الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تصل محطة الذكاء الاصطناعي
كواليس الصراع تعود إلى حصول جامعة تكنولوجيا الدفاع الصينية على المركز الأول متفوقة على جميع المشاركين
اتسعت رقعة الصراع والمنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتخطت مرحلة الحرب التجارية على الصادرات والصناعة ووصلت إلى مجال صناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI".
فحسب موقع wired تحاول الصين بقوة الهيمنة عالميا على مجال تقنيات صناعة الذكاء الاصطناعي "AI"، حيث أظهر مؤتمر قمة الرؤية الحاسوبية الذي انعقد في شهر يونيو الماضي تلك الرغبة الصينية بشكل واضح للغاية، بعد حصول الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع الصينية التي تعد إحدى الأكاديميات العسكرية في جيش التحرير الشعبي الصيني.
- الصين تستعين بـ"الذكاء الاصطناعي" لرعاية المسنين
- شرطة نيويورك تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لمحاربة الجريمة
وتعود كواليس حصول جامعة تكنولوجيا الدفاع الصينية على المركز الأول إلى تفوقها على جميع المشاركين في المسابقة، التي انعقدت تحت رعاية عملاقي التكنولوجيا الأمريكية "جوجل Google" و"أبل Apple"، والتي كانت عبارة عن تحد لتحليل خوارزميات الصور الملتقطة من كاميرات مزدوجة في ظل ظروف مناخية مختلفة تجعل الصور صعبة التحليل.
ويرى المحللون حصول الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع الصينية على المركز الأولى في المسابقة ما هو إلا دليل قاطع على نجاح خطة الحكومة الصينية التي أعلنتها عام 2017، والمتعلقة بوضع استراتيجية جديدة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI"، بهدف منافسة الولايات المتحدة في التكنولوجيا الند بالند بحلول عام 2020، ويبدو ووفق بيانات صادرة عن مجموعة من الباحثين الأمريكيين والصينيين في مجال الذكاء الاصطناعي "AI" إلى أن الصين تسير على الطريق الصحيح.
واتفقت البيانات الصادرة من معهد "ألن Allen Institute" لتحليل البيانات مع ما أشار إليه الباحثون حول التزام الصين بخططها في منافسة الولايات المتحدة فيما يخص تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI"، حيث تظهر الأرقام بأن عدد الأبحاث الصينية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي "AI" خلال عام 2018 تفوق نظيرتها الأمريكية بداية من عام 2005 وحتى عام 2019 من حيث العدد والكم.
ويشير تقرير wired أن البيت الأبيض تحت حكم الرئيس السابق باراك أوباما كان يمتلك تقارير تفيد بما تقوم به الصين في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI"، ولكن السمعة غير الطيبة لمؤسسات البحث والرصد الصينية في نشر البيانات والمعلومات غير الصحيحة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تقابل القدرات الصينية بالشك وعدم التصديق، ولكن الأرقام والبيانات الصينية هذه المرة كانت دقيقة، حيث أكد معهد "ألن Allen Institute" سوف تنجح في مضاهاة براعة الذكاء الاصطناعي "AI" الأمريكي خلال العام المقبل.
ومن جانبه، أوضح "أورين إتزيوني Oren Etzioni" مدير معهد "ألن Allen Institute" لتحليل البيانات إن الحكومة الأمريكية تحتاج بلا شك إلى استثمار المالي والبشري بشكل أكبر لإجراء أبحاث الذكاء الاصطناعي "AI" وتطوير التقنيات الموجودة في الوقت الحالي، عن طريق اعتماد سياسة هجرة أكثر مرونة، خاصة احتضان العقول المفكرة والعلمية الفذة التي تمثل أساس تقدم الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من المجالات والتي من بينها دون شك تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI".
بينما يرى "جريج ألين Greg Allen" الباحث في مركز "الأبحاث الأمني الأميركي الجديد New American Security" أن تقرير معهد معهد "ألن Allen Institute" لتحليل البيانات المتعلقة بالقدرات الصينية في مجال صناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI" دقيقة وصحيحة للغاية، وهذا ما فسره فوز الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع الوطنية في المسابقة التي نظمتها كل من "جوجل Google" و"أبل Apple"، بجانب الاستثمارات المهولة لوزارة الدفاع الصينية في إنشاء مركزين بحثيين جديدين في بكين، مخصصين لأنظمة الذكاء الاصطناعي "AI"، مما ساعدا الصين على زيادة الدراسات والأوراق البحثية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي "AI" بنسبة 400% بين عامي 2007 و2017.
وقبل عقد كامل من هذه الفترة المحددة كشفت دراسات أن الصين نجحت بالفعل في الوصول لغايتها، فهي في سبيلها لأن تتخطى أعداد الأبحاث الصادرة عنها في مجال الذكاء الاصطناعي عدد الأبحاث الصادرة عن منافستها الأولى الولايات المتحدة، بفارق 50 بحثا حصل على براءة اختراع لصالح الصين.
وحسب ما ذكر موقع "زا فيرج" المختص بأخبار التقنيات، فإن الصين تعمل على تحقيق الريادة بمجال تطوير الذكاء الاصطناعي، باستغلالها الدعم الحكومي غير المحدود لهذا المجال البحثي بالتحديد.
وكانت الصين على وشك أن تحقق هذا الإنجاز من قبل في عام 2006، حين اقتربت بالفعل من تجاوز عدد الأبحاث الذي تطرحه الولايات المتحدة الأمريكية بمجال الذكاء الاصطناعي.
غير أن في ذلك الوقت رصدت العديد من الأخطاء في الأبحاث الصينية، منها النمطية وانخفاض الجودة بالمقارنة مع الأبحاث الأمريكية.
وقال "زا فيرج" إن مؤسسة "آلين لأبحاث الذكاء الاصطناعي" ومقرها مدينة سياتل الأمريكي هي التي أجرت هذه الدراسة التي كشفت اقتراب الصين من القمة في هذا المجال، بعد أن لوحظ تداركها أخطاء الماضي، وارتفاع عدد الأبحاث التي تقدمها بمجال تطوير الذكاء الاصطناعي مع حفاظها على الجودة وعدم النمطية.