بالصور.. سوق خانيونس الخيري بغزة.. مشروع لدعم الفقراء في رمضان
"العين الإخبارية" تتجول داخل السوق الخيري الذي يقام في مدينة خانيونس للعام الرابع؛ للتعرف على مدى نجاح التجربة هذا العام
سوق مدينة خانيونس الخيري مشروع إنساني نفذته مؤسسة "وقف الواقفين" في شهر رمضان المبارك من خلال جمعيات خيرية عدة؛ لسد حاجة العائلات الأشد فقراً في قطاع غزة.
"العين الإخبارية" تجولت داخل السوق الخيري الذي يقام في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، للعام الرابع؛ للتعرف على مدى نجاح التجربة هذا العام.
وأظهرت نتائج مسح أجراه مركز الإحصاء الفلسطيني قبل أشهر بلوغ نسبة الفقراء في الضفة الغربية 13.9%، بينما وصلت في قطاع غزة إلى ما يزيد عن نصف السكان وبلغت 53.0%، أي تفوق نسبة الفقر في الضفة بنحو 4 أضعاف.
وبناء على خط الفقر المدقع، بلغت نسبة الفقراء في الضفة الغربية 5.8%، حسب المسح، وفي قطاع غزة 33.8%، أي تفوق نسبة الفقر في الضفة الغربية بنحو 6 أضعاف.
قال مهند النجار، الناطق الإعلامي باسم السوق الخيري: "المشروع بدعم من دولة جنوب أفريقيا عبر مؤسسة وقف الواقفين، وتنفيذ مؤسسة إسناد المجتمع وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية في مناطق المستفيدين من المشروع، وننظمه للسنة الرابعة على التوالي، مع تطوير الأفكار عما سبق، وزاد عدد المستفيدين هذا العام عن الأعوام الماضية، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يشهدها قطاع غزة".
وأضاف النجار، لـ"العين الإخبارية": "يستفيد من هذا المشروع حالياً 1450 عائلة فلسطينية، في مناطق وسط قطاع غزة، ومحافظتي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وهم من الفئة الأشد فقراً، والفقيرة، التي لا معيل لها، ولا يوجد دخل ثابت يعينها على شؤون الحياة".
وتابع: "فكرة السوق الخيري جاءت هذا العام لسد احتياجات المستحقين للقسائم الشرائية، من المواد الغذائية والخضار والفواكه واللحوم، والألبان، وللمستفيد حرية الاختيار ما يحتاجه من السوق، واختيار المستفيدين يكون بالشراكة مع الجمعيات الخيرية، وتوزيع القسائم الشرائية يجرى بعد دراسة مستفيضة عن الأسماء التي رفعت للمشروع ".
عن معايير الاختيار، قال النجار: "تكون العائلة من 5 أفراد فما فوق، وألا يكون لها موظف يتقاضى راتباً شهرياً ثابتاً، ولا يوجد لها دخل مالي متواصل، وأن تكون حالتها مستحقة فعلاً"، موضحا أن كل جمعية خيرية شريكة في المشروع تكون مسؤولة عن اختيار المستفيدين، لذا خصصنا لكل جمعية أو أكثر يوما مخصصا، وذكر أن السوق يفتح أبوابه لمدة 6 أيام في محافظات قطاع غزة المستهدفة، مشيرا إلى أن هذا المشروع يلحقه آخر مخصص للأسر الأشد فقراً، ويوزع فيه كسوة العيد للأطفال (ملابس).
ورأى أن "هذه المشاريع ضرورية جداً للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعد 13 سنة من الحصار المتواصل الذي تفرضه إسرائيل، والأوضاع المالية المعقدة، التي يعاني منها حتى الموظفين العموميين، والتجار وأصحاب المهن والحرف وأرباب المصانع، فكل شرائح المجتمع باتت متضررة من الظروف الراهنة، لذا فإن هذه المشاريع الخيرية تعمل على تخفيف وطأة العوز والحاجة لدى الكثير من العائلات الفقيرة والأشد فقراً".
وقال: "صحيح أن 200 شيكل (44 دولاراً أمريكياً) قيمة القسيمة الشرائية التي توزع في المشروع، ليس بالمبلغ الكبير الذي يسد احتياجات العائلة الفقيرة، لكنه يخفف من وطأة وضعها المتأزم".
قالت سونيا قديح، عاملة في السوق الخيري بموجب عقد تشغيل مؤقت ينتهي بانتهاء المشروع، "السوق الخيري هدفه استفادة العائلات الفقيرة في قطاع غزة التي تتعرض للابتزاز وغلاء الأسعار في المحلات التجارية الكبيرة، والمشروع خلق فرص عمل للعاطلين والخريجين الشباب ولو بعقود مؤقتة".
وأضافت قديح لـ"العين الإخبارية": "السوق عالج الكثير من المشكلات التي كانت تصادفها الجمعيات الخيرية في توزيع القسائم الشرائية، إذ كان الكثير من الفقراء لا يحصلون على هذه القسائم لاعتبارات المعارف والواسطة والمحسوبيات، لكن هذا المشروع الخيري تجاوز كل هذه الخروقات، وأخذ كل مستحق قسيمته الشرائية، وفقا لحاجة الأسرة ووضعها المعيشي الصعب".
وأوضحت أن شروط استحقاق القسائم وضعت بضوابط حازمة ودون تجاوز، مشيرة إلى استمرار المشروع بعد انتهاء فترة السوق الخيري، لتوزيع ملابس العيد على أكثر من 1000 طفل فقير في قطاع غزة.