الشغب من مقاطعات تزداد فيها أعداد السكان غير البيض.
وأوضح الكاتب أن فهم الأماكن التي جاء منها المتمردون هو بداية جيدة في تحديد الأماكن التي تواجه مخاطر متزايدة لاندلاع مزيد من العنف السياسي، محذرا من وجود مكونات لموجات عنف مستقبلية.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية أحداثا غير مسبوقة عقب فوز الرئيس الحالي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية ورفض ترامب الاعتراف بالهزيمة وألقى باتهامات التزوير على عملية الاقتراع.
ومنذ إجراء الانتخابات في شهر نوفمبر الماضي وحتى موعد التنصيب في 20 يناير عاشت الولايات المتحدة حالة غير مستقرة سياسيا وسط اتهامات متبادلة بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري.
ونظرا لحالة الشحن التي سادت الشوارع في هذه الفترة، وأثناء اجتماع للكونجرس لإقرار نتيجة الانتخابات، هاجم أنصار ترامب مبنى الكابيتول في حدث أسقط قتلى ولقي إدانات واسعة وغضب ضد ترامب حيث ألقي عليه بالمسؤولية وتعرض لمحاولة ثانية للعزل.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز