الكوليرا تحصد أرواح المئات.. هل يصبح "المرض الفتاك" الوباء الجديد؟
أنهت الكوليرا حياة المئات خلال الأشهر الماضية، في فاشية تبدو الأكثر دموية منذ سنوات، وتفتح الباب أمام سؤال هل تصبح هي الوباء الجديد؟
ومنذ مطلع عام 2021 سجلت العديد من الدول إصابات بالكوليرا، ورغم أنه أحد أشرس الأمراض التي خطفت آلاف الأرواح في وقت سابق فإن تزايد عدد الحالات مقارنة بالسنوات السابقة ينذر بتفشٍّ قادم أشبه بالوباء.
قدر الباحثون أن هناك 1.3 إلى 4 ملايين إصابة بالكوليرا سنويا، و21000 إلى 143000 وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب هذه العدوى.
ورغم القضاء على المرض في الدول الصناعية، فإن الكوليرا لا تزال تقتل الكثير من الناس في أجزاء من أفريقيا.
وبين عامي 1970 و2011 ، كانت أفريقيا جنوب الصحراء مسؤولة عن 86% من جميع الحالات المبلغ عنها، باستثناء تفشي الكوليرا في هايتي.
الكوليرا تتفشى من جديد
أعلنت الجهات الصحية بعدد من الدول عن أرقام ضحاياها من مرض الكوليرا، ومن بينها نيجيريا، البلد الأكثر تضررا، والنيجر والكونغو والهند.
في نيجيريا، أعلن المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها الدكتور شيكوي إيكويزو، الإبلاغ عن 31425 حالة مشتبه بها من الكوليرا، بينها 311 حالة مؤكدة و816 وفاة.
وأوضح إيكويزو، في بيان حديث، أن الرقم السابق رصدته الجهات الصحية في 22 ولاية خلال الفترة من يناير حتى أغسطس 2021.
وصف موقع "تليجراف"، في تقرير حديث، تفشي الكوليرا الحالي في نيجيريا بـ"الأكثر دموية منذ عدة سنوات"، موضحا أن معظم الضحايا من الأطفال.
ونقل الموقع عن مركز نيجيريا لمكافحة الأمراض مخاوفه من أن "يتحول تفشي المرض قريبًا إلى وباء"، مشيرا إلى وفاة ما يقرب من 700 شخص نصفهم في ولايتي كانو وجيجوا ومعظم الضحايا من الأطفال، في واحدة من أسوأ نوبات المرض الفتاك في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
على الرغم من أن نيجيريا تعاني من نوبات متكررة من الكوليرا، إلا أن الفاشية الحالية تبدو الأكثر دموية منذ عدة سنوات، وسجلت الدولة 4 حالات تفشي كبيرة للمرض منذ عام 1991، آخرها كان في عام 2018 وأودى بحياة 836 شخصًا.
في النيجر، قال وزير الصحة إيدي إلياسو مايناسارا، الاثنين، إن تفشيا لوباء الكوليرا في جنوب البلاد أودى بحياة 12 شخصا وأصاب 201 في 3 مناطق.
وأوضح مايناسارا، في بيان: "معظم الحالات مرتبطة بوباء منتشر منذ عدة أشهر في المناطق الحدودية حيث يوجد اختلاط كبير بين السكان العابرين للحدود".
وأضاف أن السلطات الصحية في النيجر تعتقد أن تفشي المرض وباء، مشيرا إلى أن آخر تفش للكوليرا في البلاد حدث في نفس المناطق عام 2018.
أما في الهند، بالتحديد بمنطقة أحمد آباد التابعة لولاية غوجارات، فسجلت السلطات الصحية ارتفاعا حادا في الإصابات بمرض الكوليرا بواقع 59 حالة بين 1 يناير و7 أغسطس 2021.
ولم تسجل أحمد آباد أي حالات كوليرا في العام الماضي، لكن خلال العام الجاري تم العثور على معظم الحالات في المنطقة الشرقية من المدينة، بما في ذلك لامبا ومانيجار وبهرامبورا.
ما هي الكوليرا؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا عدوى إسهالية حادة ناتجة عن تناول أو شرب الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، مشددة على أنها تظل تهديدًا عالميًا للصحة العامة ومؤشر على عدم المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا CDC، شرح بأن الكوليرا مرض إسهالي حاد ينتج عن عدوى الأمعاء ببكتيريا الضمة الكوليرية المصلية O1 أو O139.
بدون علاج مناسب تصبح الكوليرا أحد أكثر الأمراض المعدية فتكًا، إذ تقدر عدد حالات الإصابة سنويا بنحو 2.9 مليون حالة و5000 وفاة بجميع أنحاء العالم، وفقا للمركز الأمريكي.
غالبًا ما تكون العدوى خفيفة أو بدون أعراض، لكن 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالكوليرا يعاني من أعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق، ما يؤدي الفقد السريع لسوائل الجسم إلى الجفاف والصدمة والوفاة في غضون ساعات إذا لم يتلقوا العلاج الفوري.
لمكافحة مرض الكوليرا دوليا، أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) وفرقة العمل العالمية لمكافحة الكوليرا (GTFCC) خارطة طريق عالمية إلى عام 2030، وهي مبادرة غير مسبوقة لتقليل انتقال المرض والقضاء عليه بمختلف البلدان.
وتحدد هذه الخطة الشاملة الأولويات للحد من وفيات الكوليرا بنسبة 90٪ ووقف انتقال العدوى في ما يصل إلى 20 دولة بحلول عام 2030.
أين توجد الكوليرا؟
توجد بكتيريا الكوليرا عادة في الماء أو في الأطعمة الملوثة بالبراز من شخص مصاب ببكتيريا الكوليرا، ومن المرجح أن تحدث وتنتشر في الأماكن التي تعاني من عدم كفاية معالجة المياه، وسوء الصرف الصحي، وعدم كفاية النظافة.
ويمكن أن تعيش بكتيريا الكوليرا في الأنهار قليلة الملوحة والمياه الساحلية، إذ أثبتت الدراسات أن المحاريات التي تؤكل نيئة مصدرًا للعدوى.
أي شخص قد يصاب بالكوليرا عن طريق شرب الماء أو تناول طعام ملوث ببكتيريا الكوليرا.، لكن في حالة الوباء يكون مصدر التلوث عادة براز الشخص المصاب الذي يلوث الماء أو الطعام.
ويمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المناطق التي تعاني من عدم كفاية معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، ومن غير المحتمل أن تنتشر العدوى مباشرة من شخص إلى آخر؛ لذلك فإن الاتصال العارض مع شخص مصاب ليس عامل خطر للإصابة بالمرض.
غالبًا ما تكون عدوى الكوليرا خفيفة أو بدون أعراض، لكن في الحالات الشديدة تكون الأعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق.
عادة يستغرق ظهور الأعراض 2-3 أيام بعد ابتلاع الشخص لبكتيريا الكوليرا، لكن يمكن أن يتراوح الوقت بين بضع ساعات إلى 5 أيام.
كيف يمكن تجنب عدوى الكوليرا؟
يعد الأشخاص الذين يعيشون في أماكن بها مياه شرب غير آمنة، وسوء الصرف الصحي، وعدم كفاية النظافة هم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
ولتجنب الإصابة بالمرض حال زيارة المناطق التي تحدث فيها الكوليرا يجب اتباع النصائح التالية:
- اشرب فقط المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائياً أو المشروبات المعبأة أو المعلبة، ويفضل تجنب مياه الصنبور، ومكعبات الثلج.
- اغسل يديك كثيرًا بالصابون والماء النظيف، خاصة قبل تناول الطعام أو تحضيره وبعد استخدام الحمام.
- في حالة عدم توفر الماء والصابون، استخدم معقم يدين يحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل.
- استخدم المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائياً لغسل الأطباق وتنظيف الأسنان وتنظيف وتحضير الطعام وصنع الثلج.
- تناول الأطعمة المعبأة أو المطبوخة حديثًا والتي تقدم ساخنة.
- لا تأكل اللحوم والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو الفواكه والخضروات النيئة أو غير المطبوخة جيدًا ما لم يتم تقشيرها.
- التخلص من البراز بطريقة صحية لمنع تلوث مصادر المياه والغذاء.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز