مركز المهارات المهنية.. مؤسسة صينية لتأهيل الشباب ومكافحة التطرف
المركز يعد تجربة صينية فريدة من نوعها، تتميز بأبعادها الوقائية والاستباقية فكرياً في محاربة أسباب التطرف الديني.
نظمت مجموعة الصين للإعلام جولة أتاحت لضيوف من دول عدة زيارة مركز تعليم وتدريب المهارات المهنية في مدينة كاشغر جنوبي منطقة شينجيانج.
ويعد المركز تجربة صينية فريدة من نوعها، تتميز بأبعادها الوقائية والاستباقية فكرياً في محاربة أسباب التطرف الديني، ومحاصرة السبل المؤدية إلى الإرهاب.
وترمي تلك المؤسسة التأهيلية إلى علاج المصابين بـ"فيروس التطرف" قبل أن يتورطوا في أعمال تخريبية وإجرامية، أو مَن ينطبق عليهم مبدأ العفو القانوني إثر ارتكابهم تجاوزات خفيفة.
- الصين.. علاج إجباري للمشتبه بأنه مريض نفسي
- الصين.. اقتراح يسمح بإنجاب طفل ثالث بعد انخفاض معدل الخصوبة
وتبادل المراسلون والإعلاميون، من مصر، تركيا، أفغانستان، باكستان، بنجلاديش وسيريلانكا، خلال الزيارة التي أطلق عليها "جولة مشاهير طريق الحرير"، وجهات النظر مع المنتسبين إلى المركز، حول برامجه وأهدافه وظروف تعليمهم.
ويطرح المركز دروساً أساسية، أبرزها تعلم اللغة الوطنية، والمعلومات القانونية، والعمل المتعلق بالقضاء على التطرف، والقدرات المهنية، كما يوفر لطلابه خدمات الإقامة والأكل مجاناً، ويسهر على ترتيب فرص عمل مناسبة لمن أنهوا فترة تكوينهم وتمت عملية تقييمهم.
وقال أحد ضيوف "جولة مشاهير طريق الحرير"، رئيس جمعية الصحفيين في مدينة إزمير التركية، مسكت ديكمان: "سمعت كثيراً عن هذه التجربة ولكني لا أرى مركزاً فحسب، إنما حرم جامعي يمكّن طلابه من التعافي الأيديولوجي وصقل مهاراتهم المهنية وتعلُّم معارف وخبرات جديدة، الأمر الذي يعبِّد لهم طريق الاعتماد على الذات والنجاح المستقبلي"، مضيفاً أنه رصد آراء المنتسبين فلمس منهم الرضا والسعادة بهذه التجربة.
وأوضح الصحفي التركي بقناة "أي تي في"، أردال كوروكاي، أن صورة مغلوطة تسوّقها وسائل إعلام عن هذا المركز، إذ اكتشف خلال زيارته قيمة المبادرة الصينية في تدريس الناس المعنيين، وتعليمهم ضرورة وكيفية مراجعة أنفسهم وتصويب أخطائهم، والحصول على بدايات جديدة وواعدة في صفوف المجتمع.
ويتضمن المركز ورشاً لصناعة الملابس وأخرى للمنتجات الغذائية، مع مدرسة مجهزة بـ"غرفة تعليم الموسيقى"، إذ يرتدي الطلبة أزياء قومية ويعزفون على الآلات ويرقصون لإظهار مواهبهم.
ويوجد أيضاً ملعب رياضي يتيح ممارسة كرتي السلّة والطائرة وتنس الطاولة وغيرها من الأنشطة، فضلاً عن مطعم شهد تجاذب أطراف الحديث بين ضيوف "جولة مشاهير طريق الحرير" والطلبة خلال تناول أطباق شهية مثل "مكرونة" الطماطم والبيض.
وقال المحرر التنفيذي في صحيفة "الشمس" اليومية ببنجلاديش، رحمان، إن أهمية المبادرة تكمن في تزويد الصينيين بقدرات وكفاءات يستطيعون من خلالها كسب قوتهم والاندماج في المجتمع، ومعانقة الأمل من جديد، مشيراً كذلك إلى أهمية تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم القانونية.
وذكر الصحفي في جريدة "جزيرة لانكا" السريلانكية، ماكاقا، أنه يرى الجميع يعيشون حياة سعيدة داخل المركز الصيني، مثمناً جهود المدربين الذين وضعوا خطة تأهيلية مستقبلية تدعم فرص تحقيق الأهداف المنشودة من المبادرة.
وأعرب رئيس تحرير صحيفة "أورباندا" بمدينة قندهار عن أمله في أن تستنسخ أفغانستان التجربة الصينية وتنشئ مركزاً مماثلاً، حتى تُوسِّع من دائرة حلولها في مكافحة الإرهاب والتطرف، خصوصاً أنها عانت كثيراً من "داء" الإرهاب وضرباته الموجعة طوال عقود.
ووصفت صحفية في مجلة "الأهرام الاقتصادية" في مصر هذه التجربة الصينية بـ"الرائعة"، داعية بقية الدول إلى الاستفادة منها، حتى تنقذ المتأثرين بالفكر الإرهابي، لا سيما الشباب المغرّر بهم، في الوقت الملائم.
يذكر أن خبراء وإخصائيين أوضحوا في مناسبات عدة أن مكافحة الإرهاب تقتضي الحلول الأمنية، ولكنها تتطلب أيضاً مقاربات فكرية واجتماعية وقائية.