مخدر «كبتاغون».. لماذا يشيع استخدامه بين الجنود في مناطق الحروب؟
في اكتشاف جديد يكشف عن حجم تجارة المخدرات غير المشروعة في سوريا، أفادت تقارير عن العثور على مخازن ضخمة تحتوي على مخدر "كبتاغون".
في العديد من مناطق الحروب والصراعات يُعتبر استخدام المواد المخدرة من قبل الجنود وسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية والجسدية المرتبطة بالقتال المستمر، ومن أبرز هذه المواد "الكبتاغون"، الذي يُطلق عليه أحيانا اسم "الشجاعة الكيميائية" بسبب تأثيراته المميزة على الجسم والعقل.
وتقول نيكول لي، الأستاذة المساعدة في المعهد الوطني لبحوث الأدوية بجامعة كيرتن الأسترالية في مقال نشرته بموقع "ذا كونفرسيشن"، إن الكبتاغون مخدر من نوع الأمفيتامينات، تم تطويره لأول مرة في ألمانيا في الستينيات كدواء لعلاج اضطرابات طبية مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) واضطرابات النوم مثل "الناركوليبسيا".
والمادة الفعالة في الكبتاغون هي "فينيثيلين"، التي تُعتبر مشابهة في تأثيراتها للمنبهات مثل "ديكزامفيتامين"، وكانت هذه المادة تستخدم لتحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يساعد على تحسين اليقظة والتركيز وتقليل التعب.
لكن مع مرور الوقت أصبح الكبتاغون يُستخدم كمخدر في السوق السوداء، حيث يُنتج بشكل غير قانوني في مناطق مختلفة حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.
ويسبب الكبتاغون زيادة في مستويات الدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى شعور مؤقت بالراحة والنشوة والطاقة، ويُعتبر بالنسبة للعديد من الجنود في مناطق الحروب والمناطق المضطربة أداة للبقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، فبفضل تأثيره المنشط يساعد الكبتاغون الجنود على الشعور باليقظة والنشاط، مما يمكنهم من الاستمرار في القتال لفترات طويلة دون الشعور بالتعب أو الإرهاق، كما أنه يعزز من قدرتهم على التركيز، مما يجعلهم أكثر قدرة على تنفيذ المهام العسكرية في بيئات قد تكون مليئة بالمخاطر والصعوبات.
إضافة إلى ذلك يسهم الكبتاغون في تخفيف التوتر والقلق، وهو ما يجعل الجنود يشعرون بشجاعة وهم يواجهون المواقف الخطرة في ساحات القتال، بينما يرى البعض أنه يوفر لهم نوعا من الهروب النفسي من واقع الحرب القاسي، مما يساعدهم على التعامل مع المشاعر السلبية المرتبطة بالعنف والموت والدمار.
تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط
وتقول نيكول لي إن تجارة الكبتاغون في منطقة الشرق الأوسط شهدت ازدهارا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة في دول مثل سوريا ولبنان.
وتُقدر الإيرادات الناتجة عن تجارة الكبتاغون في هذه المنطقة بمليارات الدولارات سنويا، ففي سوريا ولبنان، يُنتج المخدر بشكل غير قانوني ويوزع على نطاق واسع، حيث يُستهلك في العديد من الأوساط، بمن في ذلك الأفراد المدنيون والعسكريون على حد سواء.
وتنتشر شبكات تصنيع وتوزيع الكبتاغون في هذه المناطق، حيث يتم تهريبه عبر الحدود والطرق غير الشرعية إلى أسواق أخرى في المنطقة، ورغم الجهود المبذولة من قبل السلطات لمحاربة هذه التجارة فإن الطلب على المخدر لا يزال مرتفعا، مما يجعل من الصعب إيقاف هذه الشبكات تماما.