قائد أمريكي بارز يشيد بتصدي بغداد لمليشيات إيران
قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط قال إن إيران تتعرض لضغوط دبلوماسية كبيرة، لكنها قدمت تضحيات على حساب شعبها لضمان استمرار تهديدها
أشاد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بجهود بغداد للحد من هجمات المليشيات الموالية إيران على القواعد العسكرية.
ولفت قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الجنرال كينيث فرانك ماكنزي، إلى أن بلاده يمكنها أن تواصل الضغط على تنظيم "داعش" الإرهابي، وبناء القدرات العسكرية للعراق رغم وجود عدد أقل من القوات على الأرض.
وقال في مقابلة، الأربعاء، مع إذاعة "صوت أمريكا": "يمكننا إنجاز المهمة مع عدد أقل من القوات الأمريكية في العراق، وسيجري التخفيض بالتشاور عن كثب مع الجميع".
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت "تعمل على حل هذه المشكلة الآن"؛ لكنه رفض مناقشة العدد المحدد للقوات.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لديها حاليًا ما بين 5 آلاف و6 آلاف جندي في العراق.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، للإذاعة، إنه يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل حول خطط تخفيض محتمل للقوة الأمريكية في العراق بعد الحوار الأمريكي العراقي المقرر في وقت لاحق من هذا الشهر.
لكن الأمر لا يزال غير واضح، إذا كان ممثلو الولايات المتحدة والعراق سيجتمعون في واشنطن أو سيجرون محادثات افتراضية؛ في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
وقال ماكنزي إن الحكومة العراقية كانت "قوية ومفيدة للغاية" في محاولة الحد من الهجمات التي تشنها المليشيات المقاتلة بالوكالة المدعومة من إيران على القواعد التي تضم القوات الأمريكية والدولية، وهي قضية تسببت في السابق في احتكاك بين البلدين.
وأضاف ماكنزي: "بسبب ذلك، شهدنا عددًا أقل من الهجمات على القواعد الأمريكية مما كنا سنشهده على مدار الأسابيع القليلة الماضية".
وأشار إلى أن إيران تتعرض لضغوط دبلوماسية واقتصادية كبيرة؛ لكنها "قدمت تضحيات" على حساب شعبها لضمان أن تهديدها العسكري، بما في ذلك صواريخها البالستية ونخبتها من الحرس الثوري، لا يزال يشكل خطرا.
وتابع محذرا: "لا أعتبر إيران أقل تهديدا الآن مما كانت عليه قبل عدة شهور".
ومضى قائلا: أعتقد أننا سوف نتوصل إلى حل للمضي قدمًا سيكون شيئًا يجري التفاوض عليه بين الحكومة العراقية وبيننا وشركائنا، حيث يريدون منا مساعدتهم على مواصلة العمليات ضد "داعش"، وأود أن أذكر أيضًا أن هذا يمثل انتكاسة لإيران.
ولفت إلى أن إيران اتبعت سياسة محاولة إخراج الولايات المتحدة من العراق بالقوة، وهذا يتحول الآن إلى طريق مسدود بالنسبة لهم، وستتخذ الحكومة العراقية قرارات لمصلحتها الخاصة.
وأردف: إيران تدرك أنها لن تفعل ذلك، وربما لن تتمكن من إخراجنا سياسياً، لذا عليهم اتخاذ قرار.. هل يريدون إخراجنا باستخدام القوة؛ وذلك من خلال استخدام قواتها بالوكالة، الجماعات المتشددة التي نعرف أنها تعمل في العراق وتم تسليحها جيدًا من قبل أسيادها الإيرانيين.
ونوه بأن درجة السيطرة الإيرانية على المليشيات المتشددة غير كاملة، بل تراجعت بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" الإيراني، في غارة لطائرة أمريكية مسيرة مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
طالبان لا ترقى إلى مستوى الالتزامات
وفي موضوع آخر، قال القائد العسكري، الذي زار كابول الثلاثاء، إن حركة طالبان لم تف بالتزاماتها المتفق عليها في اتفاق السلام مع الولايات المتحدة والحركة، ما أدى إلى واحدة من "فترات العنف" في أفغانستان.
وأضاف ماكينزي: "بينما كانت طالبان حذرة في عدم مهاجمة القوات الأمريكية أو قوات التحالف، فإن العنف ضد الأفغان في الواقع أعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، جوناثان هوفمان، قال الثلاثاء إن واشنطن ستفي بجانبها من الاتفاق.
وقال هوفمان في بيان، إن الولايات المتحدة وافقت على خفض قواتها في أفغانستان إلى 8600 جندي والانسحاب من 5 قواعد.
وارتأى ماكنزي أنه قبل البدء في خفض الوجود الأمريكي بشكل كبير في أفغانستان، يجب أن تبدأ الحوارات بين الأفغان، مؤكدا أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الثقة في أن طالبان لن تستضيف تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، ما قد يسمح لها بشن هجمات على الغرب.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز