"تآلف".. مشروع سلام لمواجهة تداعيات حرب الحوثيين
خلفت الحرب واقعا غير مستقر في المحافظات اليمنية المحررة، وضاعفت الضغوط على الخدمات والمرافق؛ نتيجة نزوح مئات الآلاف فرارا من الحوثيين.
وحتى تغطي خدمات المرافق الحكومية متطلبات كافة المواطنين سواء من النازحين أو من المجتمعات المضيفة، كان لزاما تحسين وتطوير عمل تلك المرافق الخدمية؛ بهدف التخفيف من الضغوطات الخدمية.
هدف كهذا احتاج لمشروع مجتمعي، تبنته بعض المبادرات المحلية في مدينة عدن اليمنية، والتي تحتضن آلاف الأسر النازحة؛ جراء حرب الحوثيين.
ويسعى هذا المشروع إلى تعزيز السلام ويؤسس لتوافق مجتمعي، يخفف العبء على طلب الخدمات من كافة المواطنين، سواء كانوا نازحين أو مجتمعات مضيفة.
مشروع "تآلف"
وانطلاقا من تلك الأهداف اجتمعت 3 مبادرات يمنية في مدينة عدن، على تنفيذ مشروع "تآلف" لبناء السلام، الذي يعمل على عدة مراحل لاستهداف المناطق المتضررة والمواطنين المتأثرين من الحرب.
ويقوم المشروع الذي ينفذ في مديريتي البريقة والشيخ عثمان، على التدريب والتأهيل كمرحلة أولى، ثم تليها مرحلة التدخلات الخدمية والتنموية التي تستهدف المرافق العامة.
كما يعتمد المشروع، بحسب منظميه، على التكاتف المجتمعي، وتنفيذ مراحله بالاستناد إلى أفراد المجتمع أنفسهم، حتى يحقق الاستدامة والاستمرارية.
أسباب المشروع
رئيس مبادرة "بصمة عدن" في مديرية البريقة، نبيل عبدالقوي، كشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل مشروع "تآلف"، وأسباب تنفيذه.
ويشير إلى أن المشروع يقوم على أساس "بناء السلام"، ويستهدف المتضررين من الحرب، وبحكم أن نطاق عمل مبادرة "بصمة عدن" في مديرية البريقة فقد تم استهداف منطقة الفارسي.
وبحسب عبدالقوي فإن عدد سكان منطقة الفارسي يتجاوز ألفي أسرة، وفق تقارير لجنة الإغاثة بالمديرية، معظمهم أسر فقيرة ومحتاجة، أضيف إليهم أكثر من 400 أسرة نازحة نتيجة الحرب.
وأكد رئيس مبادرة "بصمة عدن" أن هذا الواقع شكل ضغطا على الخدمات العامة في منطقة الفارسي، خاصة في الجانبين الصحي والتعليمي، فكانت تدخلات مشروع "تآلف" لمحاولة التخفيف من هذا الضغط.
ولفت إلى أن كثافة الأسر النازحة في منطقة الفارسي شكل نوعا من المشاحنات بين المجتمع المضيف والنازحين؛ بسبب الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية، كالمدارس والمراكز الطبية.
فعلى سبيل المثال، فإن مدارس الفارسي ذات قدرة استيعابية ضئيلة، وتدفق النازحين على المنطقة فاقم من الكثافة الطلابية داخل الفصول، كما أن الخدمات الصحية التي يقدمها المجمع الصحي بالفارسي لم تعد تفي بحجم الطلب عليها، بحسب عبدالقوي.
مهارات لبناء السلام
يقول رئيس مبادرة "بصمة عدن" نبيل عبدالقوي إن فكرة المشروع تقوم على بناء السلام في المجتمعات المحلية، كهدف عام.
وأضاف أن هناك أهدافا فرعية للمشروع، منها التدريب على مهارات حل النزاعات، وإدارة الحوار والتفاوض، والتدخل العملي في حل النزاعات، تمهيدا لتحقيق تدخلات خدمية ملموسة.
كما أشار إلى أن تدخلات المشروع تمثلت في توفير أجهزة ومعدات طبية لمجمع الفارسي الصحي، وتأهيل منظومة الطاقة الشمسية في المدرسة الأساسية بالمنطقة، وإصلاح ثلاجة مياه الشرب بالمدرسة، وتوفير لوحات سبورة جديدة للفصول الدراسية، ووضع حلول لمشكلة نقص المعلمين.
وأضاف عبدالقوي أن التدخلات شملت أيضا تأهيل غرفة الحراسة الأمنية لدار الأحداث البنين، مما ينعكس على تعزيز الجانب الأمني بالمنطقة، ويخفف من هروب النزلاء، ومنع التعديات على حرم الدار من قبل بعض المواطنين.
تخفيف النزاعات
رئيس مبادرة "بصمة عدن" نبيل عبدالقوي تحدث أن تدخلات المشروع في هذه الجوانب تخفف من حدة النزاعات المجتمعية بطريقة غير مباشرة من خلال توفير الخدمات.
ولفت إلى وجود تدخلات مماثلة للمشروع، تنفذها مبادرتان أخريان، هما مبادرة بصمة إنسانية ومبادرة التكافل الاجتماعي.
وأكد في ختام تصريحه لـ"العين الإخبارية" أن المشروع حظي برعاية وإشراف السلطة المحلية في مديرية البريقة، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والحكومية، نظرا لأهميته البالغة.
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA=
جزيرة ام اند امز