يعود تاريخها إلى قصة الراعي الإثيوبي الشهيرة حول عام 800م، حيث أطعم الماعز حبوب القهوة ليتفاجأ بحركاتها النشطة والحماسية. تم انتقالها إلى اليمن في مدينة المخا، وجاء منها اسم قهوة الموكا.
وفي أوروبا وصلت القهوة إليهم في القرن السابع عشر ميلادي، حيث ظهرت في المقاهي في فيينا ولندن وباريس.
للقهوة نوعان رئيسيان من حبوب البن، وهما أرابيكا وروبوستا.
تتميز حبوب أرابيكا بأنها تُزرع على ارتفاعات أعلى، وهي أغلى ثمنًا من حبوب روبوستا وتمثل حوالي 70% من الإنتاج العالمي. وطعمها حلو وسلس، ولديها رائحة لطيفة.
أما حبوب روبوستا فتتمتع بنكهة أقوى مع لمحات من المرارة ورائحة قوية، وتُزرع على ارتفاعات منخفضة، كما أنها أقل تكلفة من حبوب أرابيكا.
تُعتبر القهوة من أكثر السلع تصديرًا بعد النفط، حيث يتم استهلاك ما يقارب 500 مليار كوب قهوة سنويًا، حسب دراسة موقع «بيزنس إنسايدر».
وهي من أهم الصناعات الزراعية، وتلعب دورًا هامًا وكبيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث إنها إحدى أكثر السلع تداولًا في العالم. ومن أفضل المناطق المناسبة لزراعتها المناطق الاستوائية بين مدار السرطان ومدار الجدي، حيث الظروف المناسبة والمثالية لنمو أشجارها.
تنمو شجرة القهوة في أكثر من 50 دولة حول العالم، وتُعرف هذه الدول بـ«حزام القهوة». وهي دول تقع في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حيث تتميز بالمرتفعات والتربة والطقس المناسبين لنموها.
وأكثر الدول المنتجة للقهوة في العالم جاءت على النحو التالي:
البرازيل (المركز الأول)
فيتنام
كولومبيا
إثيوبيا
إندونيسيا
تلعب القهوة دورًا كبيرًا في اقتصاد العالم، حيث توفر فرص عمل وتدعم مجتمعات بأكملها، كما أنها محرك رئيسي للتنمية الريفية وتحسين الوضع المعيشي. ورغم اختلاف عادات شرب القهوة في دول العالم، إلا أنها تُعتبر مصدر دخل أساسي لأكثر من 20 إلى 25 مليون أسرة في جميع أنحاء العالم.
وتشير الأرقام إلى ارتفاع إنتاجها عالميًا في عام 2024م، وفيما يلي جدول يوضح إنتاج القهوة عالميًا خلال السنوات الثلاث من 2022 إلى 2024م:
السنة | كمية الإنتاج بـ(مليون كيس)=60كجم |
2022 | 166.2 |
2023 | 172.8 |
2024 | 176.2 |
(بحسب موقع منظمة القهوة العالمية)
تُعتبر البرازيل من أكبر الدول المنتجة للقهوة في العالم، حيث تساهم بما يقارب 35% من الإنتاج العالمي، تليها فيتنام التي شهدت تطورًا كبيرًا في صناعتها منذ التسعينيات، ثم كولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا والهند.
أما من ناحية الاستيراد، فجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى، تليها ألمانيا، ثم إيطاليا (معقل ثقافة الإسبريسو)، ثم فرنسا واليابان وهولندا وإنجلترا وكندا.
تجارة القهوة في دولة الإمارات
يُعتبر قطاع القهوة من أحد القطاعات المهمة في دولة الإمارات، حيث شهد توسعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية. وبلغت تجارة البن والقهوة والشاي في الإمارات خلال الأشهر التسعة من عام 2024م -حسب تقرير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء- حوالي 7.6 مليار درهم، حيث توزعت على:
واردات بقيمة 4 مليارات درهم (298 ألف طن)
صادرات بقيمة 1.3 مليار درهم (54 ألف طن)
إعادة تصدير بقيمة 2.3 مليار درهم (158 ألف طن)
كما أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بإقامة المعارض، فعلى سبيل المثال:
معرض عالم القهوة في دبي - المركز التجاري
أُقيم خلال الفترة من 10 إلى 12 فبراير/شباط.
شهدت نسخته الرابعة مشاركة 1980 شركة وعلامة تجارية عالمية وإقليمية ومحلية.
شمل فعاليات متنوعة مثل قرية المحامص، وغرفة للتذوق، وجوائز، ومسابقة «أفضل منتج جديد» للزائرين المهتمين بالانخراط في صناعة القهوة المزدهرة في الشرق الأوسط.
تجارة القهوة في الصين
ارتفع استهلاك الصين للقهوة خلال السنوات الماضية، واحتلت المرتبة السابعة عالميًا بعد أن كانت في المرتبة 15 قبل عقد من الزمن. تم افتتاح أكثر من 50 ألف متجر قهوة فيها، وتشمل علامات تجارية عالمية مثل «ستاربكس»، بالإضافة إلى العلامة التجارية المحلية «لوكن كوفي». ومن المتوقع أن يستمر نمو الطلب على القهوة في الصين.
تحديات تواجه زراعة وصناعة القهوة في العالم
من أبرز التحديات التي تواجه زراعة القهوة وصناعتها عالميًا:
التغيرات المناخية: ارتفاع درجات الحرارة، والأمطار غير المنتظمة تؤثر على الإنتاج.
تقلبات الأسعار: تعتمد أسعار القهوة على تذبذب الطلب العالمي.
أمراض المحاصيل: بعض الأمراض تؤثر على جودة المحصول.
مشاكل العمالة: تتطلب زراعة القهوة أعدادًا كبيرة من العمالة، ويواجه العديد من المزارعين الصغار تحديات مثل انخفاض الأجور وظروف العمل السيئة.
الطلب المتزايد على القهوة المستدامة: وهو ما يجعلها باهظة الثمن بالنسبة لصغار المزارعين.
توقعات أسعار القهوة خلال عام 2025م
توقع رئيس جمعية «روسشايكوف» (راماز تشانتوريا) -بحسب موقع القهوة العالمية- أن تنخفض أسعار القهوة بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% بعد فبراير 2025م، وذلك بسبب وضوح نتائج محصول القهوة في فيتنام وظهور توقعات أكثر دقة حول الإنتاج في البرازيل.
ويُتوقع أن تساهم هذه العوامل في تهدئة الأسواق العالمية التي تعاني حاليًا من تقلبات حادة نتيجة الظروف المناخية الصعبة، حيث تُساهم البرازيل بحوالي 40% من الإنتاج العالمي، بينما تُساهم فيتنام بحوالي 20%، وهما الركيزتان الأساسيتان في السوق العالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة