مليشيات "الزاوية" تغلق أكبر مصفاة نفطية في ليبيا
امتدت جرائم مليشيات مدينة الزاوية غربي ليبيا إلى قطاع النفط، متسببة بإغلاق أكبر مصفاة نفطية في البلاد.
وأغلقت مليشيات متناحرة تسيطر على المدينة مصفاة الزاوية التي تعد أكبر مصفاة نفطية في ليبيا بالسواتر الترابية، متذرعة بغياب أحد عناصر "مليشيات القصب" وهو ميلود البعره واتهام "مليشيات الكابوات" التي تتمركز قرب الميناء بخطفه وقتله.
كما أغلقت المليشيات خط الإمداد 16 بوصة المغذي لشركة الكهرباء، ما أثر على الإمدادات لمحطات الكهرباء والوقود.
وعقب الإغلاق أعلنت شركة الكهرباء الليبية وجود انخفاض حاد في مخزون الوقود الخفيف المغذي لعدد من محطات الإنتاج، نتيجة لتوقف هذه التزويدات من المصدر الرئيسي، مؤكدة أنها ستضطرّ لتخفيض القدرات الإنتاجية لعدد من المحطات وسيكون وضع الشبكة حرج أمام الطلب المتزايد على الطاقة من المستهلكين.
وتعد مصفاة الزاوية، أكبر مصفاة في البلاد بطاقة إنتاجية أكثر من 120 ألف برميل يوميا، يتم استخدام بعضها محليا وتصدير البعض إلى أوروبا عبر ميناء المدينة.
فوضى مليشيات الزاوية
وتعد مدينة الزاوية إحدى أكثر مدن الغرب الليبي انتشارا للمليشيات، حيث تنشط جرائم التهريب والإتجار في البشر والهجرة غير الشرعية، كما تشهد اشتباكات بين هذه المليشيات من وقت لآخر في صراع السيطرة والنفوذ.
وسلطت الأضواء خلال الفترة الماضية على مليشيات مدينة الزاوي الإجرامية، ليس فقط بعد ارتكابها عدد من الجرائم تجاه المواطنين والأجانب، بل بعد عودة الإرهابي شعبان هدية المعروف بـ"أبو عبيدة الزاوي".
الزاوي أحد أهم رموز وقيادات المليشيات في الغرب الليبي وهو من مؤسسي "الجماعة الليبية المقاتلة" الإرهابية الفرع السابق لتنظيم القاعدة.- إلى ليبيا من الخارج الأسبوع الماضي، واستقباله من قبل قادة المليشيات باستقبال ضخم أثار مخاوف من تصعيدات محتملة وتغيير في خطط وخرائط المسلحين.
والزاوي أحد المطلوبين للنائب العام الليبي منذ أعوام، وسبق وتم إلقاء القبض عليه في مدينة الإسكندرية المصرية عام 2015 ثم تم ترحيله منها عقب اعتداء مسلحين تابعين له على السفارة المصرية في طرابلس حينها.
ويعد هدية أحد أبرز الإرهابيين في ليبيا وشمال أفريقيا بالكامل، إذ سبق وتولى إبان أحداث عام 2011 منصب زعيم غرفة عمليات "ثوار ليبيا"، وأدرج اسمه ضمن قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم لأكثر من 10 دول في العالم باعتباره إرهابيا له صلات وطيدة مع تنظيم القاعدة.
قيادات المليشيات
يقود المليشيات في مدينة الزاوية والمناطق المحيطة 3 رؤوس هم محمد بحرون الشهير بـ"الفار" ومحمد القصب وعثمان اللهب، وجميعها موالية لـ شعبان هدية المعروف بـ"أبو عبيدة الزاوي".
وتمارس هذه المليشيات العديد من الجرائم مثل تهريب الوقود والخطف والابتزاز والهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر إلى جانب التجارة في الممنوعات كالسلاح والمخدرات، كما تتعاون هذه المليشيات مع عبدالرحمن ميلاد المعرف بـ"البيدجا" وهو المسؤول الأول عن تهريب البشر ومطلوب دوليا ومعاقب من الاتحاد الأوروبي بهذه التهمة.
وسبق وأن أغلقت هذه المليشيات خط جرين ستريم الذي يغذي إيطاليا وأوروبا بالغاز الليبي عبر جزيرة صقلية.
وتزداد قوة هذه المليشيات يوما بعد الآخر في ظل غياب حقيقي لسلطة الدولة، وحصلت على دعم مالي كبير منذ عام 2011، وتحاول بسط سيطرتها خارج المدينة لتمتد إلى مناطق غرب العاصمة وصولا بالطريق الساحلي إلى مناطق بمدن صبراتة وصرمان والعجيلات.
تحالفات جديدة
ويقول المحلل السياسي والعسكري الليبي محمد الترهوني إن مليشيات الزاوية تفتعل من وقت لآخر الاشتباكات وتصدر المشاكل والحروب للمدن الأخرى، كما سبق واعتدت على مدينة ورشفانة.وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات تستقوي يوما بعد يوم وتستفيد من الانقسام السياسي بابتزاز الحكومات وتحصل على الدعم.
وأضاف أنه من المرجح أن تشهد خارطة المليشيات في الغرب الليبي عامة والزاوية أيضا تغيرا في الفترة المقبلة، بما في ذلك ما حدث في العاصمة من اتفاق مع ما يعرف بجهاز دعم الاستقرار برئاسة غنيوة الككلي و عبدالحميد المضغوطة لافتتاح فرع لهذا الجهاز في الزاوية، وهو ما سيغير من خريطة التحالفات.
وأشار إلى أن عودة أبو عبيدة الزاوي بقدر ما تبعث رسائل من سيطرة الإسلاميين المتطرفين على المدينة تخيف بعض الأطراف المحلية بمحاولة فرض مشروع الأسلمة السياسية وتقاسم النفوذ والسيطرة بعدما عاد بوجه جديد ودعم متزايد.
واختتم أنه لا بد من دعم المسار الأمني والعسكري وتنفيذ الاتفاق الكامل لوقف إطلاق النار بما يتضمنه من حل المليشيات ونزع سلاحها وإخراجها من المدن تحت سلطة اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 لتنعم المنطقة بالأمن وتنتهي أزمة تسلط المليشيات على رقاب ومقدرات الليبيين.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز