متلازمة التراجع الذيلي هل يمكن التعايش معها؟ وما هى الأسباب والأعراض؟
تُعرف متلازمة التراجع الذيلي كونها تشوهات تحدث للجنين أثناء الحمل بدون معرفة أسباب لهذا المرض، يمكن اتباع بعض طرق العلاج للتعايش معه.
تحدث متلازمة التراجع الذيلي -عادة- نتيجة عيب خلقي في الجزء السفلي من العمود الفقري للجنين، حيث ينتج عن هذا عدم وجود العجز، والعصعص، وتشوهات للفقرات القطنية، والأطراف والجهاز البولي، والتناسلي، والجهاز الهضمي، كما يطلق عليه متلازمة الانحدار الذيلي أو عدم التخلق العجزي (أو نقص التنسج العجزي) ومعروف باسم متلازمة ذيل الفرس.
أسباب متلازمة التراجع الذيلي
لا يوجد سبب أكيد وراء الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي، ولكن هناك بعض العوامل الوراثية، والبيئية، التي قد تكون سببًا وراء ذلك، منها:
- يتأثر نمو الجنين بإصابة الأم بمرض السكري وارتفاع نسب سكر الدم، لكن قد يصاب بعض الأجنة بهذه المتلازمة بالرغم من عدم إصابة الأم بداء السكري.
- اضطرابات في الطبقة الوسطى من الأنسجة المكونة للجنين في المراحل الأولية، مما يتسبب في حدوث خلل في تخليق المنطقة السفلية من جسم الجنين.
- التعرض لبعض العوامل البيئية مثل إدمان الكحول أو اختلال الأحماض الأمينية في فترة الحمل أو التعرض لحمض الريتينويك.
- يحدث تشوهات في نمو الجنين نتيجة لرضوض في الرحم بنهاية الشهر الأول من الحمل.
- حدوث تشوه في أحد الشرايين الموجودة في منطقة البطن، مما يعيق وصول الدم للجزء السفلي للجنين.
- قد يكون هناك استعدادًا وراثيًا لدى الجنين للإصابة بهذا النوع من الاضطراب.
أعراض متلازمة ذيل الفرس
تختلف درجة التشوهات في الجنين وتظهر بأعراض مختلفة حسب كل حالة لمتلازمة التراجع الذيلي، حيث قد لا تظهر أعراض، بينما قد تظهر أعراض شديدة على حالات أخرى، من هذه الأعراض، نبدأ بالأعراض الأكثر شيوعًا وهى:
أعراض متلازمة ذنب الفرس
- تشوهات في العمود الفقري والساقين
- تكون كيس به سائل في نهاية العمود الفقري، مما يتسبب في ظهور عيوب في الحبل الشوكي.
- اختفاء الفقرات السفلية من العمود الفقري، أو حدوث تشوهات بها.
- فقدان الشعور بالإحساس بالساقين والقدمين وحدوث تشوهات بها.
- تقلص حجم عظام مفصل الفخذ وحدوث تسطح في الأرداف.
- تقوس العمود الفقري، والذي يؤثر على شكل الصدر.
- عدم تكون الضلوع في بعض الحالات.
- الإصابة بخلع في مفصل الوركين.
- تشوهات في الحوض.
- تشوهات في الجهاز الهضمي
- حدوث انسداد في فتحة الشرج.
- اختفاء المستقيم والشرج.
- تشوهات في جدار البطن.
- الإصابة بفتق إربي.
اعراض التراجع الذيلي
في حين قد تزداد الأعراض لتصل إلى ما يلي من أعراض:
- ظهور نواسير بين المستقيم والقناة التناسلية أو البولية.
- حدوث استدارة غير طبيعية لوضعية الأمعاء.
- الإصابة بناسور رغامي مريئي.
- تشوهات الجهاز البولي التناسلي
- تشوهات عديدة في الكلى، مثل اختفاء الكلية، أو تكون كلى واحدة على شكل حدوة الحصان.
- حدوث تشوهات في الجهاز التناسلي أو اختفائها.
- ظهور ناسور بين المستقيم والقناة البولية.
- تواجد المثانة في جدار البطن.
- اضطرابات وظيفية في المثانة.
- خلل في تكوين المثانة.
- عيوب خلقية في القلب.
- تشوهات حول العينين.
- تشوهات الحالبين.
- الفلح الوجهي.
كيفية تشخيص متلازمة التراجع الذيلي
يمكن اكتشاف إصابة الجنين بمتلازمة التراجع الذيلي مع نهاية الثلث الأول من الحمل،حيث يطلب الطبيب عمل فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني، والذي يمكن من خلال التأكد من العلامات الأولى لهذا المرض.
ثم يطلب الطبيب إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في الأسبوع 22 من الحمل، والذي يعطي صور أوضح للجزء السفلي من جسم الجنين، كما يمكن أن يطلب الطبيب عمل فحوصات أخرى مثل تخطيط صدى القلب.
