الهندسة المناخية.. هل تنقذ الأرض من الارتفاع الكارثي لمستوى مياه البحر؟
أظهرت دراسة أمريكية، أن نثر الجسيمات العاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي يمكن أن يبطئ الذوبان السريع في غرب القارة القطبية الجنوبية، ويقلل من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كارثي.
وهذه الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة إنديانا، ونشرتها مجلة البحوث الجيوفيزيائية، هي واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في كيفية تأثير الهندسة المناخية على القارة القطبية الجنوبية، في الوقت الذي يدق فيه العلماء ناقوس الخطر بشأن الاحتمال المتزايد لتسارع فقدان الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية هذا القرن.
ويقول بول جودارد، عالم أبحاث في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي بكلية الآداب والعلوم في جامعة إنديانا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "حتى لو حقق العالم الهدف الطموح المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو ما لسنا في طريقنا لتحقيقه، فسوف نشهد ارتفاعا كبيرا في مستوى سطح البحر".
ويضيف أن "استكشاف طرق عكس ضوء الشمس إلى الفضاء قبل أن يتم امتصاصه في النظام المناخي للأرض، يمكن أن يساعدنا في توفير المزيد من الوقت لمعالجة تغير المناخ وتجنب أو تأخير نقاط التحول المناخية، مثل انهيار الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي".
واستكشفت هذه الدراسة شكلا من أشكال الهندسة المناخية يسمى حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري، حيث يتم إطلاق كميات كبيرة من قطرات الكبريت الصغيرة في الستراتوسفير بواسطة أسطول من الطائرات كوسيلة مقترحة للحفاظ على درجات الحرارة العالمية تحت السيطرة.
ويحاكي هذا النهج ما يحدث عندما ينفث بركان كبير كميات هائلة من الجزيئات في الغلاف الجوي العلوي ويؤدي إلى تأثير تبريد يمكن أن يستمر من أشهر إلى سنوات، وقد نوقش هذا الأمر مؤخرا في تقرير للبيت الأبيض يوضح الخطوط العريضة لبرنامج بحثي محتمل حول حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري وتفتيح السحب البحرية، وهي استراتيجية أخرى مقترحة لتبريد الكوكب.
ويقول جودارد إن " المكان الذي تطلق فيه الهباء الجوي له أهمية كبيرة، ويمكن أن يؤثر على المناخ بشكل مختلف، وفي هذه الحالة، وجدنا أن إطلاق الهباء الجوي الستراتوسفيري عند خطوط عرض متعددة داخل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مع نسبة أكبر في نصف الكرة الجنوبي، هو أفضل استراتيجية للحفاظ على الجليد الأرضي في القارة القطبية الجنوبية، لأنه يساعد على إبقاء مياه المحيط الدافئة بعيدا عن الجليد".
وقام الباحثون بمحاكاة 11 سيناريو مختلفا لحقن الهباء الجوي في الستراتوسفير، وامتدت ثلاث حالات إلى خطوط عرض متعددة، والتي تعتبر النهج الأكثر ترجيحا لكيفية تنفيذ حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري، مع أهداف درجات حرارة تبلغ 1.5 و1 و0.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتضمنت عمليات المحاكاة Gما يحدث عام 2035 حتى عام 2070، سيناريو انبعاثات معتدلة مع عدم حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري الذي كان بمثابة نقطة رئيسية للمقارنة.
ويقول جودارد إنه" على الرغم من أن سيناريوهات المحاكاة مع حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري عند خطوط عرض متعددة أظهرت فوائد من حيث فقدان الجليد في القطب الجنوبي، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد التغير في معدلات الذوبان".
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز