سفير الإمارات بالصين لـ"العين الإخبارية": توافق الرؤى سر نجاح التعاون الثنائي
مقابلة مع "العين الإخبارية"، بمناسبة اليوم الوطني الصيني، تحدث فيها السفير الدكتور علي عبيد الظاهري عن أسرار نجاح التعاون الثنائي
أكد سفير دولة الإمارات لدى الصين، الدكتور علي عبيد الظاهري، أن توافق الرؤى وتطابق وجهات النظر، من أهم أسباب نجاح التعاون الإماراتي الصيني على مدى عقود من الزمن.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، بمناسبة اليوم الوطني الصيني، تحدث السفير عن أسرار نجاح التعاون الثنائي، المرتكز على سياسات بلدين يتبنيان مبادئ السلم والتسامح والانفتاح والحوار مع الثقافات الأخرى.
كما أشاد السفير بإنجازات بكين على المستوى المحلي أو الدولي، وبنجاحها الباهر في حربها ضد جائحة كورونا، مستعرضا الدعم الذي قدمته أبوظبي لها لمكافحة الوباء، وملامح التعاون وعلاقات الصداقة بين الجانبين.
إنجازات ونجاحات
تحتفل الصين في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بعيدها الوطني، في ميدان "السلام السماوي" الشهير، الأكبر من حيث المساحة في العالم، كرمزية للكفاح الذي تلا بيانه المؤسس الصيني ماو تسي تونج عام 1949.
وبالمناسبة، قال الدكتور علي عبيد الظاهري: "نتوجه للشعب الصيني الصديق وحكومته الرشيدة بأحر التهاني وأجمل الأمنيات، بمناسبة العيد الوطني الصيني الذي يصادف الواحد من أكتوبر من كل عام".
ولفت السفير إلى أن العيد يتزامن هذا العام مع عيد منتصف الخريف الصيني، وهي مناسبة تقليدية أشار إلى أن العائلات الصينية تجتمع فيها، و"لذلك نستغل هذه الفرصة لنتمنى لهم موفور الصحة والعافية".
ومشيدا بإنجازات بكين، قال السفير إن هذا العام يصادف مرور 71 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وقد حققت في هذا الزمن القياسي إنجازات كبيرة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
ووصف انتصار الصين على حربها ضد جائحة كورونا بـ"النجاح الباهر"، معتبرا أن ذلك مثل فرصة لمزيد من توطيد علاقات الصداقة والمحبة بين الشعبين الإماراتي والصيني.
توافق الرؤى
بالمقابلة نفسها، اعتبر الدكتور علي عبيد الظاهري أن "توافق الرؤى وتطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين، من أهم أسباب نجاح التعاون الثنائي على مدى عشرات السنين".
وأوضح أن "سياسة دولة الإمارات ترتكز على مبادئ السلم والتسامح والانفتاح والحوار مع الثقافات الأخرى، من خلال مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي، لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم".
ركائز قال إن أبوظبي تتفق فيها مع جمهورية الصين الشعبية، التي تترجم هذه المبادئ في مبادرتها الداعية إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء.
جنبا إلى جنب ضد كورونا
وفي معرض حديثه عن الدور الذي لعبته أبوظبي في دعم بكين بحربها ضد الوباء، قال السفير إن "الإمارات كانت سباقة في الوقوف إلى جانب الصين في مكافحة الوباء منذ بدايته، بأشكال دعم مختلفة من مادي ومعنوي، ومن حكومي وشعبي".
ولم يقتصر الدعم على بداية الأزمة الصحية، يتابع، وإنما تضافرت جهود البلدين، عقب انتشار الفيروس عالميا، "في إطار العلاقة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، لخلق تعاون ثنائي، تماشيا مع متطلبات الفترة الصعبة".
وأوضح الدكتور علي عبيد الظاهري أن التعاون شمل البحث العلمي في مجال الصحة، وتحديدا في التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا المستجد، حيث كانت دولة الإمارات أول دولة في العالم تطلق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح بالتعاون مع شركة أدوية صينية عملاقة.
تجارب أكد أنها حققت نتائج واعدة جدا، وبدأ فعلا اعتماد هذا اللقاح رسميا في دولة الإمارات للحالات الطارئة وجنود الصفوف الأمامية في مكافحة الوباء.
علاقات تاريخية
ومستشهدا بمقولة العرب "الصديق وقت الضيق"، خلص السفير إلى أن محنة كورونا أثبتت علاقة الصداقة الخالصة التي تجمع الإمارات والصين.
صداقة أكد أن جذورها تعود إلى عشرات السنين، أي منذ زمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أرسى دعائمها خلال زيارته التاريخية للصين في عام 1990.
وبحسب السفير، فإن العلاقة حافظت على نسق متصاعد من التطور الإيجابي، لتثمر العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات مختلفة، مثل الطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها.
واستعرض الدكتور علي عبيد الظاهري العلاقات الإماراتية الصينية في أرقام، مشيرا إلى أن دولة الإمارات باتت اليوم "محطة مهمة للأعمال والتجارة الصينية، فهي بوابة العبور لـ60% من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
كما تتخذ نحو 4200 شركة صينية من دولة الإمارات مقرا لممارسة أنشطتها التجارية، إضافة إلى أكثر من 300 ألف مواطن صيني ممن يقيمون ويعملون على أراضي البلد الخليجي.
أما التبادل التجاري بين البلدين فيشهد ارتفاعا تصاعديا، حيث تجاوز 50 مليار دولار في عام 2019، فيما يسعى البلدان إلى رفع هذا الرقم ليصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2030، بحسب السفير الدكتور علي عبيد الظاهري.