الصين تستعد لحرب محتملة.. كوريا الشمالية "قنبلة موقوتة"
الوضع في شبه الجزيرة يُنبئ بنشوب حرب نووية كبرى، وخبراء صينيون يطالبون بلدهم برد فعل للجم حليفهم الجامح.
يرى مستشارون حكوميون صينيون أنه حان الوقت لتستعد فيه البلاد لحرب في شبه الجزيرة الكورية، مع استمرار احتدام النزاع على الجزيرة، وفقدان الصين سيطرتها على الوضع شيئا فشيئا على حد قولهم.
- الصين تخفق للمرة الرابعة في حماية كوريا الشمالية بمجلس الأمن
- كم ستكلف حرب أمريكية ضد زعيم كوريا الشمالية؟
وقال شى ين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين الصينية "إن الوضع في شبه الجزيرة أصبح يُنبئ بنشوب حرب كبرى، والصين التي كانت تعتبر حليف بيونج يانج الأول، باتت تفقد السيطرة على الوضع.
وبحسب شى فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون محتجزين في حلقة مفرغة من التهديدات، ولم يعد مناسباً للصين أن تظل مكتوفة الأيدي.
وحسب ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" شدد شى على هامش المؤتمر الذي عُقد في بكين بشأن الأزمة، على أن كوريا الشمالية قنبلة موقوتة، لا يسعنا إلا تأخير انفجارها.
وفى كلمته أمام المؤتمر، حذر وانغ هونغ جوانغ نائب القائد السابق لمنطقة نانجينغ العسكرية من احتمال اندلاع الحرب في شبه الجزيرة الكورية في أي وقت من الآن وحتى مارس/آذار القادم، عندما يحين موعد إجراء كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتدريباتهما العسكرية السنوية.
وقال وانغ "إنها فترة خطيرة للغاية"، و"حان الوقت لتحشد فيه الصين قواتها استعدادا لتلك الحرب".
وفي ذات الاتجاه اعتبر يانغ شيوى، وهو خبير سياسي بمعهد الصين للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية الصينية، أن الأوضاع في شبه الجزيرة هي الأكثر خطورة على مدار نصف قرن مضى.
وأضاف أنه بغض النظر عما إذا كانت هناك حالة حرب أو سلام، فيظل من المؤسف ألا يكون لدي الصين أي نوع من أنواع السيطرة أو حتى يكون لها رأي في هذه القضية.
استعدادت الحرب
وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "جيلين" اليومية، الصحيفة الرسمية للمقاطعة الصينية المطلة على كوريا الشمالية، صفحة كاملة من النصائح للسكان حول كيفية الرد على "الهجوم النووي".
كما نشرت شركة "تشاينا موبايل" الأسبوع الماضي، وثيقة على الإنترنت حول خطط إقامة خمسة مخيمات للاجئين في المقاطعة.
وقال وانغ إن مقالة "جيلين" إشارة إلى البلاد لتكون مستعدة لحرب قادمة، مؤكداً على أن الصين قلقة للغاية إزاء التهديد الذي تسببه كوريا الشمالية من التجارب النووية المتكررة على الهياكل الجيولوجية غير المستقرة في المنطقة.
ومتفقا معه أشار تشو فنغ، أستاذ بجامعة نانجينغ الصينية، إلى أنه مهما كانت احتماليات الحرب طفيفة، فإن الصين يجب أن تكون مستعدة نفسياً وعلمياً لـ"صراع نووي كارثي أو للإشعاعات النووية".
كما ذكر أن فشل رئيس كوريا الشمالية في الاجتماع مع المبعوث الصيني سونغ تاو أثناء زيارته لبيونج يانج الشهر الماضي كانت بمثابة "إهانة" للصين.
غير أن معظم هذه الآراء لا تتفق مع التصريحات الدبلوماسية المعلنة للرئيس الصيني شي جين بينغ بخصوص الأزمة، ومنها قوله خلال اجتماع مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاى في بكين، بأن الحرب على شبه الجزيرة لن تكون مقبولة بأي شكل من الأشكال.