علاج السرطان بجزيئات الذهب.. حلم أصبح حقيقة
تجربة جامعة "رايس" تعد أول دراسة سريرية منشورة عن هذا الأسلوب، وهو تطور رئيسي في علاج يدمر الأورام دون الآثار الجانبية المنهكة
حقق علاج للسرطان باستخدام جزيئات الذهب تم اختراعه في جامعة "رايس" الأمريكية نتائج واعدة في أول تجربة سريرية لهذا الأسلوب الذي يعتمد على معالجة السرطان بالحرارة الضوئية لتسخين الأورام وتدميرها.
وتجري فرق بحثية حول العالم بتجارب لعلاج السرطان باستخدام جزيئات الذهب، مع اختلاف في بعض التفاصيل الفنية، والمراحل التي تم قطعها في مجال التجارب.
وتعد تجربة جامعة "رايس" هي أول دراسة سريرية منشورة عن هذا الأسلوب، وهو تطور رئيسي في علاج يدمر الأورام دون الآثار الجانبية المنهكة التي يسببها العلاج الحالي سواء الكيميائي والإشعاعي.
ووفق الدراسة المنشورة التي نشرتها دورية "PNAS" في 27 أغسطس/آب، فقد خضع 15 مصاباً بسرطان البروستاتا للعلاج، وكانت أعمارهم تتراوح بين 58 و79 عامًا، وتنوعت درجة الإصابة من منخفضة إلى متوسطة الخطورة.
ولم يظهر على 13 منهم أي علامات مرضية يمكن اكتشافها بعد عام من العلاج بجزيئات الذهب في كلية "إيكان" للطب بجبل سيناء بنيويورك.
والجزيئات المستخدمة في العلاج هي كرات صغيرة جداً في حجم النانو مصنعة من السيليكا مع طبقة خارجية رقيقة من الذهب، وهي أصغر بحوالي 50 مرة من خلايا الدم الحمراء، وقد اخترعتها الدكتورة نعومي هالاس بجامعة "رايس".
وأظهرت هالاس في التجارب المعملية عام 1997 أنه من خلال تغيير سُمك القشرة الذهبية، تستطيع ضبط كرات النانو للتفاعل مع أطوال موجية محددة من الضوء.
وشاركت عام 2000 مع الباحثة ويست بيوكينير من جامعة ديوك للهندسة الحيوية، في ابتكار طريقة لتدمير الخلايا السرطانية عن طريق تسخين الجسيمات النانوية باستخدام ليزر منخفض الطاقة قريب من الأشعة تحت الحمراء يمكن أن يمر عبر الأنسجة السليمة.
واُستخدمت هذه الطريقة المبتكرة مع النماذج الحيوانية قبل أن تصل إلى التجارب السريرية، والتي تم من خلالها تقديم العلاج للمرضى خلال يومين، حيث تم في اليوم الأول تسريب جزيئات الذهب النانوية إلى داخل الجسم عن طريق الوريد.
وفي اليوم التالي، خضعوا لاستئصال الورم عن طريق تسخين هذه الجزيئات بالليزر، وغادر جميع المرضى المستشفى إلى المنزل في اليوم الثالث، وعادوا إلى اختبارات المتابعة بعد 3 أشهر، و6 أشهر، سنة واحدة بعد العلاج.
وقالت هالاس في تقرير نشره موقع جامعة رايس بالتزامن مع نشر الدراسة: "من بين الأشخاص الـ15 الذين أكملوا العلاج، أظهر 2 فقط علامات يمكن اكتشافها من السرطان بعد عام واحد من العلاج".
وأضافت: "المرضى الذين تم علاجهم نجحنا في أن نجنبهم الآثار الجانبية للعلاج التقليدي القائم على الكيماوي أو الإشعاعي، ومنها عدم القدرة على التبول، حيث تسمح الطريقة الجديدة بتوجيه معالجة مركزة تستهدف المكان المصاب مع تجنب بقية البروستاتا".
وأبدت هالس سعادتها بهذه النتيجة والتي حققت من خلالها مطلب والدها الذي توفي متأثراً بسرطان البروستاتا.
وقالت: "عانى والدي من المرض، وبعد عامين من العلاج الإشعاعي أصبح من المستحيل عليه التبول، وكان يسألني ما إذا كان اختراعي مفيد في علاج حالته".
لم تستطع هالس حينها أن تقدم مساعدة لوالدها، إذ كانت وقتها في مرحلة ما قبل التجارب السريرية.
وتتذكر جملة قالها لها والدها وهي: "إذا استطعتي منع شخص واحد فقط من الذهاب إلى الجحيم الذي مررت به فالأمر يستحق التعب"، وعلّقت: "أعتقد أني نجحت في تحقيق ما طلبه مني والدي".