اختتام مؤتمر "أخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية" بأبوظبي
اختتمت بالعاصمة الإماراتية أبوظبي جلسات مؤتمر الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية.
أقيم المؤتمر للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، برعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة في الإمارات.
نظم المؤتمر المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي بالتعاون مع مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، تحت شعار "توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة تحدي الإدمان".
وتم بالمؤتمر عرض أحدث المعارف في مجالات الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية والعلاج ودعم التعافي وتبادل الخبرات في مجال الحماية من المؤثرات العقلية، وقدم المشاركون بالمؤتمر أحدث التطورات والدراسات والبحوث في مجال العلاج والتأهيل والوقاية من المؤثرات العقلية، من خلال تبادل التجارب العلمية الموثوقة مع براهين تطبيقاتها.
وشهد المؤتمر، الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، حضور 2300 مشارك من الخبراء والمتخصصين في مجال الوقاية والعلاج من المؤثرات العقلية من 119 دولة، بالإضافة إلى 36 جلسة علمية و21 ورشة عمل، وتستمر العروض العلمية على موقع المؤتمر حتى 20 يونيو، إذ إن المسجلين بالمؤتمر لديهم فرصة للاستفادة من المؤتمر والتفاعل مع العروض التي تتجاوز مدتها 150 ساعة من البث المتواصل.
وجرى خلال المؤتمر الإعلان الرسمي عن إصدار المعايير الدولية لمعالجة الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات باللغة العربية، وهي معايير وضعها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية لدعم الدول الأعضاء في جهودها لتطوير وتوسيع نطاق العلاج الفعال والقائم على الأدلة والأخلاقيات لاضطرابات تعاطي المخدرات.
وأطلق الاتحاد الأفريقي الذي يعقد مشاوراته القارية لمفوضية الاتحاد ضمن المؤتمر، الحوار العالمي بشأن خفض الطلب على المخدرات بين أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وشدد على الحاجة إلى الاستكشاف والتعاون في تبادل الأفكار الملموسة لتحسين الوقاية من الإدمان على المؤثرات العقلية والعلاج والرعاية.
وتم خلال المؤتمر تدشين الاتحاد الدولي لضمان الجودة في علاج الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المؤثرات العقلية، والذي يهدف لضمان حق الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات في الحصول علاج مضون الجودة شأنهم كشأن جميع الفئات الأخرى، حيث يكون هذا الاتحاد بمثابة مظلة تجمع المنظمات المختلفة المعنية بضمان الجودة، ويتم من من خلالها إصدار معايير للجودة تقرها هذه المنظمات، كما يهتم الاتحاد بمقدمي الخدمات العلاجية ويقدم لهم الدعم اللازم ليتم اعتمادهم من قبله.
وتم الإعلان عن تدشين هذا الاتحاد في ندوة علمية ترأسها الدكتور طارق عبدالجواد مدير إدارة العلاج والتأهيل في المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي وشارك فيها كل من الدكتور ماريانو مونتينيغرو مدير مكتب خطة كولومبو لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وبريان موراليس رئيس فرع مكافحة المخدرات في مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكي، وأثناء الندوة تم إطلاق باكورة أعمال الاتحاد الدولي للجودة في علاج اضطرابات تعاطي المؤثرات العقلية من قبل البرنامج الاستشاري للمخدرات التابع لخطة كولومبو، وهو عبارة عن كتيب مرجعي حول إدارة الخدمات العلاجية للمصابين باضطرابات تعاطي المخدرات بما يتماشى مع "معايير الجودة الرئيسية" للمنظمات الدولية.
جوائز متعددة
واحتضن المؤتمر إعلان وتكريم الفائزين بجائزة الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، حيث تم الإعلان عن جائزة أفضل مبادرة قائمة على الأدلة العلمية في مجال خفض الطلب على المؤثرات العقلية، بما في ذلك المشاريع، والبرامج، والحملات والأعمال المتعلقة بالسياسات من جميع أنحاء العالم.
وفاز بالجائزة برنامج الدراسات المتقدمة للعلوم الوقائية وتطبيقاتها في وسائل الإعلام بجامعة كليرمونت للدراسات العليا، والذي يبني فيه المشاركون معارفهم في استخدام وسائل الإعلام للوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية، بقيادة الدكتور ويليام كرانو أستاذ علم النفس بجامعة كليرمونت للدراسات العليا في كاليفورنيا، الذي قال "لقد فاق هذا المؤتمر في أبوظبي كل التوقعات، وقام برفعها سقف التميز إلى أبعد الحدود، إن التعاون السلس بين المركز الوطني للتأهيل وشركائه الآخرين، وكرم أخلاقهم وطباعهم وأفعالهم قد وفر للمشاركين بيئة خلاقة لتحقيق هدف المؤتمر في توحيد المجتمع العالمي، نعم إن الفوز بالجائزة بمثابة شرف عظيم لي، لكن حسن ضيافتكم سيبقى في ذاكرتي لفترة أطول".
كما تم الإعلان عن جائزة أفضل مبادرة في مجال خفض الطلب على المؤثرات العقلية في الصعيد الإقليمي، والتي خصصت في هذا العام للمبادرات المقدمة من منطقة الشرق الأوسط، وقد فازت بها مؤسسة نصرتو وهي جمعية غير ربحية ولا حكومية لبنانية تأسست في عام 2006 لعلاج وتأهيل المصابين باضطرابات تعاطي المؤثرات العقلية، والمبادرة الفائزة تم فيها تدشين مطبخ ومجهز بالكامل في مقر الجمعية، ويتم تعليم كل نزيلة في الجمعية من المتعافيات كيفية صنع الحلويات التراثية ومن ثم يتم تسويق المنتجات حيث تتعلم النزيلات في الجمعية حرفة جديدة وتحصل الجمعية على دخل مستدام، وذلك في خلال 14 شهر تقضيها كل مقيمة بالجمعية.
وأعلنت الجمعية عن جائزة الخدمات في مجال خفض الطلب على المؤثرات العقلية، لتكريم الأفراد على مساهمتهم البارزة في مجال خفض الطلب على المؤثرات العقلية على الصعيد المحلي، أو الوطني، أو الدولي.
وفاز بالجائزة عن فئة (الإنجاز مدى الحياة) الدكتور ستيف جوست، المدير السابق للبرنامج الدولي في المعهد الوطني المعني بتعاطي المخدرات في الولايات المتحدة.
كما تم الإعلان عن جائزة التميز التي تُقدم لتكريم الأفراد لمساهماتهم المميزة في مجال التدريب لخفض الطلب على المؤثرات العقلية، وحاز الجائزة الدكتور توماس سكاريا مؤسس معهد إيكولينك لتميزه في تدريب أكبر عدد من المتخصصين في مجال خفض الطلب على المؤثرات العقلية من جميع أنحاء العالم، وقد كان نصيب الدكتور توماس أكثر من 260 متخصصا من 20 دولة
أما الجائزة الأخيرة فهي جائزة المساهمات البارزة في الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، وفاز بها الدكتور خوسيه لويس فاسكيز مارتينيز، لقيامه بنشر أكثر من 800 مرجع طبي من دراسات وأبحاث ومقارنات معيارية، وفازت معه بهذه الجائزة الأستاذة صايمة أصغر، الأمين العام لمؤسسة محمد علي جناح، المدير التنفيذي لمركز نيولايف للتأهيل، ومدير فرع الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية بباكستان.
وتم بالمؤتمر عقد ندوة حكومات آسيا الوسطى بشأن تعاطي المؤثرات العقلية، والتي استمرت لمدة خمسة أيام، بمشاركة ممثلين حكوميين من أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان، بالإضافة إلى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمات الدولية الأخرى التي تعمل في آسيا الوسطى.
وناقشت الندوة خفض الطلب على المؤثرات العقلية في آسيا الوسطى، واستمرارية العلاج في ظل جائحة كوفيد 19، وبدائل الحبس والصحة العقلية واضطرابات تعاطي المؤثرات في السجون.