تعتبر العفوية سمة في الرقص الفلكلوري الإثيوبي، حيث تبرز من بين سمات كثيرة للرقص الجماعي الشعبي لكل قوميات إثيوبيا.
وتتميز كل قومية إثيوبية برقصة تخصها، لكن الابتسامة هي العامل المشترك بينها، فمن الصعب أن تجد رقصة إثيوبية شعبية لا يبتسم مؤديها، فتكون مشاركة الجميع في الرقصات بابتسامة مرسومة على وجوههم، فضلا عن الرقص الجماعي.. حيث يشارك الجميع في كل الرقصات الشعبية، وما بين كل رقصة وأخرى تجد التدافع بصورة عفوية للمشاركة في الرقص والتفاعل معه في حالة من النشوة.
كذلك تجد من سمات الرقصات الشعبية الإثيوبية حركات الأرجل والأيادي والأكتاف والأعناق والرؤوس إلى الأمام وإلى الخلف والجانبين، فيما تشبه بعض الرقصات حركات رياضية قاسية.
ولا تستبعد قوميات إثيوبيا النساء من رقصاتها الشعبية الفلكلورية، إذ يلعبن الدور المحوري في الرقصات، فيما نجد الأزياء الشعبية التقليدية التي تمزج بين مختلف الألوان، التي تمثل العلم الإثيوبي، فعبر هذه الألوان يمكنك معرفة إلى أي قومية تنتمي هذه الطقوس الراقصة.
ويرى خبراء الأنثروبولوجيا أن أغلب الرقصات الشعبية الإثيوبية مستوحاة من الطبيعة، التي تعيش حولها القومية، فكما هو معروف فإن الرقصات الإثيوبية تزخر بالألوان والحركة والأصوات المختلفة التي تعود لعناصر الطبيعة الجغرافية، وقد تختلف من منطقة لأخرى، بحسب المناخ الجغرافي الذي توجد فيه قومية ما.
ومع الأنشطة الحياتية اليومية كالزراعة والصيد والتعدين، نجد أدوات يتم استخدمها في رقصات بعض القوميات، مثل الرمح والسيف والدرع والعصي والسكين وغيرها من الأدوات التي تستخدم في شؤون الحياة عموما، وهي أيضا إحدى الأدوات التي تكمل أزياء الرقص الشعبي.
بعض القوميات يرتدي منتسبوها جلود النمر والأسد والماعز والبقر، وأخرى تستخدم أنواعا مختلفة من ريش الطيور وسنّ الفيل، وهذا يوضح أن الحركة في الرقصات الشعبية في الأغلب مستوحاة من الطبيعة المحلية بعناصرها الحيوانية والبيئية.
أما الحركة الجماعية فهي من أهم المزايا لرقصات الإثيوبيين، بالإضافة لما تشتمل عليه من حركات ارتجالية عفوية، والتي تأتي مصحوبة وممزوجة بالابتسامات، وقد نجد لهذه الرقصات شبيها في كثير من فلكلور وموروث رقصات الشعوب العربية والأفريقية والآسيوية، خاصة فيما يتعلق بالرقص الجماعي التقليدي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة