5 قتلى ومبان مدمرة.. اشتباكات الزاوية تعمق جراح الليبيين
مبان مهدمة وسيارات محترقة وقتلى مدنيون، ملامح مشهد يتكرر باستمرار في مدن الغرب الليبي، التي تعيث فيها المليشيات المسلحة فسادا.
الصورة المكررة اليوم جاءت من مدينة الزاوية غربي ليبيا، والتي شهدت ليلة "دامية" أضاءت ظلامها الاشتباكات المسلحة التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم طفلة وإصابة 13 آخرين.
وقالت مصادر طلبت عدم ذكر اسمها خوفا من بطش المليشيات، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الاشتباكات دارت رحاها أمس بين أكثر من طرف، أحدها مجموعة من المليشيات تحالفت مع أخرى معروفة باسم (السلعة) والتي تأتمر بأمر عثمان اللهب، ضد مليشيات محمد السيفاو".
صراع النفوذ
وبحسب مصادر "العين الإخبارية" فإن سبب اندلاع الاشتباكات هو الصراع على النفوذ ولا شيء غير ذلك، مشيرا إلى أن تلك المليشيات المتحالفة مع المليشياوي عثمان اللهب منزعجة من مليشيات السيفاو المكلفة بمكافحة المخدرات.
وحول الأوضاع في مدينة الزاوية، قال شهود عيان في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "الدمار كبير"، مشيرين إلى أن "المليشيات المسلحة استخدمت في صراعها، أمس وصباح اليوم، المدفعية والأسلحة الثقيلة دون أي مراعاة للمدنيين الذين تتوسط مقارهم السكنية تلك الاشتباكات".
وأكدت مصادر "العين الإخبارية" توقف الاشتباكات بشكل كامل، بعد وساطات اجتماعية في الزاوية، وعبرها تم الاتفاق على هدنة، واصفة أحداث الأمس واليوم بـ"العنيفة جدا".
نداء عاجل
بدوره، وجه الهلال الأحمر الليبي نداء عاجلا للأطراف المتنازعة بوقف إطلاق النار حتى يتسنى لهم إخراج العائلات العالقة تحت نيران المدافع والبنادق.
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي، في بيان مقتضب له ظهر اليوم الإثنين "وفاة طفلة تبلغ من العمر حوالي 10 سنوات بطريق بئر الغنم، إثر إصابتها برصاصة من منطقة الاشتباكات ليرتفع عدد القتلى إلى 5 أشخاص".
وتسيطر المليشيات المسلحة متعددة التوجهات، وجلها متطرف يتبع تنظيم الإخوان المسلمين، على مفاصل الدولة في غرب البلاد، وتتصارع فيما بينها بشكل متكرر.
وكان آخرها وأعنفها تلك الاشتباكات المسلحة التي حدثت بين مليشيات طرابلس في 27 أغسطس/آب المنصرم، مخلفة 32 قتيلا وعشرات الجرحى.
تلك الاشتباكات تأتي على وقع أزمة سياسية تشهدها ليبيا، تتمثل في صراع بين حكومتين على السلطة، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب مطلع مارس/آذار الماضي، فيما الثانية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، التي انتهت ولايتها وترفض تسليم السلطة.
aXA6IDMuMTMzLjE0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز