طريق الحرير الصيني يمنح الجزائر أكبر ميناء في أفريقيا والبحر المتوسط
شهدت الأشهر الأولى من 2021 تسارع جهود بكين لإنجاز البنى التحتية اللازمة لطريق الحرير الصيني في الجزائر عبر مشاريع ضخمة.
وانطلقت بالفعل أشغال إنجاز أضخم مشروع صيني بالجزائر هو ميناء "الحمدانية" الواقع بمحافظة تيبازة الذي من المتوقع أن يصبح أكبر ميناء بأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، بعد تجميد المشروع لـ7 سنوات كاملة.
- "غار جبيلات".. استثمار صيني يوقظ "العملاق الحديدي النائم" بالجزائر
- الجزائر توقع اتفاقا بقيمة 6 مليارات دولار مع الصين لبناء مصنع للفوسفات
وأعلنت وزارة النقل الجزائرية أن تكلفة المشروع الضخم نحو 6 مليارات دولار، بعد أن باشر مجمع جزائري صيني أشغال تهيئة الأرضيات لنصب القواعد والورش لإنجاز مشروع الميناء.
وحددت مدة إنجاز المشروع بـ7 أعوام على 3 مراحل، تمتد الأولى منها إلى 3 أعوام والثانية 4 أعوام.
رئة التنمية المحلية والأفريقية
وفي منتصف العام الماضي، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حكومته بإعادة دراسة مشروع ميناء الوسط "الحمدانية" مع الشريك الصيني "وفق قواعد شفافة"، مشددا على أن التأخر في إنجازه تسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد الجزائري.
وأكدت الرئاسة الجزائرية بأن "ميناء الحمدانية" يعد "رئة التنمية المحلية" في البلاد و"مشروع القرن"، وله هدف استراتيجي يتعدى حدود الجزائر إلى "فك العزلة عن الدول الأفريقية التي ليس لها منافذ بحرية".
وحددت تكلفة مشروع ميناء "الحمدانية" بـ6 مليارات دولار بتمويل مشترك جزائري صيني، فيما تبلغ مساحته 310 هكتارات.
ويتكون الميناء من 23 رصيفاً ويعالج 6 ملايين و500 ألف حاوية بقدرة استيعاب تقدر بـ25.7 مليون طن سنوياً، وهو قادر أيضا على استيعاب أضخم سفينة في العالم بسعة 240 ألف طن، مع ربط الميناء الضخم بميناء "جن جن" الواقع بمحافظة جيجل الساحلية شرقي البلاد.
وكذا يمتد إلى أعماق أفريقيا عبر الطريق العابر للصحراء على مسافة 4500 كيلومتر، وتهدف الجزائر لأن يكون "همزة وصل" بين السوق الأفريقية والأوروبية، وأن يحول الجزائر إلى قطب صناعي عالمي.
كما يمر بالموانئ الجافة لمحافظتي الجلفة وتمنراست ويتوسع شرقاً وغرباً عبر الطريق السيار وشبكة السكك الحديدية التي تصل إلى الحدود مع النيجر ومالي.
ويضم المشروع أيضا، مدينة صناعية توجه منتجاتها للتصدير نحو الدول الأفريقية ومختلف دول العالم، وسط توقعات بأن يوفر 150 ألف وظيفة مع نهاية الأشغال.
استثمارات ضخمة
وانضمت الجزائر بشكل رسمي إلى طريق الحرير الصيني المعروف بـ"مبادرة الحزام والطريق" في يونيو/حزيران 2019، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة بالجزائر 10 مليارات دولار، وحجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين وصل إلى 9 مليارات دولار وبقيت الصين في صدارة الدول الممونة للجزائر للسلع وفق أرقام رسمية جزائرية.
وميناء "الحمدانية" هو ثاني استثمار ضخم للصين بالجزائر في 2021، وكان أول مشروع في أبريل/نيسان الماضي بعد أن استحوذت بكين على أكبر منجم للحديد بأفريقيا وهو منجك "غار جبيلات" بقيمة وصلت إلى 2 مليار دولار الواقع بمحافظة تندوف الواقع في الجنوب الغربي من الجزائر.
ومن بين أكبر المشاريع الصينية أيضا بالجزائر، يوجد مشروع استثماري بدأ في 2018 لبناء مصنع للفوسسفات بولاية تبسة شرقي البلاد بقيمة 6 مليارات دولار.
واستحوذت الصين قبل ذلك على عدة مشاريع ضخمة بالجزائر، كان من أبرزها "جامع الجزائر الأعظم" الذي بلغت تكلفته نحو 3 مليارات دولار، والطريق السيار شرق – غرب على مسافة 1216 كيلومتر بتكلفة وصلت إلى 19 مليار دولار مع شركاء أجانب ومحليين آخرين، وكذا مشروع توسعة مطار الجزائر الدولي الذي رصدت له ميزانية بقيمة 650 مليون دولار، بالإضافة إلى استثمارات أخرى في قطاع السكن.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز