استعدادا لـCOP28.. ناشطون مغاربة يشدون الرحال من أجل عدالة مناخية
على هامش المشاركة في مخيم العدالة المناخية بلبنان
تجمع نحو 500 شاب وخبير من المدافعين والفاعلين في العمل المناخي، بمخيم العدالة المناخية بالعاصمة بيروت بدولة لبنان.
يشارك في المؤتمر، الذي يُنظم ما بين 28 أغسطس/آب إلى 2 سبتمبر/أيلول، شباب يتحدرون من مختلف الدول الأكثر تأثرا بتغير المناخ من قبيل الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا والكاريبي، ومنطقة المحيط الهادئ من أجل التحاور وتبادل المعارف، وبلورة المطالب ومناقشة الإشكالات المناخية مع تنظيم أزيد من 100 ورشة وإيصال صوتهم لصانعي القرار.
وأكد الناشطون البيئيون، أن تنظيم مخيم المناخ بيروت جاء إثر تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مما سماه "الغليان العالمي" وتشديده على ضرورة التحرك فورا قبيل انعقاد الدورة الـ28 من قمة المناخ في الإمارات العربية المتحدة.
وشهد المؤتمر، الذي نظم قبيل أقل من 100 يوم من بدء قمة المناخ COP28 بدبي، مشاركة حوالي 60 ناشطا مغربيا في مجال التغير المناخي والبيئة.
وتأتي المشاركة المكثفة للناشطين البيئيين المغاربة في مخيم المناخ ببيروت، بعد أن حقق مخيم العدالة المناخية المغرب في دورته الأولى، نجاحا وصف بالمبهر، ما جعل أغلب المشاركين يتقدمون لحضور فعاليات مخيم العدالة المناخية بلبنان.
وفي هذا السياق، قال حمزة ودغيري، الناشط البيئي، رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة والعدالة المناخية ورئيس شبكة العمل المناخي للعالم العربي، في اتصال مع "العين الإخبارية"، إن الهدف من تنظيم المخيم تعزيز وبناء العلاقات وتنمية القدرات والشراكة والتعاون الاستراتيجي من خلال جدول أعمال متنوع ومتعدد الجوانب، ويضم أكثر من 100 ورشة عمل، بقيادة قادة محليين ومنظمين ومنظمات وصناع تغيير شباب.
التمويل والوقود الأحفوري
وأفاد ودغيري، بأن ورش العمل تناقش مواضيع مختلفة مثل التمويل وتعويض الخسائر والأضرار والتكيف مع التغير المناخي والتحول التدريجي من الوقود الأحفوري.
كما أشار رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة و العدالة المناخية إلى أن المخيم يهدف إلى بناء شبكات مناخية تجمع شباب من بلدان الجنوب العالمي وستعمل سويا وتنمية القدرات والشراكة والتعاون الإستراتيجي ووضع مطالب تدعو صانعي القرار في الدورة الـ28 من قمة المناخ بدبي للدفع والضغط من أجل تغيير سياسي طويل الأمد للدفع والضغط من أجل تغيير سياسي طويل الأمد.
وتابع رئيس شبكة العمل المناخي للعالم العربي، أن ما يميز المخيم هذه السنة مشاركة فاعلين ونشطاء من مناطق مختلفة، بما في ذلك الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا والكاريبي ومنطقة المحيط الهادئ، بفضل عملية التعاون والشراكة موسعة بين مجموعات محلية وإقليمية وعالمية بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر.
- بسبب الحرارة المرتفعة.. المغرب يخسر 821 مليون متر مكعب من الماء
- لخلق اقتصادات مرنة ومستدامة.. إطلاق صندوق لدعم التنوع البيولوجي بالدول النامية
ومن جهتها قالت فاطمة الزهراء طريب، فاعلة ومدافعة عن العدالة المناخية من المغرب، "خلال سنوات عملي في سبيل تحقيق العدالة المناخية، غالبا ما وجدت نفسي أعمل وحيدة أو إلى جانب قلة قليلة من الأفراد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب غياب شبكات شبابية تجمعنا".
وتابعت "تعرفت في المخيم الأول للعدالة المناخية على أفراد آخرين فاعلين في المجال المناخي في المنطقة وبنيت علاقات قوية معهم، وبعد مرور سنة، ازدادت قوّة علاقتنا واتسعت شبكتنا، وبتنا نعمل معا لنلهم المزيد من الشباب في المنطقة للمطالبة بالتحرك من أجل المناخ".
