دراستان تحذران: الأطفال ينقلون فيروس كورونا مثل الكبار
باحثون يرون أن التدابير الوقائية لإغلاق المدارس حتى الخريف قد تقلل ذروة العدوى بفيروس كورونا بنسبة من 40% لـ60% وتؤخر انتشار الوباء.
أفادت دراستان عالميتان جديدتان بأن الأطفال قادرون على نقل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ونصحوا باستمرار غلق المدارس حتى انتهاء الوباء.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "منذ بداية الجائحة، أصيب عدد قليل من الأطفال مقارنة بالبالغين، وعند إصابتهم كانت الأعراض أخف، لكن لم يتضح ما إن كان يمكنهم نقل العدوى أم لا".
وأضافت: "الآن، باحثون في الصين وألمانيا يقولون إنهم وجدوا أدلة على أن الصغار يمكنهم مواصلة سلسلة نقل العدوى".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الخبراء قولهم إن النتائج تعزز حجة وجوب استمرار غلق المدارس حتى الفصل الدراسي في الخريف من العام الجاري.
في الدراسة الأولى المنشورة بدورية "ساينس" العلمية، بحث فريق دولي في مدينتين صينيتين؛ شنجهاي ووهان، تفاصيل ظهور الفيروس لأول مرة، ووجد أن الأطفال كانوا معرضين لخطر التقاط عدوى "كوفيد-19" كما البالغين بمقدار الثلث.
لكن الدراسة الصينية توصلت إلى أن الأطفال دون سن 14 عامًا، في ظل فتح المدارس، لديهم 3 أضعاف عدد المعارف مقارنة بالبالغين، و3 أضعاف فرص المخالطة.
وبناء على نتائجهم، قال الباحثون إن تدابير إغلاق المدارس الوقائية قد تقلل الذروة في الحالات بنسبة 40% لـ60%، وتؤخر انتشار الوباء العالمي.
أما الدراسة الثانية، المنشورة عبر الإنترنت قبل المراجعة، أجراها مجموعة من الباحثين الألمان وواحد من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ووجد الفريق أنه يمكن للأطفال حمل مستويات مرتفعة من فيروس كورونا في أجسامهم كما الكبار.
وفحص الباحثون 47 حالة لـ"كوفيد-19" في الأطفال بين عمر سنة و11 عامًا، ووجدوا أن 15 منهم إما لديهم مرض حالي أو دخلوا المستشفى، أما الأطفال الذين ظهرت عليهم الأعراض فكانت لديهم حمولة فيروسية عالية أو مرتفعة عن الأطفال أو الكبار الذين لم تظهر عليهم الأعراض.
وقال الباحثون: "يتعين علينا التحذير من إعادة فتح المدارس ورياض الأطفال في الوقت الراهن"، مشيرين إلى أن الأطفال ربما يكونون معديين كما البالغين.
يأتي هذا في أعقاب أنباء إطلاق المعاهد الوطنية للصحة تجربة لتعقب حالات العدوى بين الأطفال، وتحديد نسبة الأطفال المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة.
وستفحص الدراسة، التي تحمل اسم "علم الأوبئة البشرية والاستجابة لـ(سارس-كوف-2) أو "هيروس/HEROS"، ما إن كانت معدلات العدوى تختلف بين الأطفال الذين يعانون الربو أو غيرها من حالات الحساسية والأطفال الذين لا يعانون المرض.
ويتسجل في المشروع نحو 6 آلاف شخص من 2000 أسرة أمريكية يشاركون بالفعل في بحث المعاهد الوطنية.
وقال خبير الأمراض المعدية الأمريكي أنتوني فاوتشي إن السمة المميزة لجائحة كورونا أن عددا قليلا جدا من الأطفال يصابون به مقارنة بالكبار، متسائلًا: "هل هذا لأن الأطفال مقاومون للعدوى بـ(سارس-كوف-2) أم لأنهم مصابون لكن لا تظهر عليهم أعراض؟".
وأشار إلى أن دراسة "HEROS" ستساعدهم لبدء الإجابة على تلك الأسئلة الرئيسية وغيرها.