خبراء مغاربة يُشيدون بإنجازات COP28: التخلي التدريجي عن الفحم قرار تاريخي
شدد خبراء مغاربة على ضرورة تطبيق وتفعيل التخلي التدريجي عن الفحم كمصدر للطاقة حفاظاً على البيئة وصحة المواطنين.
وقد حقق مؤتمر الأطراف COP28 انتصاراً تاريخياً بعد التوصل إلى عدد من الاتفاقات أهمها الاتفاق التاريخي بشأن التخلي عن استعمال الوقود الأحفوري تدريجياً كأحد مصادر الطاقة.
وفي هذا الصدد، أكد خبراء مغاربة لـ "العين الإخبارية"، أن التوجه نحو التخلي بشكل تدريجي عن استعمال الفحم كمصدر من مصادر الطاقة، قرار إيجابي وطموح من شأنه أن يساعد على اعتماد الطاقات النظيفة والمساهمة في التصدي لتحديات تغير المناخ.
- متى يقلع العالم عن إدمان الفحم؟.. وكالة الطاقة الدولية منزعجة
- الرئيس الفرنسي: سندعم الدول النامية والناشئة لمواجهة مشكلة الفحم
قرار صائب
وفي هذا السياق، قالت أميمة أوخيي، خبيرة في التنمية المستدامة والمناخ لـ"العين الإخبارية"، إن قرار التخلي التدريجي عن الفحم كمصدر من مصادر الطاقة صائب جدا، لأنه سيجعل الدول تعمل على تنفيذ التزاماتها المحددة وطنيا للحد من انبعاث الغازات الدفيئة.
وترى الخبيرة في المناخ، أن أهم شيء بعد الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي هو العمل على تفعيله من طرف الدول الملوثة التي تستعمل الفحم حفاظاً على البيئة وصحة المواطنين.
واسترسلت أوخيي: "لقد تأخرت العديد من الدول الكبرى في الإقلاع عن استعمال الفحم والاعتماد عليه كمصدر من مصادر الطاقة، علما بأنه كانت هناك مساعٍ ودعوات للجميع من أجل اعتماد طاقة خضراء.
وذكرت ما أوردته الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الأخير: "من المتوقع وصول الاستخدام العالمي للفحم إلى مستوى قياسي في 2023، مع استمرار قوة الطلب في الاقتصادات الناشئة والنامية".
الطاقة النظيفة هل الحل
واعتبرت أوخيي، أن ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة أمر خطير، وذلك بوصول الاستخدام العالمي إلى مستوى قياسي، سيترتب عنه إشكالية حقيقية مستقبلاً إذا لم يتم الإقلاع الفوري أو التدريجي عن استعمال الفحم، كما أن انخفاضه ليس متوقعاً عام 2026 .
وترى الخبيرة نفسها أنه "يبقى الحل هو اعتماد الدول سياسات الطاقة النظيفة".
وقال عبدالعالي الطاهري، الخبير في الطاقات المتجددة وتغير المناخ، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن "اتفاق الإمارات" هو أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحول " باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري.
وتابع الطاهري، الاتفاق دعا على وجه التحديد إلى التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، لتحقيق هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050 بما يتماشى مع مخرجات وتوصيات القمم المناخية، وعلى رأسها اتفاقية باريس للعام 2015.
واسترسل الخبير في الطاقات المتجددة، قائلا: "إن الدليل على ضرورة هذا التحول هو ما نص عليه الاتفاق، بضرورة زيادة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030، وتسريع الجهود المبذولة للحد من استهلاك الفحم، وتسريع استخدام تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه التي يمكن أن تحول قطاعات يصعب إزالة الكربون منها إلى قطاعات نظيفة.
منهجية التدرج مهمة جداً
وأضاف أنه بعد الوصول إلى صيغة توافقية وبالتراضي، تقول بـ"التحول" عن الوقود الأحفوري وبشكل تدريجي، بدل كلمة "الاستغناء" الكلي، وهو ما يعني تبني منهجية التدرج (مهمة جدا) في تفعيل مقتضيات هذا الاتفاق الأممي، الذي يشكل قفزة نوعية نحو مزيد من تبني الطاقات البديلة والمتجددة، كضمانة وآلية ضرورية لمواجهة تبعات وآثار التغيرات المناخية.
وذهب الطاهري، إلى أن هذا الاتفاق سيساعد العالم على الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى المستوى المستهدف وهو 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، والمنصوص عليه في اتفاق باريس لعام 2015.
ولم يفت الطاهري، التأكيد على أن المملكة المغربية تعتبر من أكثر الدول دعما وتأييدا لجميع القرارات والتوصيات، الهادفة إلى مزيد من تبني استراتيجيات الطاقات المتجددة والتخلص من مصادر الطاقة الأحفورية.