الفطر السحري.. نجم مرتقب في سماء "المخدرات المشروعة"
الفطر السحري الذي يحتوي على المادة الفعالة "بيسلوكبين" أصبح معقد الآمال لدى الكثير من خبراء العقاقير الطبية لاستخدامه في العلاج النفسي
بعد أن قطع الاعتراف القانوني بالقنب شوطا متقدما في أمريكا الشمالية أخذ "الفطر السحري" وضع الاستعداد، ليصبح مخدرا آخر ينتظر السماح به قانونا.
واشتهر "الفطر السحري"، الذي يحتوي على المادة الفعالة "بيسلوكِبين"، بالدرجة الأولى على أنه مخدر، ولكنه أصبح معقِد الآمال لدى الكثير من خبراء العقاقير الطبية، لاستخدامه في العلاج النفسي، حيث يأمل مؤيدوه في أن يساعد في علاج حالات الاكتئاب، وغيرها من أعراض الإجهاد العصبي الأخرى أو مشاكل الإدمان.
ويوجد نحو 200 نوع من الفطر السحري تحتوي معظمها على مواد كيميائية تؤثر على الدماغ مثل المخدرات، وتنمو أغلبيتها في المناطق المعتدلة في الغابات الصنوبرية، غير أنها استقدمت إلى مناطق أخرى حول العالم، ولعل أشهرها عيش الغراب "أمانيت الطائر" ذو اللون الأحمر مع النقاط البيضاء.
وهناك خطوات أولى في الولايات المتحدة لحذف هذه الفطريات من قائمة المواد المجرمة قانونا، حيث وافق مجلس بلدية مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا في يونيو/حزيران، على حفظ القضايا المقامة ضد الأشخاص الذين يتعاطون الفطريات التي تحتوي على مادة بيسلوكبين أو يحوزونها.
وهو الأمر نفسه الذي حدث بالفعل قبل ذلك بشهر في مدينة دينفر عاصمة ولاية كولورادو، تلك المدينة التي لعبت دورا رياديا أيضا في تقنين الماريجوانا كمادة منعشة، وربما أصبحت ولاية أوريجون في خريف عام 2020 أول ولاية أمريكية كاملة تسمح بتداول هذا الفطر.
وتجري متابعة دقيقة في سوق رأس المال بالولايات المتحدة لطريقة تعامل الهيئات الأمريكية المختصة مع هذا الفطر، تماما كما كان يحدث مع القنب، وأصبح بعض كبار المستثمرين مثل المستثمر الأمريكي الكبير في عالم التقنية بيتر تيل، الذي ولد في فرانكفورت، يدلون بدلوهم بشأن الطريقة المثلى للاستفادة من هذا الفطر.
وبدأ المستثمر تيل، الذي اشتهر مؤخرا كأحد داعمي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكنه اشتهر أصلا كأحد مؤسسي موقع باي بال، ومساهم مالي سابق في فيسبوك، يراهن على مادة بيسلوكبين، من خلال تأسيس شركة كومباس باث وييز.
وتجري الشركة، التي تأسست بالفعل عام 2016 وتتخذ من لندن مقرا لها، أبحاثا على استخدام بيسلوكبين في العلاج النفسي للأشخاص الذين يعانون من حالات الاكتئاب، والذين لم تجدِ معهم طرق العلاج التقليدية.
وأنتجت شركة كومباس بالفعل كميات كبيرة من الأقراص ذات المادة الفعالة "بيسلوكبين" لاستخدامها في تجارب ضمن دراسات ميدانية في أوروبا، وقالت "نراهن على العمل الهائل الذي تم في هذا المجال بالفعل، من خلال جمع دلائل ومؤشرات لدى مجموعة أكبر من الأشخاص".
ولا يمكن الحصول على مادة بيسلوكبين بشكل حر إلا في بضعة أماكن على مستوى العالم، وعلى الرغم من أن هولندا، المعروفة بتساهلها في قضايا المخدرات، لا تسمح بـ"الفطر السحري"، إلا أنها تسمح بما يعرف بالنبتات السحرية، والتي تختلف من الناحية التقنية المجردة، ولكنها تحتوي على المادة الفعالة نفسها، وهو ما أدى إلى رواج إحدى الزوايا السياحية التي توفر احتفالات روحانية وأحداثا "موسعة للإدراك".
كما أن هذه الفطريات مشروعة تماما في جامايكا، وتسمح المكسيك هي الأخرى برحلات مخدرة، لا يتم فيها تجريم "الفطر السحري".
وعلى الرغم من أن المؤشرات الحالية في الولايات المتحدة لا تدل على قرب تقنين هذا الفطر، إلا أنها تدل على تخفيف الحظر عليه، إذ وافقت الهيئة الاتحادية للأغذية والدواء في أكتوبر/تشرين الأول 2018 على دراسات شركة كومباس.
ولا تحظى هذه الشركة بدعم المستثمر التقني تيل فحسب، بل بدعم كريستيان أنجرماير المستثمر الألماني الذي كان ينظر إليه على أنه الطفل المعجزة في الأوساط الاستثمارية، إضافة للملياردير الأمريكي مايك نوفوجراتس الذي يستثمر في صناديق التحوط.
وتمنح أوجه الشبه بين القنب والفطريات السحرية -من ناحية الطريق الطويل، الذي اضطر القنب لقطعه حتى تم منع الحظر القانوني ضده- محبي الفطريات أملا في أن تصبح الفطريات مشروعة قانونا يوما ما مثل القنب.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز