"Stan & Ollie".. السينما تحتفي بإرث الصداقة بين لوريل وهاردي
الفيلم يتتبع جولة الثنائي الكوميدي الشهير في بريطانيا عام 1953، بعد تضاؤل حضورهما في شباك التذاكر كملوك للكوميديا في هوليوود.
استعداداً لعرضه المحدود في الولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك ولوس أنجلوس في 28 ديسمبر/كانون الأول المقبل، طرحت شركة Sony Pictures Classics الفيديو الدعائي الرسمي الثاني لفيلم "Stan & Ollie" الذي يؤرخ للسنوات الأخيرة من الحياة الفنية للثنائي الكوميدي الشهير ستان لوريل وأوليفر هاردي المعروفين باسم "لوريل وهاردي" Laurel & Hardy.
ويتتبع الفيلم جولة الثنائي الكوميدي الشهير في بريطانيا عام 1953، بعد تضاؤل حضورهما في شباك التذاكر كملوك للكوميديا في هوليوود، ومعاناتهما من صعوبة إيجاد عمل مناسب لهما مع التقدم في العمر، الأمر الذي يدفعهما إلى الخروج في رحلة إلى المسارح البريطانية عسى أن يجدا بين جمهورها فرصة لاستعادة بريق النجومية والعودة لمواصلة مشاريعهما الفنية.
لا يبدو فيلم "Stan & Ollie" معتمداً على شهرة الثنائي الكوميدي الأسطوري واستثمارها في جذب الجمهور إلى صالات السينما، للتعرف على جوانب غير معروفة على نطاق واسع في تجربة الثنائي في مراحلها الأخيرة، إذ أشاد النقاد بمستوى الفيلم الفني عند عرضه لأول مرة.
الفيلم، الذي قدم في عرضه الأول في مهرجان لندن للأفلام عام 2018 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لقي إشادة واسعة من النقاد وجمهور الفيلم، على نحو يؤكد أن مخرج الفيلم جون س. بيرد وكاتبه جيف بوب صنعا مادة سينمائية بمستوى يليق بشهرة الثنائي الكوميدي الأسطوري لوريل وهاردي، لكن قراءة ملخص الفيلم ومتابعة الشريطين الدعائيين له تكشفان أن صانعي الفيلم أرادا أن يقدما فيلم سيرة ذاتية لا يتتبع حياة ثنائي الكوميدي الأسطوري وأسباب شهرتهما وسنوات المجد التي عاشاها، وإنما يسعى لالتقاط حصاد هذه المسيرة الفنية الكامن في صداقة الثنائي لوريل وهاردي، واختبار تلك الصداقة في أيامهما الأخيرة الصعبة، وكأن مخرج الفيلم وكاتبه خبرا سر خلود كثير من أفلام السيرة الذاتية، وأدركا من تجارب ناجحة لأفلام مثل "غاندي" Gandhi و"لينكولن" Lincoln و"خطاب الملك" The King’s Speech، أن نجاح سينما السيرة الذاتية الكبير الذي يرتقي حد الخلود في الذاكرة لا ينبع من الشخصية الشهيرة التي تروي سيرة حياتها، وإنما من التفصيل الذي تلتقطه من هذه السيرة، ومن اختيار حضورها الفاعل في مرحلة زمنية عاشتها تنطوي على دلالات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو إنسانية تستحوذ على اهتمامات الناس فتمس قلوبهم أو تخاطب عقولهم، وبمعنى آخر أدق أن سر صناعة فيلم سيرة ذاتية ناجح ينبع من إجابته عن سؤال واحد؛ هو: "ما الذي جعل الشخصية التي نتناول سيرتها الذاتية تستحق أن تكون مادة لفيلم سينمائي..؟".
ذلك السؤال يبدو أنه شغل بال صانعي فيلم "Stan & Ollie"، إذ يصف المخرج جون س. بيرد فيلمه بالقول: "هو في جوهره قصة حب بين صديقين قديمين، صودف أن يكونا اثنين من أكثر الشخصيات الكوميدية شهرة في تاريخ هوليوود".
وفق هذه الصورة، يعلن صانعو "Stan & Ollie" صراحة بأن الصداقة التي جمعت بين لوريل وهاردي ستكون الخط الرئيسي في حكاية الفيلم، وكأن هذا الأخير يريد أن يحتفي بإرث هذه الصداقة، إلى جانب احتفائه بإرث الاثنين الفني، وذلك استناداً إلى الأحداث التي عاشاها في رحلتهما الأخيرة إلى بريطانيا، والتي سيكشف الفيديو الدعائي للفيلم أنها كانت مسافة بوح وعتب لما شاب هذه الصداقة من منغصات، إذ نرى فيه لوريل يتهم شريكه هاردي بخيانة صداقته حين قام ببطولة فيلم مع شخص آخر سواه، ولكن رحلة الصديقين في الفيلم أيضاً ستكون فرصة لإعادة ترميم ما تهالك من وثاق الحب والود بينهما.. وذلك كله يعدنا بمتابعة فيلم يذخر بالعواطف والأحاسيس.
الفيلم من بطولة نجمي الكوميديا ستيف كوجان في دور "ستان لوريل" وجون سي ريلي في دور "أوليفر هاردي"، بالإضافة إلى الفنانين نينا أريندا، وشيرلي هندرسون، وداني هيوستن، وروفوس جونز.
يذكر أن الثنائي ستان لوريل وأوليفر هاردي ظهرا معاً في 32 فيلماً صامتاً قصيراً و40 فيلماً قصيراً و23 فيلماً طويلاً، ابتداء من عام 1921، بالإضافة إلى العروض المسرحية.