الفوضى تضرب «خطاب» الحوثي بعد إعلان ترامب

ضربت الفوضى تصريحات مليشيات الحوثي وسط حالة من الارتباك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استسلام الحوثيين وتوقف هجماتهم تجاه الملاحة الدولية.
وفيما تحدث وزير إعلام المليشيات هاشم شرف الدين "عن مرونة" تعاطت بها المليشيات مع الجانب الأمريكي، زعم رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي "تحقيق انتصار" وأنه سيتم "تقييم وقف الغارات الأمريكية ميدانيًا أولًا".
وبحثًا عن مخرج لـ"استسلام" المليشيات، قال الحوثي إن "وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة لا يشمل وقف هجمات المليشيات على إسرائيل"، في محاولة للفصل بين الجبهتين الأمريكية والإسرائيلية.
من جانبه، تجاهل رئيس مجلس الحكم لمليشيات الحوثي مهدي المشاط الحديث عما أسماه مراقبون "استسلامًا مهينًا" رغم توعده بـ"رد مزلزل ومؤلم" على الغارات الإسرائيلية التي ضربت صنعاء مساء الثلاثاء.
ويرى مراقبون أن التصريحات المتضاربة لقادة الحوثي كشفت أن "المليشيات تلقت خسائر لا يمكن تعويضها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ودوليًا وخارجيًا، كونها خضعت لإيقاف الهجمات دون أي مقابل"، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة "عادت بانتصار كضامن وحيد لحرية الملاحة العالمية"، وهو هدف عملية "الفارس الخشن" التي انطلقت في 15 مارس/آذار الماضي.
إرباك حوثي
وتعليقًا على ذلك، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي رشاد الصوفي إن "إعلان ترامب والخارجية الأمريكية استسلام الحوثيين، وعزز ذلك البيان الصادر عن الخارجية العمانية، أربك قيادات المليشيات الحوثية ودفعها للخروج بمواقف مفككة ومتخبطة".
وأوضح الصوفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن المواقف الحوثية المتضاربة بدأت "بتهديدات وانتهت بالحديث عن مرونة هم يتعاطون بها كما قال وزير إعلام المليشيات هاشم شرف الدين في ظهور تلفزيوني".
وأضاف أن "المليشيات تتحدث عن تعامل منفصل من قبلها مع الجانب الأمريكي، وربطت وقف هجماتها على السفن الأمريكية بوقف الغارات الأمريكية على مواقعها، لكن في الواقع والحقيقة أنها أوقفت هجماتها مبكرًا على السفن الأمريكية، وهو استسلام ناجم عن الضغط العسكري الأمريكي".
وأكد الصوفي أن "العرض الاستسلامي الذي قدمه الحوثيون لواشنطن يتضمن عدم اعتراض حركة الشحن الدولي والسفن في البحر وباب المندب بشكل كلي، وهو الهدف الذي أعلنت عنه واشنطن وحركت من أجله قواتها وضربت أكثر من ألف هدف للحوثيين".
خضوع واستسلام
ما قاله الصوفي، أكده القيادي في حزب التنظيم الناصري اليمني مجيب المقطري، بأن "الغارات الأمريكية كان لها وقع كبير على المليشيات، حيث إنها كانت مركزة واستهدفت سلاح المليشيات ومخازنه، وجعلت المليشيات في وضع صعب وحرج".
وأوضح المقطري لـ"العين الإخبارية" أن "الإرباك الحوثي كان ناجمًا عن الضربات الفاعلة بكل تأكيد، والتي شلت توازن المليشيات وجعلتها في وضع لا تُحسد عليه".
وأكد أن مليشيات الحوثي "خضعت"، وأن التصريحات الإعلامية لقياداتها للتغطية عن ذلك "مجرد بحث عن مخرج" بعد أن فقدت قادتها وأسلحتها، وباتت عرضة لأزمات قاتلة في مناطق سيطرتها، منها أزمة الوقود.
ألغام قاتلة
أما الخبير اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية، سعيد بكران، فقال إن "أمريكا عادت بانتصار كحامٍ وحيد للممرات المائية والملاحة الدولية، فيما خرج محور إيران بهزيمة تاريخية جديدة وبخسائر استراتيجية".
وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي التي رفعت شعارات "إخراج النفوذ الأمريكي والغربي من الممرات الدولية وأعالي البحار"، خرجت بلا مقابل، وما زال الطريق أمامها مليئًا بالألغام القاتلة.
وأشار إلى أن الحوثيين الذين يدّعون الانتصار خرجوا "بلا موانئ، ولا مطارات، ولا طائرات، وبحصار خانق، وعقوبات، وتصنيف كمنظمة إرهابية".
aXA6IDE4LjExNy44LjExIA== جزيرة ام اند امز