9 أيام من اشتباكات المليشيا.. سيناريو خروج طرابلس من أزمتها
إبراهيم بلقاسم، الباحث السياسي، رأى أن استمرار التصعيد متواصل "إذا استمر فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، بمعاقبة المدنيين".
تجددت الأعمال القتالية بين المليشيات المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس، صباح الثلاثاء، وفقاً لمصدر عسكري ليبي، لتدخل المعارك الدامية يومها التاسع.
وتوقع إبراهيم بلقاسم، الباحث السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، سيناريوهين بشأن اشتباكات طرابلس.
ورأى أن استمرار التصعيد في عاصمة بلاده طرابلس متواصل "إذا استمر فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، في سياسته بمعاقبة الضحايا المدنيين، ولم يصدر قراراً يردع ويلجم المليشيات"، حسب تعبيره.
كيف تخرج طرابلس من الأزمة؟
اعتبر بلقاسم أن قانون الطوارئ المفروض في العاصمة الليبية طرابلس يستهدف المدنيين وليس المسلحين.
وأشار بلقاسم إلى سيناريوهين للخروج من الأزمة، ملخصاً الأول في قوله: "يغادر السراج، خاصة أن عدداً من أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة وقّعوا على وثيقة بسحب الثقة منه".
ورأى أن السيناريو الثاني يتلخص في "فتح قنوات التواصل بين طرابلس (برئاسة السراج) والرجمة (بقيادة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر)".
وجدد بلقاسم على أهمية توحيد المؤسسة العسكرية، مطالباً بالكف عن عرقلة الجهود التي تتبناها مصر في هذا الصدد.
بدوره، قال مصدر لـ"العين الإخبارية" إن اشتباكات عنيفة اندلعت، صباح الثلاثاء، في منطقة خلة الفرجان ومحور صلاح الدين، مشيراً إلى سماع دوي انفجارات عنيفة بالأسلحة والثقيلة جنوب العاصمة طرابلس.
تناحر المليشيات
تشهد العاصمة الليبية، منذ ليل الأحد 26 أغسطس/اّب الماضي، اشتباكات هي الأعنف منذ نحو 7 سنوات بين مليشيات تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق مثل "ثوار طرابلس" و"أبو سليم" و"كتيبة النواصي"، وأخرى تابعة لوزارة الدفاع بـ"الوفاق" مثل مليشيا "اللواء السابع" واللواء 22.
ورغم محاولتين لوقف إطلاق النار بين المليشيات، لكن هذه المحاولات لم تصمد، لتتجدد الاشتباكات بعد ساعات من هدوء حذر.
واستطاعت مليشيا "اللواء السابع" فرض سيطرتها على بعض التمركزات التابعة للمليشيات الأخرى، الأمر الذي أثار الغموض حول تبعية هذه المليشيا وأهدافها.
وأكد "اللواء السابع" تبعيته لحكومة الوفاق، واصفاً المليشيات الأخرى بـ"دواعش المال" في ليبيا.
في هذا السياق، قال عضو الغرفة الأمنية المشتركة الليبية في مدينة ترهونة والنواحي الأربع، مصعب زقلوط، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن قوات "اللواء السابع" دخلت طرابلس لحماية أبناء قبيلة ترهونة، الذين يمثلون نصف عدد سكان العاصمة، موضحاً أن المجموعات المسلحة في طرابلس خارجة على القانون وتمارس أساليب الترهيب والسرقة بحق أبناء الشعب الليبي.
الإخوان وحرق العاصمة
خرج الإرهابي الإخواني صلاح بادي، في ثاني أيام الاشتباكات، ليعلن عن نيته دخول طرابلس لـ"تطهيرها"، في إشارة للاشتباكات الدائرة بين المليشيات.
وصلاح بادي هو أحد قيادات عملية "فجر ليبيا"، التي قادها تنظيم الإخوان للهجوم على مطار طرابلس الدولي بعد فشلهم في الانتخابات البرلمانية التي عقدت عام 2014، وهلعهم لمنع انعقاد مجلس النواب المنتخب فب العاصمة طرابلس.
وبالفعل بدأت الحرب ضد المطار تحت قيادة "بادي" الذي ظهر بجوار مطار طرابلس وقواته تقوم بقصفه، ونتج عن ذلك تدمير كامل المطار وخزانات النفط، والاستيلاء على جميع المؤسسات الموجودة في العاصمة.
مراقبون اعتبروا أن تصريحات صلاح بادي الأخيرة، هي محاولة لدخوله العاصمة مجدداً لتخريبها من جديد.
في هذا السياق، قال العربي الورفلي، الباحث السياسي الليبي لـ"العين الإخبارية"، إن "بادي" متحالف مع الإخوان، وهو ينتهز الفرصة لدخول العاصمة من جديد، مشيراً إلى أن الليبيين يجمعون على كراهيته، لما قام به وجماعته من أعمال تخريب بالبلاد.
على صعيد آخر، قال مصدر دبلوماسي ليبي لـ"العين الإخبارية"، الأحد الماضي، إن الإرهابي صلاح بادي عقد لقاءات مكثفة مع مسؤولي الملف الليبي في الاستخبارات التركية في إسطنبول، لبحث دخول مليشيات أنقرة المسلحة في الصراع المشتعل منذ أيام بالعاصمة طرابلس.
وأشار المصدر إلى أن اجتماع إسطنبول حضرته قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، وقيادات في جهاز الاستخبارات التركي وعدد من المسؤولين القطريين يتقدمهم مسؤول الملف الليبي في الاستخبارات، بحضور الإرهابي المعروف علي الصلابي.
أضرار الاشتباكات
تسببت الاشتباكات في تضرر مناطق حيوية بالعاصمة؛ حيث أكدت شركة البريقة لتسويق النفط، الأحد الماضي، استهداف خزان ديزل رقم 122، والذي يقوم بتزويد محطة كهرباء السواني، بمستودع طريق المطار التابع للشركة.
وعلى صعيد متصل، أعلن متحدث باسم الخطوط الجوية الليبية، أنه تم إغلاق مطار معيتيقة الدولي، الجمعة الماضي، بعد إطلاق بعض الصواريخ باتجاهه، مضيفاً أنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية وسيتم تحويلها إلى مطار مصراتة.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل نحو 50 شخصاً وإصابة ما يزيد على 100، وسط فقد نحو 6 أشخاص ونزوح 1825 أسرة ليبية من منازلها إلى مناطق آمنة.
فوضى الاشتباكات
أعادت الاشتباكات مظاهر الفوضى إلى العاصمة الليبية الهشة أمنياً، فانتشرت جرائم السرقة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
وامتدت الفوضى إلى السجون، وقال مصدر في جهاز الشرطة القضائية بطرابلس لـ"العين الإخبارية"، إن أكثر من 1000 سجين فروا بسبب فتح المليشيات الإخوانية للسجون.
وإزاء ذلك، أعلنت حكومة الوفاق فرض حالة الطوارئ في طرابلس وضواحيها، بينما تعتزم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عقد اجتماع موسع، الثلاثاء، بين مختلف الأطراف المعنية من أجل التباحث حول تطورات الأوضاع التي تشهدها العاصمة.