في فهم تسعير الكربون.. "العين الإخبارية" تفتش عن الأسئلة الصعبة (خاص)
في محاولة لفهم تسعير الكربون، تواصلت "العين الإخبارية" مع مسؤولي «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي» (UNFCCC).
يُحاول نظام تسعير الكربون إقامة ميزان العدل، وإلزام الدول التي تُطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري بدفع أموال مالية لصالح الدول الأخرى التي تُطلق انبعاثات أقل وتتضرر من التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد، تواصلنا مع «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي» (UNFCCC)، لطرح بعض الأسئلة البسيطة؛ لتحقيق فهم أعمق لتسعير الكربون.
ما هي ضريبة الكربون؟
ضرائب الكربون هي أدوات محلية لتحقيق إجراءات التخفيف المحلية. تفرض رسومًا على المصادر المحلية للانبعاثات، ما يؤدي من ناحية إلى خفض الانبعاثات ومن ناحية أخرى إلى الإيرادات المحلية التي يمكن توزيعها لأغراض مختلفة (على سبيل المثال لتعويض أصحاب المصلحة المتأثرين، وزيادة الإيرادات العامة، وإعادة الاستثمار في المزيد من الإجراءات المناخية). لا يتعين دفع هذه الإيرادات إلى دولة أخرى. اختارت بعض الدول المتقدمة طواعية استخدام جزء من عائداتها من تسعير الكربون لدعم العمل المناخي في البلدان النامية ومن بينها مصر.
إلى أي مدى يُفيد تسعير الكربون العالم؟
- يعتمد مفهوم تطوير سوق الكربون على فكرة أنّ انبعاثات غازات الدفيئة لها تأثير سلبي على النظام المناخي على نطاق عالمي، وبالتالي يجب تثبيطها، بغض النظر عن مصدرها.
- يُوفر تسعير الكربون فرصة لفرض سعر على التلوث الكربوني، وبالتالي تشجيع نمو اقتصادي أكثر ملاءمة للمناخ.
- يُنظر إلى تسعير الكربون -إلى حد كبير- على أنه أحد أكثر الأساليب فعالية وكفاءة من حيث التكلفة لإدارة الانبعاثات والحد منها. يذكر التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ 1.5C أن "أسعار الكربون الصريحة تظل شرطًا ضروريًا لسياسات المناخ الطموحة".
- يعتبر تسعير الكربون فرصة جيدة؛ لمواءمة النظام المالي مع الأهداف المناخية، ما يتيح إمكانية خفض الضرائب التشويهية الأخرى.
- يمكن أن يكون تسعير الكربون أداة لفرض الضرائب الخضراء، وبالتالي، يمكن تقليل انبعاثات غازات الدفيئة وتطوير قطاع استراتيجي كامل لاقتصاد بلد ما (التقنيات النظيفة، وكفاءة الطاقة، وكهربة النقل، وما إلى ذلك).
- في السنوات الأخيرة، أصبح السوق آلية اقتصادية قوية لتعبئة الموارد العالمية لتطوير ونشر أكثر التقنيات الواعدة منخفضة الكربون، وبشكل عام، لنقل الاقتصاد العالمي إلى مسار مبتكر ومنخفض الكربون من التنمية.
- يعتبر تسعير الكربون أداة فعالة وقابلة للتكيف لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا الحالية والمستقبلية، وكذلك استراتيجيات التنمية طويلة الأجل منخفضة الانبعاثات.
كيف تستفيد دولة مثل مصر إذا طبقت نظام تسعير الكربون داخليًا بين شركاتها؟
- يعتبر تسعير الكربون أحد أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة لتنفيذ إجراءات التخفيف. ستستفيد الشركات المحلية من تطبيق الحكومة لمثل هذا النهج مقارنة بالبدائل (مثل التفويضات / اللوائح المباشرة لمعالجة الانبعاثات)؛ نظرًا لانخفاض التكلفة والمرونة المقدمة.
- في حالة السماح بمقايضة الكربون، ستستفيد الشركات من توّفر المرونة لتحقيق التزامها، باستخدام تعويض أو تداول حقوق الانبعاثات بين الشركات. على سبيل المثال، يمكن للقطاعات التي يصعب تخفيفها الوصول إلى إمكانات خفض الانبعاثات في القطاعات ذات الإمكانات الكبيرة للتخفيض.
- يمكن تقسيم الفوائد التي تكتسبها الشركات من مخطط تداول الكربون / نظام تداول الانبعاثات / آلية تسعير الكربون إلى قسمين: المصادر المالية المباشرة كإيرادات لوحدات التخفيض المباعة، واختراق السوق، وهو نهج صديق للمستهلكين من خلال تعزيز البصمة الكربونية (ويظل معيار ISO اختياريًا).
- يمكن للبلد الاستفادة من تجارة الكربون بين القطاعات؛ للوفاء بتعهدات المساهمات المحددة وطنيًا بشكل أكثر مرونة دون إثقال كاهل قطاع معين.
- الفوائد المشتركة المصاحبة لتسعير الكربون تشمل تحسين الميزان التجاري (من خلال تحسين كفاءة الطاقة ونشر الطاقة المتجددة)، والحد من الملوثات المحلية وظهور سريع للوظائف الخضراء.