"الكاربونارا" .. طبق أمريكي ورِثته إيطاليا وتحتفي به سنوياً
وصفة "الكاربونارا" أثارت جدلاً فيما يخصّ البلد الذي ابتكرها، لكن الرواية الأكثر انتشاراً تُرجّح كفّة الولايات المتحدة الأمريكية.
تُعدّ المكرونة الإيطالية من أكثر الأكلات انتشاراً على مستوى العالم، إذ يُقبِل عليها جميع الناس نتيجة مذاقها الرائع، وتنوُّع طرق تحضيرها.
وتمتلك إيطاليا مئات الوصفات لعمل المكرونة الشهية، وعلى رأسها "الكاربونارا" التي يتم الاحتفال بها سنوياً يوم السادس من إبريل/نيسان، حيث يجتمع أهمّ الذواقة من جميع أنحاء العالم، بغية الاحتفال بالطبق الأكثر شهرةً، حسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
ويعتبر طبق "الكاربونارا" من أبرز الوصفات التي أثارت جدلاً فيما يخصّ البلد الذي ابتكرها، لكن الرواية الأكثر انتشاراً تُرجّح كفّة الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل موقع "leggo" الإيطالي، عن عالم الآثار ومؤرّخ المطبخ، إميليو دينتى فيراتشي، أنه قبل عام 1944 لم يكن لـ"الكاربونارا" وجود في إيطاليا، مُستشهداً بكتاب "المطبخ الروماني" لِأدا بوني والذي يعود إلى عام 1930، إذ لم يذكر بتاتاً هذا النوع من المكرونة.
ويعود أصل "الكاربونارا" إلى الوجبة الغذائية العسكرية اليومية التي كانت تسمى "Razione K" وابتكرها أنسل كيز، عالم الأحياء والفيزيولوجيا الأمريكي، حتى يُقدِّمها لقوات الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942، أثناء الحرب العالمية الثانية.
وكانت الغاية من ذلك أن يتّبع جنود القوات المتحالفة الموجودة في روما نظاماً غذائياً مناسباُ، حيث كُوِّن الطبق من إضافة مسحوق صفار البيض واللحم المُقدَّد إلى "الأسباجيتي" لزيادة جرعة الكربوهيدرات.
وتقول الأسطورة الإيطالية، وفق موقع "leggo"، إن أصل الطبق يرجع إلى العمال ممّن كانوا يتّجهون نحو الغابة قديماً لإنتاج الفحم، حاملين البيض معهم، واللحم المُقدَّد وجبن الماعز.
وفي وقت الغداء، يخرِجون مُكوِّناتهم من الكيس لإعداد هذا الطبق من "الأسباجيتي" في أفران الفحم المفتوحة، ومنها جاء اسم "الكاربونارا" المشتق من كلمة "carbonaro" أي موقد الفحم بالإيطالية.
ومنذ عام 1946 أصبح طبق "الكاربونارا" الشهي جزءاً أساسياً في قائمة طعام الحانات والمطاعم الرومانية، بعد أن نقله الأمريكيون إلى الطهاة الإيطاليين.