هل تستخدم الصين سلاح "فول الصويا" لكسب حربها التجارية مع أمريكا؟
كان فول الصويا أكبر منتج زراعي صدرته الولايات المتحدة إلى الصين العام الماضي وبقيمة بلغت 12 مليار دولار.
يعد فول الصويا أحد أقوى الأسلحة في ترسانة بكين التجارية والتي قد تستخدمها في حربها التي انطلقت مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأي هبوط في الصادرات من فول الصويا الأمريكي إلى الصين سيضر بولاية أيوا وولايات أمريكية زراعية أخرى تدعم الرئيس دونالد ترامب.
وقال محللون ومسؤولون تنفيذيون بشركات لصناعة الأعلاف إن الصين ستواجه صعوبات لاستبدال إمدادات فول الصويا الأمريكية بعدما فرضت رسوما إضافية بواقع 25% على الشحنات الأمريكية لتلحق على الأرجح ضررا ماليا بالغا بالشركات المحلية.
وقالت هيئة الإذاعة الصينية الرسمية الأربعاء إن الصين، أكبر مستورد في العالم للبذور الزيتية، ستفرض رسوما على فول الصويا و105 من المنتجات الأمريكية الأخرى في رد كان متوقعا على إجراءات تجارية شديدة من واشنطن.
وكان فول الصويا أكبر منتج زراعي صدرته الولايات المتحدة إلى الصين العام الماضي وبقيمة بلغت 12 مليار دولار.
تستهلك الصين نحو 60% من فول الصويا المتداول في العالم لتغذية قطاع تربية المواشي لديها وهو الأضخم في العالم. وتقوم المصانع بطحن البذور الزيتية لإنتاج مكون رئيسي في غذاء الحيوانات.
وقال مارك وليامز كبير اقتصاديي آسيا لدى كابيتال إيكونومكس: "ببساطة لا توجد كميات كافية في العالم من فول الصويا خارج الولايات المتحدة لسد احتياجات الصين".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالحد من الاعتماد على الواردات، فهناك خيارات قليلة، لكن أيا منها ليس بالرصاصة السحرية التي يمكن أن تضر بالمزارعين في الولايات المتحدة دون أن تكون لها تكلفتها في الداخل".
جاء نصف واردات الصين العام الماضي من البرازيل، بينما شحنت الولايات المتحدة نحو 33 مليون طن إليها، بما يعادل ثلث إجمالي وارداتها. واستبدال تلك الشحنات الأمريكية من فول الصويا لن يكون سهلا.
وتضررت المحاصيل في الأرجنتين، ثالث أكبر منتج في العالم لفول الصويا، جراء جفاف وهو ما أدى إلى خفض الصادرات من هناك إلى أقل من 7 ملايين طن في موسم 2017-2018 وهو أقل مستوى للشحنات خلال 10 سنوات بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.
وخارج البرازيل والولايات المتحدة والأرجنتين، يوجد نحو 17 مليون طن من فول الصويا تأتي من عدد قليل من الدول.
وتزرع الصين نحو 14 مليون طن من فول الصويا، تستخدمها بشكل رئيسي في صناعة الأغذية للاستهلاك البشري.
خيارات الداخل
يقول محللون وخبراء وتجار ومشترون في مصانع الأعلاف إن هناك خيارات في الداخل من بينها استغلال احتياطيات الطوارئ الاستراتيجية للحكومة وتغيير مكونات الأعلاف.
وقال بول بوركي المدير المختص بشؤون آسيا لدى مجلس تصدير فول الصويا الأمريكي: "يقول بعض الناس إنه يمكنهم السحب من الاحتياطيات الحكومية. هذا ممكن (لكن) لا أحد يعرف حجمها".
ويعكف بعض مصنعي الأعلاف بهدوء على وضع خطط طوارئ مثل إيجاد مكونات بديلة.
فقد تضيف مصانع الأعلاف مزيدا من الذرة، وهو محصول وفير في الداخل، والحبوب المقطرة الجافة، وهي منتج فرعي لعملية تصنيع الإيثانول، أو بذور اللفت والقطن.
لكن الحفاظ على مستويات البروتين عملية معقدة. فالحد الأقصى الممكن من الحبوب المقطرة الجافة في العلف نحو 20%، ووجود مكونات سامة في بذور اللفت يعني أنها لا يمكن أن تزيد على 5% من علف الخنازير، ولا توضع عادة في طعام إناث الخنازير وصغارها.
وبحسب رويترز تبدي مصانع الأعلاف قلقا أيضا من أن الطلب الإضافي وشح الإمدادات سيؤديان إلى زيادة الأعباء وصعود أسعار لحم الخنزير، وهو مكون أساسي في الطعام الصيني، وارتفاع تكاليف المعيشة.
وتفرض الصين رسوما مرتفعة بالفعل على واردات الحبوب المقطرة الجافة وتدرس فرض رسوم إغراق على وارداتها من الذرة الأمريكية.
ودفع التلويح بإجراء أسعار الصادرات البرازيلية إلى الارتفاع مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق وغذى مكاسب في فول الصويا المحلي وأسعار العقود الآجلة لعلف الصويا.
وقال مدير مشتريات لدى شركة مصنعة للأعلاف: "لا أرغب في أن تقوم الصين بتصعيد التوتر التجاري" مبديا قلقه من ارتفاع الأسعار ونقص المصادر البديلة للأعلاف ذات مكون البروتين المكافئ لفول الصويا.
وتابع "صادرات البرازيل تنتهي عادة قرب سبتمبر/أيلول، ومن المعتاد تلقي شحنات أمريكية بين أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار. من أين نحصل على فول الصويا خلال تلك الفترة إذا كنا نشتري من البرازيل فقط؟".