كاريكاتير ساخر يكشف عن الشقاق بين أركان النظام الإيراني
الكاريكاتير الذي نشرته وكالة أنباء فارس التابعة لخامنئي على منصتها الرسمية أظهر اتساع هوة الخلاف بين روحاني وخامنئي.
كشف كاريكاتير نشرته وكالة فارس للأنباء عن الشقاق والخلافات المتراكمة بين أركان النظام الإيراني، وتحديدا الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي في بلد يعاني شعبه من الفقر والتزمت.
وأظهر الكاريكاتير، الذي نشرته "فارس" التابعة للتيار المتشدد لخامنئي على منصتها الرسمية، اتساع هوة الخلاف بين أركان النظام الإيراني.
وصور الكاريكاتير، الذي حمل عنوان "التناقض التاريخي لروحاني بخصوص رفع الأسعار"، الرئيس الإيراني كأنه يتحدث مع نفسه، ويقول إن "تنوع سعر البنزين يخلق فسادا في الدولة فقررت توحيد السعر"، قبل أن يرد على نفسه: "إن الزيادة ستصب في مصلحة الشعب".
ولم تكتفِ الوكالة بمحاولة إبراز حالة "انفصام وتناقض" في شخصية روحاني؛ بل استخدمت هاشتاق "حتى لا ننسى"، الذي ينتقد بشدة الرئيس الإيراني ويفضح أخطاءه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
تكرار الخلافات
وليست هذه المرة الأولى التي تظهر فيها الانقسامات بين أركان النظام الإيراني، والتي لم تكن على مستوى السياسة الداخلية فقط ولكن "الخارجية" أيضا.
ففي الوقت الذي تتواتر فيه تصريحات الجناح المعتدل في إيران مطالبة بتقليص التدخل الخارجي؛ فإن ما يحدث على أرض الواقع مخالف لذلك تماما؛ ما يعني في النهاية أن تلك التصريحات ليست سوى أبواق للدعاية، وأن السياسة التوسعية الإيرانية باقية على حالها.
ويرى بعض المراقبين أن "لعبة" تبادل الأدوار يجيدها النظام الإيراني بما يشمله من معارضة مزعومة ومتشددين، كمحاولة لإظهار السلطة الحاكمة متراوحة بين الرأي والرأي الآخر على عكس الواقع.
وهذه الخلاصة تأتي من حقيقة أنه لا يمكن تمرير أي قرار حول السياسة الخارجية دون موافقة خامنئي؛ ما يشي بأن التوترات الناشبة بين الإصلاحيين والمحافظين حول قضايا مثل الاتفاق النووي، ليست سوى صورة مصغرة عن محاولات النظام تشتيت الانتباه بعيدا عن الآليات الداخلية التي تحكم صنع القرار الفعلي في طهران.
ففي عمق القرار الإيراني، يرتسم خط صارم لا يمكن لا للرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف تجاوزه أو التجرؤ على التفكير في ذلك، وهذا الخط الأحمر ينتصب كجدار عازل بين الدعاية التي يروج لها النظام وبين غرفة عملياته الفعلية.
فروحاني نفسه لم يكن ليصبح رئيسا لولا موافقة خامنئي، لأن الأمر برمته لا يتعلق بنتائج الانتخابات كما يبدو للوهلة الأولى، وإنما يحق لمجلس صيانة الدستور المشرف على الانتخابات الرئاسية، استبعاد المرشحين الذين لا يروقون لخامنئي؛ ما يعني أن روحاني مفيد بشكل أو بآخر، وإلا لكان قد استبعد منذ البداية.
الاحتجاجات تتزايد
وتصاعد الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني في اليوم الثاني من الاحتجاجات؛ حيث عمت المظاهرات الشعبية نحو 53 مدينة بالبلاد رفضا لرفع أسعار الوقود.
ومنذ صباح السبت خرج إيرانيون بسياراتهم وأوقفوها في منتصف الطرق السريعة، للتعبير عن غضبهم من هذه القرارات التي لا تناسب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلا جراء العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
ولم يكتفِ المتظاهرون بالخروج إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم؛ بل أقدموا على حرق مقرات عامة؛ ففي مدينة "بهبهان" بمحافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، ردد المواطنون هتاف "الموت لخامنئي" وأشعلوا النار في مقر المصرف الوطني.
كما أضرم المحتجون الغاضبون النيران في المصرف الوطني في مدينة قدس قرب العاصمة طهران، وأشعلوا مراكز لقوات الباسيج في طهران، وفي محطة بنزين بمدينة شيراز جنوبي البلاد، وفق مواقع إيرانية معارضة.
وتعبيرا عن رفضهم للنظام الحاكم والرئيس الإيراني، أشعل المتظاهرون في "كناوه" النيران في صورة "روحاني" ووصفوه بـ"المخادع". كما احتشد أهالي تبريز في تجمع احتجاجي في ساحة "فهميده"؛ احتجاجا على زيادة أسعار البنزين.