هل يمكن الشفاء من متلازمة ذيل الفرس؟
يساعد علاج متلازمة التراجع الذيلي في تخفيف الأعراض التي تصيب المريض، حيث تختلف من حالة إلى أخرى، وضمن هذه الأعراض:
- قد تحتاج بعض الحالات لعمل عمليات جراحية، وذلك في حالة التشوهات الشديدة في العمود الفقري،
والقلب، والمسالك البولية، ورتق الشرج، وكذلك تشوهات الأطراف. - يمكن عمل بعض جلسات العلاج الطبيعي لبعض الحالات لتقوية الجزء السفلي من الجسم.
- ارتداء أحذية مخصصة أو تركيب دعامات الساق أو عكازات أو تركيب أطراف صناعية.
- تحتاج بعض الحالات لتركيب القسطرة البولية لتصريف البول.
- قد يقرر الطبيب تناول مضادات الكولين لبعض الحالات.
مريض متلازمة التراجع الذيلي كيف يقضي حاجته؟
يبحث البعض عن كيف يعيش المصاب بمتلازمة التراجع الذيلي؟ وكيف يقضي حاجته؟ فهناك بعض الإجراءات والنصائح حتى يمكنه التعايش معها. يجب أولاً اتباع كافة نصائح وإرشادات الطبيب المختص، والتي قد تتضمن ما يلي من نصائح:
- في حالة الإصابة بضعف المثانة يمكن التخلص من البول عن طريق تركيب قسطرة بولية.
- استخدام أحذية مخصصة أو أطراف صناعية لتسهيل الحركة.
- تركيب كيس متصل بالأمعاء للتخلص من الفضلات.
مريض متلازمة التراجع الذيلي كم يعيش؟
أما عن مسألة الحياة أو الموت فهو أمر يقدره الله، ولكن مع هذا ففي بعض الحالات قد يحدث بعض المضاعفات لمريض متلازمة التراجع الذيلي تصل إلى الوفاة عند حدوث تشوهات خطيرة في الكلى، ومن المضاعفات التي قد تصيب مريض ذنب الفرس ما يلي:
- أمراض الكلى والفشل الكلوي.
- عدم القدرة في التحكم في البراز.
- حدوث تيبس مزمن بالمفاصل.
- اضطرابات تنفسية.
- حنف القدم.
- سلس البول.
مريض متلازمة التراجع الذيلي هل يتزوج؟
وعن نقطة الزواج، فهذا الأمر من الصعب أن يحدث لدى غالبية مرضى متلازمة التراجع الذيلي؛ كون الطفل يولد بتشوه كامل في الأعضاء التناسلية.
وعليه تنعدم الخصيتين في الجنين الذكر أو تبقى معلقة، بينما يتداخل المستقيم مع المهبل في الجنين المؤنث، ولم تنجح العمليات والمحاولات التي لجأ إليها الأطباء لتصحيح هذا الوضع.
فكانت الأولوية -دائمًا- لتحسين الوظائف الهامة للحياة بصورة طبيعية.
التعايش مع التراجع الذيلي تجارب ملهمة
وعن تجربة التعايش مع التراجع الذيلي، فنجد أن الشاب غانم المفتاح واحد من أهم هذه التجارب. فغانم أحد الملهمين والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي.
تحدى غانم وجود أي إعاقة بفضل والدته، وأسرته، التي قدمت له الدعم الكامل.
شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، ولد بأحد الأمراض النادرة، وهو مرض متلازمة التراجع الذيلي (Caudal regression syndrome)، فكيف تعايش مع المرض؟
غانم المفتاح
- ولد غانم بمتلازمة التراجع الذيلي، حيث اكتشفت والدته وجود تشوهات بالجنين أثناء الحمل، وقد نصحها الأطباء بعمل إجهاض للجنين.
- رفضت الأم الإجهاض، وأصرت على الاحتفاظ به. عقب ولادته أشفق عليها المحيطين بها، وتمنوا لهذا المولود الموت.
- تحدت والدته الجميع وحاربت من أجل تربية مولودها تربية قوية ليواجه المجتمع ومهدت له جميع الصعاب داخل المنزل وفي المدرسة.
لجأت الأم البطلة لعمل منشورات تعريفية عن هذه المتلازمة ووزعتها في المدرسة على الطلبة والأهالي والمدرسين لتكون النتيجة الآن هذا الشاب الجميل الذي يفتخر به الجميل، فتُعرف جدته نفسها الآن "أنا جدة غانم المفتاح".
وفي الختام، يتمتع الكثير من مرضى التراجع الذيلي -خاصة المصابين بأعراض خفيفة- بحياة مستقرة، حيث يتمكن من الحركة، والعيش بصورة طبيعية، خاصة عندما يمتلك جميع الوظائف الإدراكية.
بينما تتسبب المضاعفات الخطيرة التنفسية أو في القلب أو الكلى والمسالك البولية في وفاة الطفل بمجرد الولادة.