يشار إلى أن جمعية مغرب أصدقاء البيئة نظمت خلال السنة الجارية بتنسيق مع المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي (بلدية) سيدي قاسم (غرب البلاد) مخيم العدالة المناخية.
ومن جانبها، قالت كنزي عزمي، مسؤولة حملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "تواجه المجتمعات المحلّية في بلدان الجنوب العالمي تحديات اجتماعية وصحية واقتصادية غير مسبوقة".
وأفادت عزمي، بأن العوامل المسببة لتغير المناخ تساهم في تعميق أوجه الظلم التاريخية، والأشخاص الذين يعيشون على الخطوط الأمامية هم الأكثر تأثرا بهذه الأزمة، رغم أنّ مساهمتهم فيها هي الأدنى".
نجاح مخيم المغرب يؤهل نشطاء للمشاركة ببيروت
وحسب محمد بنعبو، الخبير في مجال المناخ ومدير مخيم العدالة المناخية بالمغرب -وهو ضمن المشاركين في مخيم المناخ بيروت، في حديث مع "العين الإخبارية"- فإن المخيم لقي عناية واهتماما كبيرين كلل بالنجاح.
وأضاف أن المشاركين اعتبروا هذه الدورة مناسبة لتقوية التزامنا بمكافحة المخاطر الكبيرة التي تهدد مستقبل البشرية، والتأكيد على أن كسب رهان مواجهة التغيرات المناخية يجب أن يبقى ضمن الأولويات لتحقيق العدالة المناخية.
وذهب بنعبو، إلى أن نجاح أشغال مخيم العدالة المناخية في نسخته الأولى جعل المشاركين يجمعون بكل عزم وحزم أن المغرب قد عزز التزامه متعدد الأبعاد بقضايا المناخ، من خلال رفع طموح مساهمتها المحددة وطنيا لتخفيض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45.5 بالمئة بحلول عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية منخفضة الكربون في أفق 2050، تهدف إلى الانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع أهداف الاستدامة، وتعزيز قدرة الصمود والتكيف وحماية البيئة، التي يقوم عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة.
وتناولت موضوعات الورشات تدارس سبل حماية المنظومات الإيكولوجية الهشة في مواجهة التغيرات المناخية، وتحقيق الأمن الطاقي والأمن المائي والأمن الغذائي في ظل التحديات والرهانات الاقتصادية التي يعرفها العالم اليوم، داعين إلى صحوة الضمير العالمي، والالتزام الجماعي والمسؤول، لمواجهة التغيرات المناخية، من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
يذكر أن المغرب ينخرط إلى جانب البلدان الأفريقية في مواجهة التداعيات المدمرة للتغيرات المناخية، من خلال المبادرات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتكيف الزراعة والأمن والاستقرار والولوج إلى الطاقة المستدامة، وكذا اللجان المناخية الأفريقية الثلاث، التي انبثقت عن "قمة العمل الأفريقية" المنعقدة في نونبر 2016 بمراكش.
من بين المنظمات والجمعيات المشاركة في مخيم العدالة المناخية بيروت، شبكة التدريب الأفريقية، ولجنة أمريكا لخدمات الأصدقاء، ومنظمة العفو الدولية، ومبادرة الإصلاح العربي (ARI)، ومنتدى البدائل العربي (AFA)، وشبكة العمل المناخي-العالم العربي، وشبكة العمل المناخي الدولية، وشبكة العمل المناخي - أوروبا، ويوميات المحيط، Activists، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وشبكة السيادة الغذائية، وجمعية شباب مصر لتنمية المجتمع بالفيوم، ومعاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، والمجلس الدولي للتواصل الإستراتيجي، وجمعية الجيل الأخضر البيئية، وغرينبيس أفريقيا، وغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤسسة هاينريش بول لبنان، ورابطة طلاب البيئة المشتركة بين الجامعات في كينيا، وجمعية التحريج في لبنان، وشبكة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجمعية مدى، وأوكسفام، وحملة أوقفوا التلوث قابس، وطلاب لأجل الأرض، ومعا من أجل المستقبل المعهد عبر الوطني، وحركة الشبيبة من أجل المناخ تونس.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز