شهدت منطقة القرن الأفريقي العديد من الصراعات خلال السنوات الخمس الماضية، رغم صحوة التغييرات التي يحاول الساسة أن يؤكدوا أنها طابع الحكومات الجديدة.
وكانت تلك الأحداث سببا في خلق بيئة غير مستقرة، من خلال انتشار العديد من الجماعات التي وجدت مرتعا خصبا بسبب الوضع الأمني الهش، وقد ساعدت الأحداث والصراعات التي أدت إلى عدم استقرار الصومال خلال العقدين الماضيين، لتطور تحركات حركة الشباب الصومالية التي باتت أكبر مهدد في المنطقة ليس للصومال فحسب، وإنما لدور الجوار مثل إثيوبيا وكينيا وجيبوتي.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية اندلعت أحداث وصراعات في إثيوبيا والسودان وجنوب السودان، والتي أدت بدورها إلى أن تكون الحدود بين تلك الدول بعيدا عن الرقابة الأمنية، مما شجع على انتشار تجارة السلاح بصورة كبيرة ومتطورة، الشيء الذي ساعد بدوره على انتشار حركات مسلحة متعددة ما بين الدول كانت لها مطالب مختلفة ومتنوعة من وقت لآخر.
وكان هناك دور كبير للحرب الإثيوبية في إقليم تيغراي في انتشار السلاح ما بين الحدود الإثيوبية السودانية، والتي أظهرت تحركات وحركات قومية وقبلية متعددة، على تخوم إقليم أمهرة وبني شنقول قمز وقامبيلا، وهي أقاليم إثيوبية تقع على الحدود الإثيوبية السودانية والجنوب سودانية، ودولة أريتريا .
ظلت تلك التحركات أحد أسباب تبادل التهم بين تلك الدول لفترات محددة، ومازالت مسار تبادل للشكوك بين حكومات ودول المنطقة التي ظلت تتوجس من حركات مدعومة من دول أخرى، لكنها تناست أن هنالك تحركات لمجموعات مختلفة قد يكون أحد أهدافها العرق أو الدين أو النشاطات الإرهابية المختلفة التي قد تطيح بسلام وأمن واستقرار المنطقة خلال المراحل القادمة.
التوقعات الحالية هي أن هنالك تحركات لبعض المجموعات التي قد يكون لها أهداف أخرى قد تنتشر في المنطقة من وقت لآخر، مستغلة الأوضاع الأمنية الهشة بسبب الأحداث الداخلية في الدول، ولربما قد تكون حجر عثرة مستقبلا، وستعمل على عرقلة التنمية في المناطق الحدودية والتي تتحرك فيها قوميات تشترك وتترابط فيما بين تلك الدول "قوميات متعددة هي حلقة وصل بين دول المنطقة، الصومال، جيبوتي، إثيوبيا، السودان، كينيا، جنوب السودان.
انتشار السلاح بصورة كبيرة والذي بات أرخص من كل السلع التي يحتاجها الإنسان البسيط، يمثل خطرًا كبيرًا، يجابه قيادات المنطقة مستقبلا، وهو ما حدث في بعض المناطق الأفريقية من خلال الأحداث المتطورة في القارة السمراء.
تحتاج منطقة القرن الأفريقي لوقفة خاصة ومراجعة الأوضاع الأمنية والسياسية، وكافة التحركات التي قد تقوم بها بعض الجماعات المتشددة والإرهابية، التي ظلت تتربص بالمنطقة للبحث عن ثغرات خلال الأعوام الماضية، وربما الأحداث التي تمر بها المنطقة قد تساعدها على الولوج إلى بعض المناطق التي يسهل اختراقها في أي وقت، ويصعب محاربتها مستقبلا، وخاصة إذا كانت لها جذور وارتباط مع بعض الجماعات الدولية والإقليمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة