المؤتمن على دستور تونس الجديد.. بلعيد مهندس قرارات خلع الإخوان
خطى رئيس تونس، قيس سعيد، خطوة كبيرة في ترسيخ النظام السياسي في مرحلة ما بعد سيطرة تنظيم الإخوان، عبر تدشين لجنة وضع دستور جديد.
وكلف الرئيس التونسي قيس سعيد أستاذ القانون الصادق بلعيد رئيساً منسقاً للهيئة الوطنية الاستشارية المكلفة بصياغة مشروع دستور جديد.
صدر القرار الرئاسي، اليوم الجمعة، ونشر بالجريدة الرسمية مرسوم أحداث الهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة.
وأمس الخميس، ترأس الرئيس التونسي، بقصر قرطاج، اجتماع مجلس وزراء الأسبوعي والذي خصص للتداول بشأن مشروع مرسوم يتعلق بإحداث الهيئة الوطنية الاستشارية لبناء الجمهورية الجديدة.
وناقش أيضا الاجتماع مشروع أمر رئاسي يتعلق بدعوة الناخبين إلى استفتاء.
وسبق أن دعا الرئيس قيس سعيد التونسيين إلى المشاركة في استفتاء 25 يوليو/ تموز المقبل (الاستفتاء على الدستور) "لبناء الجمهورية الجديدة".
من هو بلعيد؟
الصادق بلعيد هو أستاذ قانون عام من مواليد سنة 1939 وهو معروف بعدائه الشديد لحركة لنهضة الإخوانية ورفض العمل معهم، وانتقد في السابق بشدة دستور 2014 .
وعلمت "العين الإخبارية" أن بلعيد كان مقربا من الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وسبق أن نصح الأخير بضرورة فتح ملف الجهاز السري للإخوان الإرهابية؛ وهي الدعوة جعلت أستاذ القانون العام، في حالة عداء مفتوحة مع حركة النهضة؛ ذراع التنظيم الإرهابي.
كما أن بلعيد دعم مشروع قيس سعيد لإنقاذ تونس من الإخوان الإرهابية، دون الإعلان الرسمي عن ذلك، وكان من مهندسي إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي أدت لحل البرلمان الذي تسيطر عليه الجماعة، وإقالة الحكومة المتحالفة معها.
ففي ديسمبر/كانون أول 2020، قال أستاذ القانون العام إن الدستور التونسي يخول لرئيس الجمهورية فرضية حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات تشريعية جديدة، بعد مشاهد العنف التي حدثت في ذلك الوقت في البرلمان بسبب تعنت النهضة.
وتابع أن حل المجلس النيابي أصبح حتمية لا يمكن الهرب منها، مضيفا أن المشكل الأساسي في القانون الانتخابي الذي أوصل تونس إلى المشهد السياسي الحالي، ومقترحا مراجعة النظام الانتخابي التونسي بأكمله.
لكن عداء القامة القانونية للإخوان ليس وليد الأعوام القليلة الماضية، ففي شهر يناير/كانون ثاني 2014، وصف الصادق بالعيد، نواب المجلس التأسيسي الذين أشرفوا على صياغة الدستور في ظل سيطرة حركة النهضة، بـ"الجهلة”، معتبرا أن هذا العمل؛ أي الدستور، يعد من قبيل ”الدمغجة”.
وتابع أنّ عملية صياغة دستور الجمهورية التونسية في ظرف 22 يوما، جاءت على إثر ضغوطات أجنبية.
عداء للإخوان
وقال عبد المجيد العدواني الناشط والمحلل السياسي إن بلعيد هو من الشخصيات القانونية المعروفة بانتقادها لدستور الإخوان الصادر عام 2014، ودعا في أكثر من مناسبة سابقة لإدخال تعديلات دستورية من أجل كبح جماح التسلط الإخواني.
وبين العدواني في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الصادق بلعيد هو الخيار الذي يزعج الإخوان في ظل قربه الفكري لقيس سعيد، وتمسكه بعدم عودة الإخوان وأفكارها.
وتابع أن بلعيد كان مرافقا لقيس سعيد في كلية الحقوق بمحافظة سوسة الساحلية وفي كلية الحقوق بتونس منذ أكثر من 30 سنة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز