46 مليون وظيفة توفرها الصين عبر الحزام والطريق
الفرص الضخمة ستكون نتيجة الطلب المتزايد على التطوير عالي الجودة، تحت مبادرة الحزام والطريق.
قال الرئيس التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع، وهي منظمة دولية مقرها في ولاية بنسلفانيا، إنه من المتوقع أن توفر الصين 46 مليون وظيفة متعلقة بإدارة المشاريع بحلول عام 2027.
وقال سونيل براشارا، الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد، إن مثل هذه الفرص الضخمة ستكون نتيجة الطلب المتزايد على التطوير عالي الجودة، تحت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني عام 2013، لربط الصين بالعالم.
وحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، أشار تقرير نمو العمالة 2017-2027، التابع لمعهد إدارة المشاريع، إلى أن أرباب العمل في العالم سيحتاجون إلى حوالي 88 مليون شخص يعملون في أدوار موجهة نحو إدارة المشروعات بحلول عام 2027، في حين ستمثل الصين وحدها أكثر من نصف إجمالي العمالة في هذا المجال.
وفقاً للتقرير، ستحتاج الصين لما يصل إلى 1.1 مليون وظيفة جديدة سنوياً في الصناعات المعلقة بإدارة المشاريع، مما يعني أنه من المحتمل أن تكون هناك حوالي 11 مليون فرصة عمل جديدة بين عامي 2017 و2027.
وقدم المعهد اختبار شهادة إدارة المشاريع المهنية PMP في الصين قبل عقدين، كما توقع براشارا أن يتجاوز عدد حاملي شهادات PMP النشطين في الصين 300 ألف بحلول نهاية هذا العام.
وبفضل النمو الاقتصادي والعولمة التجارية وأنشطة الاستثمار عبر الحدود، زاد عدد حاملي شهادات PMP النشطين في الصين بأكثر من 30% على أساس سنوي منذ عام 2012.
وقال براشارا: "لقد اكتشفنا أيضاً أن حوالي 56% من الشركات في البر الرئيسي الصيني قد أنشأت مكاتب لإدارة المشاريع"، مضيفاً أن مؤشر مديري المشتريات شهد ارتفاعاً في الطلب على التدريب على إدارة المشاريع من الشركات المملوكة للدولة في البلاد؛ حيث إن العديد منها حريصة على النمو من خلال توسيع أعمالهم في الأسواق الخارجية، وذلك بفضل النمو الملموس لمبادرة الحزام والطريق.
وتشمل هذه الشركات أسماء كبيرة مثل شركة الصين الوطنية للبترول والشركة الصينية لهندسة البناء وشركة تشاينا بولي جروب. ومن القطاع الخاص، تعد مجموعة علي بابا وشركة هواوي تكنولوجيز من الأسماء البارزة في هذه المجموعة.
ونظراً لوجود العديد من المشروعات في الاقتصادات أخرى، يتعين على الشركات الصينية التعامل مع المواقف المعقدة هناك، وتحتاج إلى حلول مبتكرة لحل هذه المشكلات. لذلك، فإن أدوار وتوقعات المتخصصين في إدارة المشاريع تتغير.
وقال تشن يونغ تاو، المدير الإداري لمعهد إدارة المشاريع في الصين: "في ظل هذه الظروف، فإن مهارة القيادة والتعاطف وفهم الثقافات المختلفة والقدرة على اتخاذ القرارات على أساس التقنيات والمعلومات المختلفة، تكتسب أهمية قصوى".
وأضاف تشن أنه بصرف النظر عن النمو السريع في عدد حاملي شهادات PMP (شهادة إدارة المشاريع المهنية)، هناك اعتماد أكثر بكثير على التكنولوجيا والأدوات الجديدة المتعلقة بإدارة المشاريع بين الشركات الصينية.
كما قال براشارا إن الصين معترف بها كمزود ناضج ومولد للبيانات، مشيراً إلى أن مديري المشروعات في الصين قد يكونون أكثر ذكاءً من نظرائهم في أماكن أخرى.
في حين قال لي جين، كبير الباحثين في معهد الصين لبحوث المشاريع في بكين، إنه مع نشر الصين المزيد من الموارد لتحفيز الاقتصاد الحقيقي وتطوير مبادرة الحزام والطرق، أصبح وجود عدد كبير من مديري المشاريع أمراً بالغ الأهمية للشركات.
وتابع لي قائلاً: "إذا نظرت إلى قطاع سلاسل التوريد، بالنظر إلى تحسينات البنية الأساسية السريعة في الصين، وبما أن العالم والصين مترابطان بشكل لا يصدق، فهناك الكثير من المهارات الإدارية الجديدة المطلوبة حول سلاسل التوريد لجعلها أكثر سلاسة، وأقل الاحتكاك، وأكثر اقتصاداً، لتعزيز الإنتاج والمبيعات".