الاتصالات والإنترنت.. سلاح مليشيات الحوثي لعزل اليمنيين عن العالم
يعاني ملايين السكان في مدن اليمن المحررة من ضعف شديد في خدمتي الاتصالات والإنترنت إثر سياسة التضييق التي تمارسها مليشيات للحوثي.
والأحد، قطعت مليشيات الحوثي خدمات الإنترنت في محافظات عدن والضالع وأبين، وذلك بعد عمل تخريبي طال كابل الألياف في مدينة دمت شمالي الضالع، ما أدى إلى عزلهم عن العالم.
وتستغل مليشيا الحوثي سيطرتها على المؤسسة العامة للإتصالات وشركة "تيليمن" المزودة لخدمة الإنترنت في التحكم في وصول الخدمات إلى ملايين اليمنيين فضلا عن نهبها للأموال والتجسس على المستخدمين.
ويعد رجال الأعمال من أكثر المتضررين من ضعف الخدمتين، إذ يشكل ذلك إعاقة لأعمالهم التجارية المعتمدة على الهاتف النقال ، سواء الإتصال أو إجراء المراسلات الإجتماعية عبر شبكة الإنترنت .
يقول محمد الشميري، رجل أعمال في مجال بيع مواد البناء في المخا التي كانت يوما ما سوقا رئيسيا لتصدير البن إلى العالم، لـ"العين الإخبارية" إن ضعف شبكة الإتصالات يعيق إستمرار عمله بالشكل المطلوب.
- الريال اليمني يحلق بعد هبوط طائرة "الحكومة" في عدن
- "إخوان اليمن" ينهبون الأموال.. جبايات بقوة السلاح في تعز
- مدير وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية لـ"العين الإخبارية": هذه خطتنا للتحرر من هيمنة فيسبوك وتويتر
يضيف " يقدم فرع مؤسسة الإتصالات في المخا مبررات تتعلق بضعف حجم السعة ، مع إزدياد عدد المشتركين في خدمات الفرع ، لكن في الواقع هذا جزء من الحرب متعددة الجوانب التي تشنها مليشيا الحوثي ، على المناطق المحررة.
حرب متعددة الجوانب
وبالنسبة إلى الشميري فإن حرب مليشيا الحوثي "متعددة الجوانب" ليست فقط في الجانب العسكري وإنما في جوانب عدة تمثل خدمتي الإتصالات والإنترنت واحدة منها .
يقول الشميري، كل ما هو مطلوب هو تقوية خطوط الإتصالات طالما المشتركين يدفعون ثمن استخدامها، ويضيف، وجود شركة إتصالات وطنية في المناطق المحررة ، ستتيح الحصول على خدمات مميزة.
كما أن قيام الحكومة الشرعية بإنشاء شركة إنترنت تلبي طموح السكان في المناطق المحررة سيجبر مليشيا الحوثي على تحسين خدماتها ، و حينها لن نكون بحاجة إلى دفع مبالغ مالية إلى مليشيا الحوثي لتستخدمها في تمويل حربها العبثية ضد الشعب ، بحسب الشميري.
صعوبة خدمة الإنترنت
عبدالله مراد، طالب الثانوية العامة، يلجأ إلى اليوتيوب لمتابعة المواد العلمية لتعويض غياب المعلمين في مدرسته التي تفتقر إلى وجود مثل هذه التخصصات في مديرية المخا اليمنية المطلة على البحر الأحمر.
لكن بطء الإنترنت في المخا، يصيبه بالاحباط إذ كان يرغب في متابعة الدروس بشكل يومي حتى لا تتراكم لديه نهاية الشهر بحيث يجد صعوبة في استيعابها دفعة واحدة.
ما يعانيه الطالب مراد ليس شيئا متعلقا به فحسب، وانما ينعكس ذلك على ملايين القاطنين في مناطق الساحل الغربي ، والذي يمثل بطء خدمتي الإنترنت والاتصالات ، معضلة كبيرة.
ولطالما اعتمد المئات من الطلاب في المناطق الساحلية الواقعة غرب البلاد على الإنترنت كوسيلة لتحسين مهاراتهم في دروس المواد التي تفتقر إلى وجود معلمين .
كما تنطبق معاناة الإنترنت على الصحفيين العاملين في وسائل إعلام خارجية ، إذ يواجهون صعوبة في إرسال المواد المسجلة إلى الوسائل التي يعملون معها ، بنفس السرعة التي يريدونها ، كي لا تفقد أهميتها .
يقول عبدالله حلبي ، مصور بفضائية الحدث لـ"العين الإخبارية" ، نفقد نصف أوقاتنا ونحن نبحث عن تغطية قوية تمكننا من إرسال المواد المسجلة ذات السعات الكبيرة بشكل أسرع ، إذ نظل نبحث عن مقهى إنترنت لا يوجد به مشتركين أكثر من أجل ارسال المواد.
يضيف حلبي ، في السابق كنا نلجأ في أوقات كثيرة إلى استخدام خدمة الستلايت "الأقمار الصناعية" رغم ثمنها الباهظ من أجل إرسال المواد ذات السعات الكبيرة، "كنا نتشارك مع مجموعة من الصحفيين في اللجوء للخدمة ، لكن حاليا لا يمكننا القيام بذلك نظرا للكلفة العالية وعدم وجود زملاء آخرين على استعداد لتحمل التكاليف الباهظة في استخدام خدمة الستلايت.
حلول قادمة
مدير فرع إتصالات المخا اليمنية المهندس طلال بجاش ، يضع آمال عريضة للتغلب على ذلك الضعف بالقول إن محطتين جديدتين سيتم تركيبها عما قريب ، مما سيتيح للمشتركين الحصول على خدمات جيدة .
يقول بجاش، لـ"العين الإخبارية" إن ضعف الإنترنت والإتصالات ناجما عن الضغط الشديد على الخدمتين في مناطق الساحل الغربي بسبب زيادة عدد المشتركين في المقابل محدودية السعة المخصصة لهذه المناطق.
ويرفض بجاش تحديد عدد المشتركين، مشبها استخدامهم شبكة الإنترنت جميعا بمحاولة دخول عدد هائل من الناس من بوابة ضيقة دفعة واحدة ، لكنه يعد بوضع حلول سريعة للقضاء على ذلك الضعف من خلال تركيب محطتين إضافيتين عما قريب.