أكاديميون: المواطنة والتسامح جوهر المناهج التعليمية في الإمارات
أكاديميون وخبراء تربويون يؤكدون أن الإمارات سباقة إلى إدراج قيم المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان ضمن المناهج التربوية
قال عدد من الأكاديميين والخبراء التربويين إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة إلى إدراج قيم المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان ضمن المناهج التربوية، إذ تفطنت مبكراً إلى جدوى مأسسة هذه القيم ونشرها معرفياً.
واستحدثت مادة دراسية جديدة باسم "التربية الأخلاقية" في المقررات المدرسية، بغية تعميق مبادئ التسامح والتعايش السلمي، خلال وقت تعاني فيه مجتمعات كثيرة من أزمات تربوية وسلوكية تنعكس على مستوى التعامل مع الآخر.
وذكروا أن وزارة التربية والتعليم عمِلت على اعتبار القيم الإنسانية عموداً فقرياً لمناهجها التعليمية، بغية تحصين الشباب من الكراهية والتفرقة والتطرّف.
تأصيل التسامح
وأجمع الخبراء على أن المؤسسات التعليمية الإماراتية تبنّت برامج تسهم في تعزيز روح التسامح ووقاية الفئة الشابة من العنف والأفكار المتطرفة، مع توفير مناخ إيجابي داخل المدارس والجامعات.
- رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية بإيطاليا: زيارة البابا فرنسيس للإمارات رسالة تقارب وتسامح
- زيارة البابا للإمارات.. الحكمة الاستباقية نحو عالم متسامح
وأكدوا أن التسامح أصبح ركناً أصيلاً في مناهج المؤسسات التربوية والأكاديمية، مضيفين أن "وثيقة التسامح" الخاصة بالعاملين في منظومة التعليم الإماراتية رسمت 6 مسارات جديدة، لنبذ التمييز والكراهية.
في هذا الإطار، أوضح أستاذ كليات التقنية والخبير التربوي الدكتور سالم زايد الطنيجي أن وزارة التربية تعمل على غرس القيم السمِحة وتأصيلها في نفوس وعقول الطلبة، عبر مواد عدة مثل الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية.
وقال: "مع إطلالة الساعات الأولى من عام التسامح الذي أقرّه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وأطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لاحظنا استنفار المؤسسات التعليمية، وانخراطها المباشر في عملية نشر قيم التسامح واحترام الآخر خصوصاً أنها تضم طلبة من نحو 200 جنسية".
"على نهج زايد"
من جهته، ذكر الخبير التربوي الدكتور خالد صغر المري أن دولة الإمارات رسّخت مفاهيم التسامح عبر إطلاق مبادرات تعليمية عدة؛ أبرزها مادة التربية الأخلاقية، التي ترتكز على خمسة عناصر رئيسة، وهي الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث، والتربية المدنية، فضلاً عن الحقوق والمسؤوليات.
وأضاف أن إطلاق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وحسين الحمادي وزير التربية والتعليم، المشروع المشترك «على نهج زايد»، يسهم في دعم قيم احترام الآخر والتعايش السلمي، وقبول الاختلاف، مثمناً أيضاً دور ونتائج الأنشطة الطلابية المشتركة بين المدارس الحكومية والخاصّة.
وبيّن المري أن التعاون الاستراتيجي بين الوزارتين يهدف إلى توعية الطلبة بجدوى التسامح ورمزيته ومعانيه، لافتاً إلى أنّ مشروع "على نهج زايد" ينطلق بأفكار مبتكرة كفيلة بتقوية التواصل بين شتى الجنسيات.
مهمة وطنية
ووضعت الجامعات مسارات متنوعة تخصّ استقبال "عام التسامح" والاستعداد لمهمة وطنية تحمل في مضمونها عناصر المحبة والسلام واحترام الآخر، وتُعمّق الشعور بالانتماء والولاء الوطني، في عالم يشهد تطورات مثيرة.
ونظمت جامعة الإمارات العربية المتحدة المهرجان الوطني للتسامح الذي تمحور حول ثلاثة محاور أساسية، وهي ترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع المتسامح، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التطرف والتعصب إلى جانب ثقافة التسامح والتعايش السلمي وعلاقته برفع مستوى السعادة والإيجابية داخل المجتمع.
وأبرمت كليات التقنية العليا مذكرة تفاهم مع المعهد الدولي للتسامح بغية تطوير التعاون بين الجانبين في المجالات العلمية والبحثية والثقافية، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة.
من جانبه، أكد مدير مجمع كليات التقنية العليا الدكتور عبداللطيف الشامسي أهمية دور المؤسسات التعليمية وتكاملها في تعزيز قيم التسامح والتعددية، ذاكراً أنها تضم طلبة من 200 جنسية تقريباً وتعمل على الارتقاء بمستوى مهاراتهم التواصلية.
وأبدى سعادته بهذا التعاون مع المعهد، حيث تفخر كليات التقنية العليا بكونها شريكاً تعليمياً ضمن القمة العالمية للتسامح.
ويرى رئيس الكلية الجامعية الإماراتية الكندية الدكتور جلال حاتم أن غرس قيم التسامح يبدأ في المؤسسات التعليمية منذ مرحلة رياض الأطفال، مشيراً إلى أن أبناء الإمارات محظوظون، بفضل القيادة الرشيدة والمؤمنة بنهج تأهيل الإنسان حضارياً.
وأشاد حاتم بالتطوير الدائم لمناهج التربية والتعليم، واستنادها إلى المبادئ والقيم الإنسانية وإعداد النشء معرفياً وأخلاقياً وحضارياً.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز