خسائر تفوق 99% وديون تهدد بالإفلاس.. انهيار شركة «بيوند ميت» للحوم النباتية

شركة «بيوند ميت» تفقد أكثر من 99% من قيمتها لتصبح شبه معدومة بعد رفض المستثمرين خطة إعادة هيكلة ديونها وسط أزمة تهز صناعة الأغذية النباتية عالميًا.
شهدت شركة «بيوند ميت» (Beyond Meat)، الرائدة في مجال صناعة اللحوم النباتية، انهيارًا كبيرًا في قيمتها السوقية، بعدما كانت تُقدّر بنحو 7.8 مليارات دولار، لتصبح اليوم شبه معدومة. جاء هذا التراجع الحاد إثر رفض المستثمرين خطة الشركة لإعادة هيكلة ديونها، ما أدى إلى موجة بيع واسعة في وول ستريت.
ويرى المحللون أن ما تواجهه الشركة يعكس أزمة أوسع تطال صناعة الأغذية النباتية عالميًا، تتمثل في ضعف الطلب الاستهلاكي، وارتفاع الأسعار، وعدم قدرة المنتجات على منافسة اللحوم الحقيقية من حيث الطعم أو سهولة التحضير.
هبوط قياسي وتآكل للقيمة السوقية
انخفض سهم «بيوند ميت» بنسبة 50% يوم الإثنين، بعد إعلانها خطة لاستبدال ديونها القديمة بقروض جديدة وطرح مئات الملايين من الأسهم الإضافية. ورغم أن هذه الخطوة منحتها وقتًا أطول لتسديد التزاماتها، فإنها قلّصت من ملكية المستثمرين الحاليين في الشركة.
ويُعد هذا الانخفاض الثاني خلال أسبوعين فقط؛ إذ هبط سهم الشركة يوم 28 أيلول/سبتمبر بنسبة 35% بعد أن حاول الرئيس التنفيذي طلب تمويل إضافي من المستثمرين. ومع التراجعين المتتاليين، تراجعت القيمة السوقية للشركة إلى 79 مليون دولار فقط، بعد أن كانت أيقونة النجاح في السوق.
الشركة اليوم مثقلة بديون تصل إلى نحو 800 مليون دولار، فيما تكافح لتجنّب الإفلاس رغم الدعم الإعلامي الذي نالته سابقًا من شخصيات معروفة مثل كيم كارداشيان ونيكول ويليامز-إنغليش، التي شاركت في حملات ترويجية مع سلسلة مطاعم Carl R’s Burgers.
من قصة نجاح إلى تراجع حاد
دخلت «بيوند ميت» الأسواق عام 2013، مقدمةً نفسها بعبارة: «طعم البرغر الطازج من دون ذبح البقر». وطرحت حينها عبوات تحتوي على قطعتين من البرغر النباتي بسعر يتراوح بين 8 و10 دولارات، تحمل شعار بقرة خضراء ترتدي عباءة.
وبفضل حملتها التسويقية المرحة مقارنة بمنافسيها مثل No Evil وSimulate، أصبحت رمزًا للبروتين النباتي، لكن حماسة المستهلكين تراجعت سريعًا، وتقلّص الطلب على منتجاتها.
عندما طُرحت أسهمها للاكتتاب العام عام 2019، حظيت بإشادة واسعة باعتبارها «مستقبل الغذاء»، وقفز سهمها أكثر من 350% في ظل موجة الاهتمام بالأطعمة النباتية. غير أن الاندفاع خفت لاحقًا بعد فشل تجاربها التجارية الكبرى.
انسحاب من الأسواق وتراجع في الشراكات
اختبرت سلسلة ماكدونالدز منتجات «بيوند ميت» في البرغر، وأطلقت برغر كينغ وجبة «إمبوسيبول وابر»، بينما أضافت دانكن ساندويتشًا نباتيًا. لكن «ماكدونالدز» و«دانكن» أوقفتا لاحقًا تلك المنتجات بسبب ضعف المبيعات، في حين أبقت «برغر كينغ» على خيارها النباتي الوحيد.
وقال جيري توماس، الرئيس التنفيذي لشركة Decision Analyst، لصحيفة «ديلي ميل»: «تعاني منتجات بيوند ميت من مشكلات في المذاق والملمس وارتفاع الأسعار، إضافة إلى صورتها كأطعمة مُصنّعة بشكل مفرط، ما يجعل فرص بقائها في السوق محدودة للغاية».
خطة إنقاذ فاشلة
أوضح إيثان براون، الرئيس التنفيذي لشركة «بيوند ميت»، أن خطة إعادة هيكلة الديون تمثل «خطوة مهمة في معالجة أزمة السيولة» التي تمر بها الشركة. لكن إعلان الخطة أثار قلق المستثمرين بشأن قدرتها على الصمود، فانخفض السهم بنحو 50% خلال دقائق من التداول.
ويرى محللون أن هذه الخطة تشبه ما قامت به شركة نيكولا (Nikola) للشاحنات الكهربائية في عام 2023 حين حاولت تخفيف ديونها بإصدار مزيد من الأسهم، لكنها فشلت وأغلقت أبوابها نهائيًا هذا العام.
مستقبل غامض للصناعة النباتية
توقّع نيل سوندرز، المدير التنفيذي لشركة GlobalData، أن تواجه «بيوند ميت» المصير ذاته، قائلًا: «المشكلة أن الشركة لم تفِ بما وعدت به. رغم وجود سوق للحوم النباتية، فإن المستهلكين لا يعتبرونها طبيعية بما يكفي ويعدّونها منتجات مصنّعة أكثر من اللازم».
حتى الآن، لم تصدر «بيوند ميت» أي رد رسمي على طلب صحيفة «ديلي ميل» للتعليق حول الأزمة المتفاقمة التي تهدد بقاءها في السوق، بينما تستمر أسهمها في النزيف وسط تساؤلات عن مستقبل صناعة الأغذية النباتية بأكملها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز