ما علاقة مؤشر كتلة الجسم بخطر الإصابة بالسرطان؟ علماء يجيبون
وجدت دراسة بريطانية جديدة أن قياس مؤشر كتلة الجسم وشكله يمكنه التنبؤ بمخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
واقترح فريق من الباحثين استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) مع مقياس آخر لشكله للمساعدة في تحديد مخاطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة، وذلك وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي).
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الإثنين، إن مؤشر كتلة الجسم هو طريقة بسيطة لقياس دهون الجسم من وزن الشخص وطوله، ولكن غالباً ما يتم انتقاد مدى موثوقيته، وذلك لأنه لا يستطيع التمييز بين الدهون والعضلات، فضلاً عن مكان تخزين هذه الدهون في الجسم أو جنس الفرد أو عمره.
وهناك مقياس جديد للسمنة يسمى مؤشر شكل الجسم (ABSI) ، وهو يأخذ في الاعتبار عمر الفرد وجنسه ووزنه وطوله ومحيط خصره، وهو ما قد يوفر تقديراً أكثر دقة لمخاطر الإصابة بالسرطان من مؤشر كتلة الجسم، بحسب الوكالة.
ولاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، قام باحثون من جامعتي "جلاسكو" و"نيوكاسل"، البريطانيتين، بدمج بيانات 442614 مشاركاً، متوسط أعمارهم 56 عاماً، من مجموعة تمت متابعتهم لمدة 8 سنوات في المتوسط، تم خلالها تشخيص 36961 فرداً منهم بالسرطان.
وتم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات، وذلك وفقاً لقياسات مؤشر شكل الجسم لديهم، لمعرفة مدى ارتباط هذه القياسات بخطر الإصابة بـ24 نوعاً مختلفاً من السرطان، ولفحص مؤشري كتلة وشكل الجسم للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالسرطان.
ووجد الباحثون أن مؤشر كتلة الجسم وشكله قد ساعدا على التنبؤ بمخاطر السرطان المرتبطة بالسمنة لدى البالغين، حيث تم ربط مؤشر شكل الجسم بزيادة خطر الإصابة بثلاثة أنواع من السرطان.
وكان المشاركون الذين كانوا في الفئة الأعلى من قياسات مؤشر شكل الجسم أكثر عرضة بنسبة 38% للإصابة بسرطان الكبد، وأكثر عرضة بنسبة 40% للإصابة بسرطان الرئة، كما زاد لديهم خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 17%، وذلك مقارنةً بأولئك الذين كانوا في الفئة الأدنى من المؤشر.
كما وجد الباحثون أن ارتفاع معدلات مؤشري كتلة الجسم وشكله معاً مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بسبعة أنواع مختلفة من السرطان، وهي سرطان الرحم والمريء والكبد والمعدة والكلى والأمعاء والثدي.
ونقلت الوكالة عن المؤلف الرئيسي في الدراسة، الدكتور كارلوس سيليس موراليس، من جامعة "جلاسكو"، قوله: "تؤكد النتائج التي توصلنا إليها على أهمية النظر إلى مؤشرات أخرى، وليس مؤشر كتلة الجسم فقط، للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالسرطان، وذلك لأن شكل الجسم قد يزيد أيضاً من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات".
وتابع: "زيادة الوزن أو السمنة هي أكبر سبب للإصابة بالسرطان بعد التدخين، وهناك حاجة إلى إجراءات أكثر إلحاحاً لمساعدة الأشخاص على الحفاظ على وزن صحي وشكل جسم سليم طوال حياتهم، وذلك بدءًا من سن مبكرة".
وأوضحت الدراسة أن زيادة الدهون في الجسم يمكن أن تؤدي إلى تغييرات بيولوجية تؤدي بدورها إلى تغيير مستويات الهرمونات الجنسية، مثل هرمون الاستروجين والتستوستيرون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين، وبالتالي زيادة الالتهابات، وهي الأشياء التي ترتبط جميعها بزيادة خطر الإصابة بـ 13 نوعاً مختلفًا من السرطان.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز