بالصور.. "بيت الشيطان" أول دار عرض سينمائي في إثيوبيا
الإثيوبيون لم يكونوا مهتمين بالسينما عام 1898، وكانوا يخشون من مواجهة الشاشة القماشية العريضة، اعتقادا منهم بأن الشيطان يختبئ خلفها.
يكاد لا يخلو بلد من البلاد من دور العرض السينمائي لما تلعبه السينما من دور كبير في توجيه سلوك الناس، وتعديل قيمهم الاجتماعية، والأخلاقية، وتغيير أسلوب الحياة الذي اعتادوا عليه، وهناك من اعتبرها أبعد الفنون أثراً في تشكيل العقل الجمعي والثقافة الإنسانية بشكل عام.
"العين الإخبارية" قامت بجولة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للتعرف على أول دور العرض السينمائي في البلاد، والتي افتتحت في عام 1898 على يد فرنسي قادم من الجزائر.
وفي ذلك الوقت لم يكن الإثيوبيون مهتمين بالسينما، لذلك كانوا يخشون من مواجهة ومشاهدة الشاشة القماشية العريضة، التي تلصق على جدران الحوائط لعرض بعض الحركات المصورة، فأطلق عليها البعض اسم "بيت الشيطان" اعتقادا منهم أن الشيطان يختبئ خلف الشاشة، ما أدى إلى ابتعاد الإثيوبيين عن السينما لفترة طويلة، والتي كانت تقدم على خشبة مسرح يقع بمحلية "بياسا" وسط العاصمة أديس أبابا.
ويقول الممثل "سلمون تكا" الذي عمل لـ41 عاما على خشبة المسرح الوطني في إثيوبيا: "أنشئ بيت شيطان ليشاهده 40 من الجنود الإيطاليين، وكان معهم أناس يسمونهم (اندجنوا) التي تعني (الأصليين)، ويقصدون بذلك الإثيوبيين، وأمي كانت من أسرة الأمراء وأخبرتني بأنه عندما عرض أول فيلم فر الناس إلى الخارج وهم يصيحون، وضحك الإيطاليون، وكان اسم الفيلم (طرزان)".
وبعد عقدين من الزمن، تم افتتاح السينما الأخرى بواسطة موسى تارياس في عام 1925، وكانت فاتحة خير لافتتاح دور سينما عديدة في أديس أبابا.
وتابع "تكا": "دور السينما لم تكن كثيرة عندما بدأت العمل، وكثيرا ما كانت تعرض أفلام أمريكية على شاشة 32، وعندما جاء نظام "الدرج" النظام العسكري الذي حكم إثيوبيا في الفترة من 1974-1991، كانت تعرض أفلام شيوعية في أول فترة الأفلام الملونة، منها "جوما" وتعني بالعربية "دية" ، وقبله كان هناك فيلم صنع من قبل إثيوبيين سمي بـ"هيروت من هو أبوها؟"، وهو فيلم أبيض وأسود".
وعن الممثلين العرب يقول تكا: "من خلال متابعتي للمسلسلات العربية، يمكن أن أقول إن هوليود فقدت ممثلين بارعين من العرب".
ومن جهته، يقول دستا كاسا، مدير تنمية صناعة الثقافة بوزارة الثقافة والسياحة: "تاريخ السينما في إثيوبيا عريق ولكن لم يصل بعد إلى مستوى المطلوب، وعدد دور السينما الموجودة حالياً في البلاد لم يتساوَ مع عدد الإنتاج المتزايد من الأفلام، ورغم ذلك أيضا زاد مؤخراً عدد دور السينما الحديثة إدراكا من المستثمرين بفائدتها المادية والثقافية".
ويؤكد سنتايهو سيساي، مخرج سينمائي: "تجاوزت صناعة السينما في الآونة الأخيرة مرحلة الركود، وازدهرت بمشاركة المستثمرين من القطاع الخاص في صناعة السينما في أديس أبابا، ما ساعد بنهوض السينما وجعلها تعمل على إشباع رغبات محبي الأفلام والترفيه".
ويضيف سيساي: "أعتقد أن مستوى أفلام إثيوبيا لا يقارن مع أفلام دول شرق أفريقيا، وحتى مع أفلام القارة ككل، ومع ذلك فهو مستوى ممتاز جدا، وهناك تحول في صناعة السينما في إثيوبيا".
ويتابع: "أدى ارتفاع عدد المستثمرين المشاركين في مجال السينما إلى التنافس بين صانعي السينما لتقديم خدمات عالية الجودة".
ويقول "يجرمو جبري" صاحب دار سينما بأديس أبابا: "الحكومة حريصة على مواصلة تعزيز جهودها في تشجيع المستثمرين على الاستثمار في هذا القطاع، ومعالجة التحديات التي تواجههم".